بتأييده إسرائيل في الحرب.. بايدن يضع مصيره الانتخابي على المحك

شروق صبري
بايدن ونتنياهو

نال الرئيس الأمريكي استحسان الحزبين الجمهوري والديمقراطي لرده على الحرب، كما أن رحلته إلى إسرائيل توفر فرصة للظهور كرجل دولة. لكن الغضب في اليسار يتزايد مع قصف إسرائيل لغزة.


وسط تصاعد العنف بعد الهجوم الإسرائيلي على مستشفى في غزة، أظهر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال زيارته تل أبيب، اليوم الأربعاء 18 أكتوبر 2023، لإظهار التضامن الأمريكي مع إسرائيل.

وأزالت رحلة الرئيس الأمريكي، وتعامله الأوسع مع الحرب، عنه المخاطر السياسية ومنحه فرصة لإعادة انتخابه رئيسًا لأمريكا.

دعم بايدن لإسرائيل أكسبه دعم الناخبين

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم 18 أكتوبر، إن دعم بايدن الثابت لإسرائيل بعد هجوم حماس، وهو الموقف المهيمن إلى حد بعيد في واشنطن، أكسبه استحسان بعض الجمهوريين والديمقراطيين، فالأزمة الدولية، حتى مع مخاطرها الجيوسياسية الجسيمة، تشكّل أرضًا سياسية مريحة نسبيًّا لرئيس يتمتع بخبرة عميقة في السياسة الخارجية.

وفي حين أن القضايا الدولية نادرًا ما تقود الانتخابات الأمريكية، إلا أن بايدن وحلفاءه يرون أن لعب دور رجل الدولة في الخارج، والمساعدة في تهدئة التوترات المتصاعدة فرصة جيدة مرحب بها في ظل مجموعة واسعة من التحديات المحلية التي تخفض معدلات تأييده.

بايدن ونتنياهو

بايدن ونتنياهو

التحريض على الحرب

لكن في الوقت نفسه، يهدد الغضب الزاحف داخل يسار حزبه بالنمو مع قصف إسرائيل غزة بغارات جوية والتحرك نحو هجوم بري محتمل، ويتهم الديمقراطيون التقدميون بايدن بالتحريض على حرب أدَّت إلى مقتل آلاف الفلسطينيين.

واشتعلت هذه المشاعر، يوم 17 أكتوبر، بعد انفجار مميت في مستشفى بمدينة غزة، وألقى المسؤولون الإسرائيليون والغزيون اللوم على بعضهم البعض في الانفجار.

واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وألغيت زيارة كان من المقرر أن يجريها بايدن في الأردن، وسارع السياسيون الأمريكيون إلى انتقاد الرئيس، حتى قبل أن ينقشع ضباب الحرب.

رفض الحرب

قالت النائبة جاسمين كروكيت من تكساس، وهي ديمقراطية تقدمية زارت إسرائيل مع وفد من الكونجرس هذا العام “إن الجمهوريين الذين أثنوا بنحو مفاجئ على رد فعل بايدن على هجوم حماس، صوّروا الصراع إلى حد كبير على أنه قضية أبيض وأسود، لكن الأمور أكثر تعقيدًا بين القاعدة التقدمية للحزب الديمقراطي”.

وأضافت أن شرائح واسعة من الناخبين الديمقراطيين، خاصة الشباب منهم، متشككة، إن لم تكن معادية، للسياسة الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين، وهم غير راغبين في دعم الحرب، حتى ردًّا على هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.

وبدا الاستياء واضحًا في وثيقتين، الوثيقة الأولى، وهي رسالة وقّعها 55 عضوًا تقدميًّا في الكونجرس يوم 13 أكتوبر، دعت إلى استعادة الغذاء والماء والوقود والإمدادات الأخرى التي قطعتها إسرائيل عن غزة.

وأيّدت الوثيقة الأخرى قرارًا لمجلس النواب شارك في صياغته 13 ديمقراطيًّا فقط بـ”وقف التصعيد الفوري ووقف إطلاق النار في إسرائيل وفلسطين المحتلة”.

بايدن

بايدن

مواقف الكونجرس من حرب غزة

قال النائب مارك بوكان من ولاية ويسكونسن، الذي وقع الرسالة، إنه تلقى مكالمات أكثر من الناخبين في منطقته التي يوجد مقرها في ماديسون والذين كانوا قلقين بشأن الرد العسكري الإسرائيلي المتوقع على هجوم حماس أكثر من قلقهم بشأن الهجوم الأولي نفسه.

وأوضح أن بايدن وكبار مساعديه، بما في ذلك وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، كانوا يضغطون على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لإنقاذ أرواح الفلسطينيين مما كانوا يعبرون عنه علنًا.

بايدن يشعل الحرب

كانت النائبة رشيدة طليب من ميشيغان، وهي الأمريكية الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس، التي كانت واحدة من الديمقراطيين الـ13 لذين وقعوا على قرار وقف إطلاق النار، من بين الأوائل في حزبها الذين ألقوا باللوم على بايدن مباشرة في وفيات الحرب بعد انفجار مستشفى غزة.

وكتبت على وسائل التواصل الاجتماعي يوم 17 أكتوبر: “هذا ما يحدث عندما ترفض تسهيل وقف إطلاق النار والمساعدة في وقف التصعيد، فإن نهجكم الوحيد في الحرب والدمار قد فتح عيني والعديد من الأمريكيين الفلسطينيين والمسلمين الأمريكيين مثلي، سوف نتذكر أين وقفت”.

بايدن والقضية الفلسطينية

يعتقد البيت الأبيض أن بايدن يتصرف بدعم واسع من الشعب الأمريكي في الدفاع عن إسرائيل، ويعتقد المسؤولون أن أولئك الذين يحتجون على موقف بايدن لا يمثلون الكثير من الناخبين، وأنه من غير المرجح أن يتخلى الديمقراطيون عن بايدن.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الأمريكيين أكثر ثقة في قدرة بايدن على قيادة البلاد خلال الصراع الإسرائيلي أكثر من ثقتهم في القضايا الداخلية.

الصراع الإسرائيلي

أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك، يوم 17 أكتوبر، أن 76% من الناخبين يعتقدون أن دعم إسرائيل يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، ووجد الاستطلاع أن 42% وافقوا على تعامل بايدن مع الصراع الإسرائيلي، مقارنة بـ37% لم يوافقوا.

ويبدو أن الديمقراطيين التقدميين الأصغر سنًا والأكثر نشاطًا أقل ميلًا إلى منح بايدن فائدة، ويعارض غالبية الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا إرسال أسلحة ومعدات عسكرية إلى إسرائيل.

اقرأ أيضًا: حرب إسرائيل وحماس تختبر قطاع الدفاع الأمريكي

اقرأ أيضًا: هل تنهار حكومة نتنياهو بسبب هجوم حماس؟

ربما يعجبك أيضا