بسبب تسليح إسرائيل واستهداف المدنيين في غزة.. بايدن في ورطة

الرئيس الأمريكي يواجه رد فعل عنيف بسبب ارتفاع الضحايا في غزة

آية سيد
بسبب تسليح إسرائيل واستهداف المدنيين في غزة.. بايدن في ورطة

يأتي التركيز المتزايد على إمدادات الأسلحة الأمريكية في ظل تصعيد إسرائيل لعملياتها في جنوبي غزة، وتعهد بايدن بتقديم الدعم غير المشروط لتل أبيب.


تواجه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضغوطًا متصاعدة بسبب تزويدها إسرائيل بأسلحة قوية.

ووفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس السبت 9 ديسمبر 2023، يثير عدد الضحايا الآخذ في الارتفاع في غزة تساؤلات بشأن ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة، بصفتها الداعم العسكري الرئيس لإسرائيل، فعل المزيد لضمان سلامة المدنيين.

غضب داخلي

حسب السلطات المحلية في غزة، بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي 17 ألفًا و700 شهيد، معظمهم من المدنيين.

ووفق “واشنطن بوست”، أشار الديمقراطيون إلى الاستخدام المحتمل للأسلحة الأمريكية في هجمات فتاكة ضد المدنيين في غزة، وأعربت جماعات المجتمع المدني عن قلقها من أن قذائف المدفعية الأمريكية قد تُستخدم بطريقة تعرّض سكان غزة للخطر.

بسبب تسليح إسرائيل واستهداف المدنيين في غزة.. بايدن في ورطة

آثار القصف الإسرائيلي لمدينة خان يونس جنوبي غزة

وهذا الأسبوع، قدم 5 أعضاء في مجلس الشيوخ خطابًا لبايدن، يدينون هجوم حماس ويشجبون المعاناة الإنسانية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، ويشتكي المشرعون أيضًا من غياب شفافية الإدارة بشأن الأسلحة المقدمة لإسرائيل، في تناقض صارخ مع المساعدات المقدمة لأوكرانيا.

الالتزام بالقواعد

بينما يسعى بايدن للحصول على مساعدات عسكرية إضافية بمليارات الدولارات للعملية الإسرائيلية في غزة، يقع في قلب النقاش قواعد الإدارة لتسليح الدول الأجنبية، التي تنص على أن نقل الأسلحة يجب ألا يحدث عندما تقيّم الحكومة الأمريكية أنه توجد احتمالية لوقوع انتهاكات للقانون الدولي.

وفي هذا السياق، يقول مسؤولو الإدارة إنهم عقدوا مباحثات موسعة مع نظرائهم الإسرائيليين لضمان أنهم يفهمون التزامات الدولة بموجب القانون الإنساني الدولي، لكنهم يعترفون أن الولايات المتحدة لا تجري تقييمات في الزمن الفعلي لالتزام إسرائيل بقوانين الحرب.

عجز أمريكي

في هذا الشأن، قال مسؤول أمريكي رفيع، تحدث للصحيفة الأمريكية بشرط إخفاء هويته، إن الإدارة عجزت عن إجراء تقييم مُعاصر لامتثال إسرائيل، جزئيًا بسبب غياب إمكانية وصول المسؤولين إلى المعلومات الاستخباراتية التي تستخدمها القوات الإسرائيلية لتخطيط عملياتها ونوايا القادة.

وقال: “ما نستطيع فعله من هنا في الزمن الفعلي هو التحدث عن إطار العمل، والمبادئ القانونية، والحديث عن بعض النقاط المحددة منها”، في إشارة إلى الأعراف الدولية التي تحكم الصراع.

محادثات صعبة

بسبب غزة.. التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل

الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

في حالات معينة، طرح المسؤولون الأمريكيون أسئلة محددة على الإسرائيليين، كما فعلوا بعد الغارة التي ضربت مخيم جباليا وقتلت أكثر من 100 شخص، وفي هذه الحالات شارك المسؤولون الإسرائيليون المعلومات بشأن الاستهداف والتحليل القانوني، مؤكدين استنتاج المسؤولين الأمريكيين بأن إسرائيل تشاطرهم فهمهم لالتزاماتها.

وحسب “واشنطن بوست”، قال المسؤول الأمريكي: “نحن نجري مُحادثات صارمة، وصعبة في بعض الأحيان”.

خطوة غير كافية

من جهتهم، يقول خبراء القانون إن هذه المحادثات يجب أن يتبعها المزيد من المراقبة النشطة لما يحدث بالأسلحة الأمريكية قبل إمداد إسرائيل بالمزيد من السلاح.

وفي هذا الشأن، قال المحامي السابق بوزارة الخارجية، والمستشار بمجموعة الأزمات الدولية، براين فينوكان: “هذه مجرد خطوة أولى”.

وأضاف: “حتى إذا اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل على نفس القاعدة الراسخة، وهي في هذه الحالة القواعد المتعلقة بطريقة سير الأعمال العدائية والاستهداف، هذا يترك تساؤلًا مفتوحًا بشأن كيفية تفسير تلك القواعد”.

الدعم الراسخ لإسرائيل

وفق الصحيفة الأمريكية، يأتي التركيز المتزايد على إمدادات الأسلحة الأمريكية في ظل تصعيد إسرائيل لعملياتها في جنوبي غزة، وتعهد بايدن بتقديم الدعم غير المشروط لتل أبيب. وهذا الأسبوع، اتخذت إدارته خطوة استثنائية بتفعيل إعلان طوارئ لتسريع بيع قذائف الدبابات لإسرائيل، رغم المخاوف المتزايدة في الكونجرس.

بسبب تسليح إسرائيل واستهداف المدنيين في غزة.. بايدن في ورطة

الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة

ولعبت الأسلحة الأمريكية دورًا محوريًا في الحرب، وفي أول شهر ونصف أسقطت إسرائيل أكثر من 22 ألف قنبلة موجهة وغير موجهة على غزة، حصلت عليها من واشنطن، وخلال تلك الفترة نقلت الولايات المتحدة 15 ألف قنبلة على الأقل، وأكثر من 50 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 مللي.

وفي تلك الأثناء، تعاني غزة من أزمة إنسانية في الوقت الذي يبحث الملايين عن ملجأ من الغارات الجوية والعملية البرية الإسرائيلية، التي حولت أجزاءً كبيرة من القطاع إلى ركام، وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إذا لم تزيد شحنات الإمدادات الحيوية.

بايدن في ورطة

أشارت واشنطن بوست إلى أن الوضع يمثل ورطة آخذة في التدهور للرئيس الأمريكي، الذي تعهد بالدعم المطلق لأمن إسرائيل، ووعد أيضًا بوضع حقوق الإنسان في قلب السياسة الخارجية الأمريكية.

وفي هذا الإطار، شككت المديرة بمركز “المدنيين في الصراع”، آنا شيل، في أن موقف بايدن يحقق هدفه المعلن بحماية المدنيين في غزة. وقالت: “من ناحية يقول المسؤولون الأمريكيون إن إسرائيل يجب أن تفعل المزيد لحماية المدنيين”.

وأضافت: “من الناحية الأخرى، يقدمون شيكًا على بياض دون شروط بشأن كيفية استخدام إسرائيل للمساعدات الأمريكية، أين النفوذ في ذلك؟”

ربما يعجبك أيضا