بايدن يطالب بـ20.6 مليار دولار تمويلًا إضافيًّا لأوكرانيا.. هل يوافق الكونجرس؟

طلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من الكونجرس تمويلًا بقيمة 20.6 مليار دولار لصالح أوكرانيا، التي تكافح لتحقيق نصر حاسم ضد روسيا.

وفي رسالة للمشرعين، طلب مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض 13 مليار دولار مساعدات عسكرية جديدة، و8.5 مليار دولار مساعدات اقتصادية وإنسانية وأمنية إضافية لأوكرانيا والدول الأخرى المتضررة من الحرب الروسية الأوكرانية.

الإغاثة من الكوارث

أشارت صحيفة واشنطن بوست، إلى أن البيت الأبيض يسعى للحصول على أكثر من 12 مليار دولار للإغاثة من الكوارث والأموال المحلية للطوارئ الأخرى، مثل الأعاصير، إلى جانب عشرات الملايين من الدولارات لزيادة رواتب رجال الإطفاء على الخطوط الأمامية من حرائق الغابات، التي ضربت أجزاء كثيرة من البلاد.

وأضافت، في تقرير لها يوم أمس الخميس 10 أغسطس 2023، إلى أن تمويل الحرب في أوكرانيا، التي تقترب الآن من شهرها الثامن عشر، يعد الأمر الأكثر إثارة للجدل. خاصة أن الولايات المتحدة وجهت بالفعل 60 مليار دولار من المساعدات إلى أوكرانيا، من بينها 40 مليار دولار مساعدات عسكرية مباشرة. وهذا التمويل أكثر من أي بلد آخر.

دعم إضافي لأوكرانيا

تعهد بايدن بأن تدعم الحكومة الأمريكية أوكرانيا، طالما أن الأمر يتطلب ذلك، لكن الحلفاء الغربيين يواجهون أسئلة صعبة بشأن حالة المجهود الحربي، وتعثر القوات الأوكرانية في الشرق على الرغم من الأسلحة الغربية الجديدة والتدريب.

وقالت مديرة الميزانية بالبيت الأبيض، شالاندا يونج، في بيان، إن إدارة بايدن تطلب تمويلًا تكميليًّا للمساعدات الأمنية والاقتصادية والإنسانية لدعم أوكرانيا، فضلًا عن دعم البلدان الأخرى والممتلكات المعرضة للخطر، في جميع أنحاء العالم، التي تأثرت بالحرب «غير المبررة والوحشية».

الهجوم الأوكراني المضاد

من المتوقع أن يدعم زعماء الحزبين بمجلس الشيوخ طلب الرئيس. لكن العشرات من أعضاء اليمين المتطرف بمجلس النواب هددوا بأنهم سيعارضون أي تمويل جديد لأوكرانيا، لكن الغالبية العظمى من الجمهوريين يريدون ضمان إرسال بعض الأموال لمساعدة أوكرانيا وحلفاء الناتو، خاصة قبل شتاء قارس قد يبطئ الهجوم المضاد أكثر.

وفق ما ذكره المستشار الاقتصادي لأوكرانيا، أوليج أوستينكو، تواجه حكومة كييف عجزًا في الميزانية يبلغ قرابة 40 مليار دولار لهذا العام، لكن من المرجح تغطيته من خلال مساعدات من أوروبا والولايات المتحدة ومنظمات أخرى، مثل صندوق النقد الدولي.

الحرب الروسية الأوكرانية

الأصول الروسية المجمدة

قال أوستينكو إن هذا لا يفسر ما سيفعله الأوكرانيون لتعويض العجز، في العام المقبل، إذا استمرت الحرب، وأن عشرات المليارات من الدولارات لم تعالج الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، وشبكة الكهرباء والمستشفيات في أوكرانيا، وقدر البنك الدولي أن إعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب، قد تتكلف 350 مليار دولار.

وأضاف أوستنكو أن الحكومة الأوكرانية لديها ما يقدر بنحو 750 مليار دولار من التكاليف الاقتصادية المباشرة من الحرب، التي قد تصل إلى تريليون دولار، إذا أضيفت التكاليف غير المباشرة. لذلك يجب على الحلفاء الغربيين أن يبدأوا في تحويل الأصول المجمدة بالمليارات من البنك المركزي الروسي إلى أوكرانيا.

مسؤولية روسيا

وأثار الخبراء تساؤلات بشأن شرعية منح الأصول الروسية المجمدة لأوكرانيا، في حين قال أوستنكو: “لا ينبغي أن تأتي هذه الأموال فقط من حلفائنا، بل يجب أن تأتي من الأصول المجمدة لروسيا، لأن عليها تعويضنا، خصوصا أن الكرملين مسؤول بالكامل عن جميع الأضرار التي لحقت بأوكرانيا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات الروسية الجديدة على صادرات الحبوب الأوكرانية أدت إلى تفاقم التحديات الاقتصادية، حين هاجمت القوات الروسية منشآت تخزين الحبوب في شهري يوليو وأغسطس، في أعقاب قرار موسكو إنهاء صفقة سمحت لأوكرانيا بتصدير آمن للحبوب عبر البحر.

الحرب الروسية الأوكرانية

أهمية الصادرات الأوكرانية

قال الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي درس التأثير الاقتصادي لصناعة الحبوب في البلاد، سايمون جونسون، إن الحبوب أحد الصادرات الأوكرانية الرئيسة، ومصدرًا رئيسا لإيرادات حكومتها، في حين يلعب بوتين بمليارات الدولارات، ليحاول إقناع الغرب الا يقف بجانب الأوكرانيين.

ومن غير الواضح كيف سيتعامل مجلس النواب الأمريكي مع طلب التمويل، في حين يواصل أعضاء اليمين المتطرف الضغط من أجل تخفيضات كبيرة في الميزانية. وتعهد رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، في يونيو، أنه لن يدعم أي تمويل إضافي، قائلاً إن المساعدات لأوكرانيا يجب أن تمر عبر عملية الاعتمادات العادية.