بتطوير المزادات.. ميلجروم وويلسون يؤكدان هيمنة أمريكا على نوبل الاقتصاد 2020

أماني ربيع

أماني ربيع

اختتم الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد، اليوم الإثنين، جوائز التكريم المرموقة باسم العالم الشهير ألفريد نوبل في 2020، حيث فاز الأمريكييان بول ميلجروم، وروبرت ويلسون بجائزة نوبل للعلوم الاقتصادية لهذا العام.

وبحسب حيثيات الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، في إعلانها اليوم، تم منحهما الجائزة بفضل عملهما  في تطوير المزادات العلنية التجارية.

وأوضحت لجنة الحكام أن ثنائي الاقتصاد الأمريكي، قاما بتحسينات مميزة في نظرية المزاد، كما ابتكرا أشكالا جديدة للمزادات.

وبول آر ميلجروم، من مواليد 20 أبريل 1948، في ديترويت بولاية ميشيجان الأمريكية، وهو ممثل لجامعة ستانفورد بكاليفورنيا.

روبرت ب. ويلسون، من مواليد 1937، جنيف، شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل أيضا بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا.

وبحسب البيان الصحفي للأكاديمية الملكية السويدية، قام الثنائي بدراسة أساليب المزادات، وقاما ياستحداث أشكال جديدة لمزادات السلع والخدمات  التي يصعب بيعها بالطريقة التقليدية، مثل الترددات اللاسلكية، وحققت جهودهما فائدة كبيرة للبائعين والمشترين ودافعي الضرائب حول العالم.

باستخدام نظرية المزاد، حاول الباحثان فهم نتائج القواعد المختلفة لتقديم العطاءات والأسعار النهائية، وشكل المزاد، وطور روبرت ويلسون نظرية مزادات الأشياء ذات القيمة المشتركة – وهي قيمة غير مؤكدة مسبقًا ولكنها في النهاية هي نفسها للجميع. 

وكشف ويلسون سبب ميل مقدمي العطاءات العقلانيين إلى وضع العطاءات أقل من أفضل تقدير خاص بهم للقيمة المشتركة، حيث يكونون قلقين بشأن لعنة الفائز – أي دفع الكثير والخسارة فيما بعد.

بينما صاغ ميلجروم نظرية أكثر عمومية للمزادات لا تسمح فقط بالقيم المشتركة، ولكن أيضًا القيم الخاصة التي تختلف من عارض إلى آخر، حيث قام بتحليل استراتيجيات عروض الأسعار في عدد من تنسيقات المزادات المعروفة، موضحًا أن الشكل سيمنح البائع أرباحًا متوقعة أعلى عندما يتعلم مقدمو العروض المزيد عن القيم المقدرة لبعضهم البعض أثناء تقديم عروض الأسعار.

وابتكر ميلجروم وويلسون تنسيقات جديدة لبيع العديد من الأشياء المترابطة بالمزاد العلني في وقت واحد، نيابة عن البائع بدافع من المنفعة المجتمعية الواسعة بدلاً من الحد الأقصى من الإيرادات.

“بدأ ميلجروم وويلسون بالنظرية الأساسية واستخدموا نتائجهما لاحقًا في التطبيقات العملية التي انتشرت على مستوى العالم.

وقال بيتر فريدريكسون، رئيس لجنة منح الجائزة: “اكتشافاتهما تعود بفائدة كبيرة على المجتمع”.

ووصلت قيمة الجائزة هذا العام إلى نحو 1.1 مليون دولار، وهو ما يعادل 10 مليون كرونة سويدية، كما تعادل قيمة جوائز نوبل في المجالات الأخرى بالطب والفيزياء والكيمياء والأدب والسلام، والتي تم الإعلان عنها تباعا خلال الأسبوع الماضي.

وقالت إدارة الجائزة، ان احتفال توزيع الجوائز الذي يتم في ستوكهولم عاصمة السويد، بحضور أفراد العائلة الملكية السويدية سنويا في العاشر من ديسمبر، الذي يوافق ذكرى وفاة نوبل، تم تقليصها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وهذا الفرع من الجائزة العالمية المرموقة، لم يكن مذكورا ضمن وصية العالم الراحل ألفريد نوبل، حيث تم منحها للمرة الأولى عام 1969 لكل من ركنر فرش ويان تينبرجن.

 ودشنها ومول قيمتها البنك المركزي السويدي بالتزامن مع ذكرى تأسيسه رقم 300، وأطلق عليها رسميا جائزة بنك السويد المركزي في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل، Sveriges riksbanks pris i ekonomisk vetenskap till Alfred Nobels minne.

وبتتبع قائمة الفائزين بنوبل في الاقتصاد سنجد هيمنة للأمريكيين في هذا الصدد، حيث وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الفائزة بنوبل في الاقتصاد، بواقع 61 اقتصاديا منذ إنشاء الجائزة عام 1969، ونسبة بلغت 88% من إجمالي الدول الفائزة، وفي المركز الثاني بريطانيا.

 وفي 2019، تم تكريم 3 خبراء اقتصاد مقيمين بالولايات المتحدة، بسبب عملهم على تقليص حدة الفقر العالمي، هم: أبهيجيت بانيرجي وإستر دوفلو ومايكل كريمر.

ويعتبر “الاقتصاد الكلي” أكثر المجالات الاقتصادية حصولا على الجائزة واستحوذ رواد مدرسة شيكاغو الاقتصادية على النسبة الأكبر من نوبل في الاقتصاد، بنحو 28 جائزة، ولم تفز بها امرأة، إلا مرة واحدة هي الخبيرة الاقتصادية إلينور أوستروم.

وقصة جوائز نوبل معروفة، عندما كتب مخترع الديناميت العالم السويدي ألفريد نوبل في نوفمبر 1895، وصيته التي ترك فيها ثروته لتكريم النابغين في استخدام العلوم المختلفة لخدمة البشرية، وأوصىى بتحويل جميع ممتلكاته التي بلغت وقتها أكثر من على 31 مليون كرونة سويدية، ما يعادل 1.794 مليار كرونة بأسعار اليوم، إلى استثمارات في أوراق نقدية آمنة.

ويتم منح عوائد تلك الاستثمارات لتكريم المبدعين والعباقرة في الفيزياء، والكيمياء، والأدب، والسلام، والطب، ثم اضيف الاقتصاد فيما بعد إلى القائمة.

ربما يعجبك أيضا