برلماني فرنسي: “قطر الخيرية” مولت أعمال الإخوان في البلاد

شيماء مصطفى
رؤية
باريس – أجرت صحيفة “لينكوريكت” الفرنسية حواراً مع النائب في الجمعية الوطنية جيلبرت كولار، بعدما تقدم باقتراح لإنشاء لجنة تحقيق حول تمويل التبشير الإسلامي والدعاية الإسلامية من قبل دولة أجنبية.

ويستند هذا الاقتراح إلى حد كبير على أحدث ما كشف عنه الكتاب الجديد “أوراق قطر – كيف تمول الإمارة الإسلام في فرنسا وأوروبا”.
بعدما كشف كتاب “أوراق قطر” أن تنظيم الحمدين الإرهابي في الدوحة يغرس شوكة الإرهاب في أوروبا، عن طريق أذرعه، وفضح  العلاقة بين مؤسسة قطر الخيرية وتمويل الإرهاب، توالت ردود الفعل الغاضبة في فرنسا المطالبة بفتح تحقيق حول ما أثير.

ورد كولار على سؤال من الكاتب دو بيير فالانتين الذي أدار الحوار حول الغرض من المقترح، مشيرا إلى أن عقد لجنة تحقيق لمعرفة كيف تقوم مؤسسة قطر بتمويل أعمال الإخوان المسلمين، أو حتى ما هو أبعد من ذلك في ليل، خاصة بعدما حاول القطريون شراء مدرسة إبن رشد “Averroes”.

وفسر النائب الفرنسي أسباب عدم تحرك المسؤولين المنتخبين، لمحاربة التمويل المحتمل للإرهاب من قبل قطر، مشيرا إلى أن هناك مدن يتعين عليك فيها بناء أماكن للعبادة، ونتيجة لذلك تصبح فرصة للنظام القطري من أجل التدخل وتمويل بناء المساجد.

وعن فرص تمرير مقترح كولار والموافقة عليه، أشار إلى أن الجميع أصبح لديه انطباع عما أحدثه قطر في المجتمع الفرنسي.

وتابع: “لقد رأيت أن هذا الكتاب عبارة عن تحقيق لصحفيين جادين، كما أن الادلة الموجودة جعلت العديد من وسائل الإعلام والكثير من الشخصيات، وخاصة من عالم الصحافة والنشر،  في الاهتمام بهذا الأمر وتسليط الضوء على المشكلة”.

ويشير النائب الفرنسي إلى أن هناك مشكلة حقيقية في مليارات الدولارات التي خصصتها العائلة المالكة في قطر لشراء معدات عسكرية، مشيرا إلى أن الناس ينخدعون من التصرفات القطرية، خاصة مع تأكيد المستندات الواردة في كتاب أوراق قطر أن جزءا كبيرا منها يصل إلى أيدي الإخوان المتطرفين.

وتابع كولار: “لست متأكدًا من أن رؤساء البلديات في ذلك الوقت لديهم مصالح من وراء الانتخابات حقًا، لكن دعونا لا ننسى أن كل هذه الصداقة الفرنسية القطرية تعود إلى نيكولا ساركوزي، لذلك هناك أيضا أطراف في هذه الحالة لديهم مصالح تجارية، وأذكر أن ساركوزي هو الذي طرد رئيس الجامعة، ليون ألان مورفان لمعارضته افتتاح مدرسة ثانوية مشبوهة للغاية”.

يذكر أن نواب فرنسيون كانو قد دعوا في مذكرة رسمية إلى فتح تحقيق برلماني، حول ما أثاره الصحفيان الفرنسيان وبالوثائق الدامغة حول تمويلات مشبوهة تقوم بها دويلة قطر في الجمهورية الفرنسية، عبر منظمة قطر الخيرية.

ووفق المذكرة التي نشرها موقع “تليجراف تونسي” فإن مؤسسة قطر الخيرية تورطت في تمويل مجموعات إرهابية، شنت عمليات إرهابية داخل الأراضي الفرنسية، لذلك يطالب النواب بتشكيل لجنة برلمانية تضم 30 نائبا من مختلف الأحزاب والتيارات، للنظر في مخاطر منظمة قطر خيرية، وما تمثله من تهديد للأمن العام في الجمهورية.

وكشف الصحفيان جورج مالبرونو وكريستيان تشيسنو في كتابهما الجديد “أوراق قطر” مخططات الدوحة التي تقوم بها في أوروبا، عبر أجندة إخوانية، وشرحا كيف تستثمر قطر بكثافة في فرنسا من خلال جمعية قطر الخيرية.

وكتب الصحفيان الفرنسيان كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو، في الكتاب ـ الاستقصاء “أوراق قطر”، الذي صدر الأربعاء  الماضي، في فرنسا، أن “إيطاليا هي الدولة التي تلقت شريحة أكبر من هذه التخصيصات، تجاوزت الـ22 مليون يورو، مقسمة إلى 45 مشروعًا، منتشرة بشكل خاص في الشمال (سارونو، بياتشينتسا، بريشيا وأليسّاندريا)، وكذلك في الوسط والجنوب، وفي صقلية على وجه التحديد، من خلال 11 مشروعًا”، بل “وحتى في مراكز صغيرة مثل كوميزو وفيتّوريا”.

وأشار الكاتبان إلى أن قطر استثمرت بكثافة في أوروبا وخاصة في فرنسا  لعدة أعوام، ففي الفنادق والرياضة والعقارات تجد الإمارة متواجدة أكثر فأكثر، وذلك وفقًا لصحيفة أر سي أم الفرنسية.

ولا زالت تتكشف العديد من الفضائح التي يحملها كتاب “أوراق قطر”، عن التمويل القطري للإرهاب في أوروبا، عبر مؤسسة “قطر الخيرية”، التي تبث سمومها تحت ستار المساعدات الإنسانية وتمول بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، فوفقًا للصحفيين الفرنسيين، فإن الاستثمارات القطرية تستهدف المجال الديني في القارة العجوز، فالكتاب يظهر كيف مولت قطر الإسلام السياسي في فرنسا وأوروبا.

ربما يعجبك أيضا