بدعم سعودي.. “مسام” مشروع لنزع ألغام الحوثيين في اليمن

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
صنعاء – أطلقت المملكة العربية السعودية متمثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مشروع “مسام” لنزع الألغام من الأراضي اليمنية، والتي تسببت في مقتل المئات وإصابة العشرات، خصوصا في ظل زرع الحوثيين ألغام مضادة للأفراد منذ بداية الحرب الأهلية بين أنصار جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المدعومين من إيران من طرف، والقوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

“ألغام الحوثي”
وشهدت اليمن خلال عام 2015 زرع الحوثيين ألغام مضادة للأفراد في مدينتي عدن وأبين، بلغت حوالي مليون لغم، وفقا إحصائيات مبدئية، وقال المركز التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، إنه استطاع جمع نحو 1173 لغماً وقطعة ذخيرة غير متفجرة، بين 13 يوليو و10 أغسطس من عام 2015، إضافة إلى نزع حوالي 17,000 لغم زرعه الحوثيين في مدينة مأرب.

وبحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام 2014 حتى شهر ديسمبر لعام 2016، فقد تم تسجيل 1539 قتيلا ومصابا جراء ما تم زراعته من ألغام لأكثر من 3 آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص.

وأدت زراعة الألغام خلال تلك الفترة إلى مقتل 615 شخصا منهم 101 من الأطفال و 26 امرأة، فيما بلغت الإصابات 924 إصابة بينهم 10 أطفال و36 امرأة، بينما ما تم تسجيله في محافظة تعز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم 18 حالة لفقدان البصر.

وبحسب مركز الملك سلمان، فإنه تم حصر أكثر من 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن، وهي من الألغام المحرمة دوليا، و40 ألف لغم في محافظة مأرب، و16 ألف لغم في جزيرة ميون، بإجمالي حوالي 800 ألف لغم.

“تفاصيل المشروع”

وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال، عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، إن  كوادر سعودية وخبرات عالمية، تعمل من خلال مشروع “مسام” على إزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها، التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، وخصوصا محافظات “مأرب وعدن وصنعاء وتعز”.

وأوضح أن تكلفة المشروع السعودي لنزع الألغام “مسام” 40 مليون دولار، وسيكون المشروع لمدة عام على خمس مراحل تبدأ بالتجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام، ثم الانتشار في الميدان، ونقل الخبرة للكوادر اليمنية.

وأشار الربيعة إلى أنه في خلال عام واحد فقط، سجل البرنامج الوطني لنزع الألغام عددا كبيرا من الضحايا والإصابات، فقد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز 418 ضحية، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل 1775 إصابة، وسجل في كل من محافظتي الجوف ومأرب 380 ضحية  512 إصابة.

“دعم دولي وعربي”
أعرب وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، عن شكر الحكومة اليمنية والشعب اليمني إلى حكومة المملكة السعودية، قائلا: “لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها، ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها، بكارثة إنسانية كبيرة، وهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع”.

وشدد الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية، فلاديمير كوفشينهوف، على ضرورة أن تقوم المؤسسات المكلفة بتقديم المساعدة وتوفير الحماية، “بتلبية مستوى توقعات العالم، مضيفا: “يجب أن نقدم نتائج وتوصيات ملموسة بخصوص سبل تحسين آليات مكافحة الألغام في اليمن وغيرها من الدول”.

وثمّن رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي مشروع “مسام”، معربا عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية لهذه المبادرة النوعية والإنسانية لحفظ أرواح المدنيين اليمنيين من مخاطر الألغام المحرمة دوليًا التي زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في الأراضي اليمنية.

ربما يعجبك أيضا