«بايدن» يرحّب بإقرار خطته للبنى التحتية ويعتبره تقدماً كبيراً

هدى اسماعيل

رؤية

واشنطن – رحّب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم السبت 6 نوفمبر بأول انجاز تشريعي كبير يحقّقه، غداة إقرار خطته الاستثمارية الضخمة للبنى التحتية، ولكن يبقى عليه أن يتجاوز انقسامات الديموقراطيين لتمرير الشقّ الاجتماعي والبيئي من إصلاحاته الطموحة.

وقال الرئيس أمام عدسات الكاميرات فيما بدا الارتياح واضحًا على وجهه بعد أشهر من المفاوضات الشاقة، “لا أعتقد أنّني أبالغ بقولي إن ذلك تقدّم كبير لبلدنا“.

وأكد أنه سيوقّع “قريبًا” هذا القانون الذي تبلغ كلفته 1,2 تريليون دولار والرامي إلى تجديد الطرق والجسور المتقادمة في أول قوة اقتصادية في العالم وتطوير الإنترنت الفائق السرعة ، حسبما ذكرت «الأنباء الفرنسية».

وأقرّ الكونغرس الأمريكي أمس الجمعة 5 نوفمبر الخطّة بصورة نهائية، بأغلبية مريحة بعد انضمام عشرة نواب جمهوريين إلى الأغلبية الديموقراطية.

قال الرئيس الديموقراطي “إلى جميع أولئك الذين يشعرون بأنهم متروكون ومُهملون في اقتصاد يتغيّر بهذه السرعة: هذا القانون لكم”، مؤكدًا أن الوظائف التي خُلقت “لا تتطلّب شهادات جامعيّة“.

وأشار إلى أن الآثار الملموسة ستبدأ بالظهور فعليًا “في غضون ثلاثة أشهر“.

كان بايدن بحاجة ماسّة إلى هذا الانجاز في ظلّ تراجع شعبيته بعد الهزيمة المدويّة التي مني بها حزبه في انتخابات حاكم ولاية فرجينيا هذا الأسبوع وقبل عام من انتخابات منتصف الولاية التي قد يخسر الديموقراطيون فيها الأغلبية البرلمانية الضئيلة.

كان على بايدن أن يثبت قدراته كمفاوض التي تباهى بها كثيراً هذا السناتور القديم خلال حملته الانتخابية في مواجهة دونالد ترامب، لكنها حتى الآن لم تمكّنه من تقريب مواقف الجناح اليساري من جهة والوسطيين من جهة أخرى في الحزب الديموقراطي.

ولا تزال الكأس نصف ممتلئة إذ إنه لم تتمّ المصادقة إلا على أحد مشروعيه الإصلاحيين اللذين تبلغ قيمتهما نحو 3000 مليار دولار على مدى عشر سنوات ويُفترض أن يُحدثا تغييرات عميقة في دولة الرعاية الاجتماعية الأمريكية.

فالرئيس لم يتمكن بعد من إقناع مجموعة برلمانيين معتدلين من معسكره بالتصويت أيضاً لصالح الخطة الاجتماعية والبيئية التي تبلغ تكلفتها 1750 مليار دولار. وتنصّ على تأمين الحضانة لجميع الأطفال وتحسين التغطية الطبية، كما تتضمن استثمارات كبرى للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

وبالتالي لا يزال مصير هذه الخطة المسمّاة “بيلد باك بيتر” (إعادة الإعمار بشكل أفضل)، غامضاً.

وتعهّد الرئيس من جديد اليوم السبت من البيت الأبيض دفع الكونجرس الى التصويت عليها.

وقال “سأكون واضحًا: سنجعل مجلس النواب يقرّه وسنجعل مجلس الشيوخ يصادق عليه”، متحدثًا عن “استثمار تاريخي” لن يزيد بحسب قوله نسبة التضخم ولا الدين العام ولا الضرائب إلا على الأغنياء.

وتوقّع الرئيس أن يدرس مجلس النواب هذه الخطة في أسبوع 15 نوفمبر، أي في أسبوع عيد ميلاده الـ79، إلا أنه لم يحدّد موعدًا نهائيًّا لإقرارها بشكل نهائي.

وفي مجلس الشيوخ، يواصل السناتور الديموقراطي الوسطي عن ولاية وست فرجينيا جو مانشين مقاومة الخطة ما يجعل التكهّن بمصيرها صعبًا.

وعندما سُئل الرئيس عن أسباب ثقته بأن القانون سيُقرّ، أجاب بايدن مبتسمًا: “أنا“.

ربما يعجبك أيضا