«بحر قزوين الأوسع».. مشروع لحل صراعات جنوب القوقاز

«الممر الأوسط».. جنوب القوقاز على خط التجارة الدولية

يوسف بنده

يبدو أن المنتدى الأوروبي الذي استضافته دولة تركمانستان، في الثالث والرابع من أكتوبر الجاري، قد وضع تصورًا شاملًا لمشاركة الجميع في الممر الأوسط، خاصة منطقة جنوب القوقاز.


توترت العلاقة بين إيران وأذربيجان وتركيا وأرمينيا على خلفية الصراع على ممر زنكزور، الذي خططت تركيا مع أذربيجان لفتحه على حساب أراضي أرمينيا وإيران.

لكن عمليًا هناك تنافس بين دول مناطق أسيا الوسطى وبحر قزوين وجنوب القوقاز، على جذب ممر التجارة الأوسط إلى أراضيها، بما يضعها على خريطة التجارة الدولية من الصين إلى أوروبا.

9ecde8eedcbac330c494b8ed35296685b5fa98ed

الصراع بين أذربيجان وأرمينيا

عبر إيران

كشفت صحيفة “آرمان امروز”، أمس الاثنين 14 أكتوبر، أن تركيا قد أعلنت موافقة ضمنية على لسان وزير النقل التركي، عبدالقادر أورال أوغلو، بأن يتم عبور ممر زنكزور عبر أراضي إيران.

ونقلت الصحيفة الإيرانية، على لسان الوزير قوله: “من الهراء القول إن تركيا لا يمكن أن تكون جزءًا من الطريق من الصين إلى لندن (ممر زنكزور)، يمكن أن يمر هذا الممر عبر أراضي دولتين، على بعد 43 كيلومترًا من أراضي أرمينيا و61 كيلومترًا من أراضي إيران، الجميع يريد أن يكون جزءًا من هذا الطريق”.

وتصر إيران على وصول تجارة الصين وروسيا وأسيا الوسطى إلى أراضيها أولًا عبر أذربيجان أو تركمنستان، ثم الوصول بعد ذلك إلى تركيا وأوروبا، وهو ما يدفعها لمعارضة فتح ممر زنكزور.

حيث سعت كل من أذربيجان وتركيا لعزل إيران عن هذا الممر، بعبوره من داخل حدود أذربيجان وأرمينيا، ما يعني عدم الحاجة لدخول الأراضي الإيراني، وهو ما عارضته طهران لدرجة التهديد بالحرب.

بزشكيان مع نائب رئيس وزراء اذربيجان

بزشكيان مع نائب رئيس وزراء اذربيجان

مسؤول أذربيجاني في طهران

كانت زيارة نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني، شاهين مصطفى، إلى طهران، أمس الاثنين، مؤشر على جدية وجود اتفاق حل بين إيران وتركيا وأذربيجان وأرمينيا لحل أزمة ممر زنكزور، الذي يهدد بتغيير في الجغرافيا السياسية والاقتصادية بين الدول الأربعة.

إلى جانب المخاوف الإيرانية من العلاقة المتقاربة بين أذربيجان وإسرائيل وانعكاسها على الأزمة الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن زيارة المسؤول الأذربيجاني كانت مهمتها طمأنة الجانب الإيراني.

وأكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لدى استقباله المسؤول الأذربيجاني، احترام وحدة الأراضي الأذربيجانية، وصرح في هذا اللقاء: “نحن نعتقد بأنه لا يجوز انتهاك حق السيادة لجميع البلدان”.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية (ارنا)، أضاف بزشكيان: “نعتبر أن فسح المجال للبلدان الأخرى غير الإقليمية، لا يخدم مصالح الدول الإقليمية، وذلك انطلاقا من اعتقادنا بأننا نستطيع من خلال التعاون فيما بيننا أن نحل قضايانا ونعزز أمننا”.

الممر الأوسط 1

ممر آرس

في إشارة للاتفاقيات بين إيران وأذربيجان التي تم توقيعها في عهد الحكومات الإيرانية السابقة، لفتح ممر بري وسكك حديدي على طول الحدود الإيرانية-الأذربيجانية (ممر آرس)، لربط أذربيجان بإقليمها المنفصل عنها جغرافيًا (ناختشيفيان)، وكذلك دعم وصولوها إلى الأراضي التركية.

دعا بزشكيان الى التسريع في وتيرة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين طهران وباكو، قائلًا: “نرحب بمدّ طرق السكك الحديدية والبرية بين إيران وأذربيجان”.

الممر الأوسط

الممر الأوسط للتجارة الدولية بين الشرق والغرب

بحر قزوين الأوسع

يبدو أن المنتدى الأوروبي الذي استضافته دولة تركمانستان، في الثالث والرابع من أكتوبر الجاري، قد وضع تصورًا شاملًا لمشاركة الجميع في الممر الأوسط، بما يثني أية رؤية أحادية عن إدارة التجارة بين الشرق والغرب، خاصة في منطقة جنوب القوقاز.

فحسب تقرير مركز بحر قزوين للسياسات، الأربعاء 9 أكتوبر، فإن هذا المنتدى كان لإعلان بحر قزوين الأوسع، من خلال منصة تنسيق ممر النقل عبر بحر قزوين والدول المحيطة به، كبوابة عالمية للتجارة من وإلى الاتحاد الأوروبي.

وأوضح تقرير المركز، أن ما يميز اجتماع تركمانستان هو بنيته المتعددة الأطراف وشموله لمنطقة بحر قزوين الأوسع نطاقًا، فلم يقتصر الحضور على ممثلي أوروبا وآسيا الوسطى في القمة التي عقدت في عشق آباد، بل شارك فيها ممثلون من بنك التنمية الآسيوي والبنك الدولي، فضلًا عن مسؤولين من أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وتركيا.

ممر زنكزور يهدد الاستقرار بجنوب القوقاز

السلام في جنوب القوقاز

يبدو أن عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا، ستأتي مدفوعة من جانب تركيا والقوى الأوروبية العازمة على مشاركة أرمينيا في ممر التجارة الأوسط الدولي.

وحسب تقرير مركز بحر قزوين للسياسات، تشكل منطقة جنوب القوقاز وتركيا أهمية بالغة بالنسبة للممر الأوسط، حيث تشكلان الحلقة الأخيرة من الطريق قبل الوصول إلى الأسواق الأوروبية.

ومع عمل أرمينيا وأذربيجان على التوصل إلى اتفاق سلام وتطبيع، والذي بدوره من شأنه أن يسمح بفتح حدود أرمينيا مع تركيا، فإن عبور الممر الأوسط عبر جنوب القوقاز قد ينطلق خلال السنوات القليلة المقبلة.

ممر-شمال-جنوب-للنقل-الدولي

أرمينيا في تشابهار

يبدو أن إيران التي يمر عبر أراضيها ممر شمال-جنوب، الذي يربط تجارة روسيا وأسيا الوسطى وجنوب القوقاز مع منطقة الخليج والمحيط الهندي، تعمل على جذب أرمينيا التي تقع على حدودها الشمالية إلى الاستثمار في ميناء تشابهار الذي يقع على حدودها الجنوبية والمطل على مياه الخليج وبحر العرب.

وحسب تقرير صحيفة “كيهان” الإيرانية، اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر، أكد وزير اقتصاد أرمينيا، كيورك بابويان، أهمية الممر الدولي شمال ـ جنوب، وقرار حكومة بلاده الاستثمار في ميناء تشابهار الإيراني.

وهذه المشاركة تعني أن أرمينيا ترفض مخطط عزل حدودها عن إيران بفتح ممر زنكزور، وأنها تتطلع لتعزيز موقعها كدولة محاذية للحدود التركية والإيرانية في الدخول ضمن ممرات التجارة الدولية بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب.

ربما يعجبك أيضا