معظمهم من النساء والأطفال.. إسرائيل تقتل المدنيين في غزة بوتيرة تاريخية

حوالي 70% من إجمالي الوفيات المعلن عنها في غزة من النساء والأطفال

آية سيد
العدوان الإسرائيلي على غزة

حسب تقديرات الأمم المتحدة، تساوي النساء والأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة في أقل من شهرين أكثر من ضعف المقتولين في أوكرانيا بعد ما يقرب من عامين من الهجمات الروسية.


أفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بأن العدوان الإسرائيلي على غزة يتسبب في قتل المدنيين بوتيرة أسرع من أي صراع سابق خلال القرن الحالي.

وقال خبراء للصحيفة الأمريكية إن الضحايا في غزة يسقطون أسرع من اللحظات الأكثر دموية في الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق، وسوريا، وأفغانستان، وهي الهجمات التي انتقدتها بشدة جماعات حقوق الإنسان.

هجوم مختلف

بينما صوّرت إسرائيل موت المدنيين في غزة كجزء لا يمكن تجنبه من الصراع الحديث، مستشهدةً بالخسائر البشرية الباهظة للحملات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا، يشير استعراض للصراعات السابقة وحوارات مع خبراء ضحايا الصراعات والأسلحة إلى أن العدوان الإسرائيلي الحالي مختلف.

وحسب تقرير نيويورك تايمز، المنشور أمس السبت 25 نوفمبر 2023، يقول الخبراء إن القراءات الأكثر تحفظًا لأعداد الضحايا الواردة من غزة تُظهر أن وتيرة الوفيات خلال حملة إسرائيل لها سوابق معدودة في هذا القرن.

ولفتت الصحيفة إلى أن خبراء ضحايا الصراعات صُعقوا من عدد الأشخاص المقتولين في غزة، ومعظمهم من النساء والأطفال، والسرعة التي يُقتلون بها.

الأسلحة المستخدمة

نيويورك تايمز: إسرائيل تقتل المدنيين في غزة بوتيرة تاريخية

صاروخ GIL الذي استخدمته إسرائيل في حربها على غزة

لم تكن الصدمة بسبب حجم الضربات فقط، بل أيضًا بسبب طبيعة الأسلحة المستخدمة. وتفاجأ الخبراء من استخدام إسرائيل الحر لأسلحة ضخمة جدًا في مناطق حضرية كثيفة السكان، من ضمنها قنابل أمريكية الصنع يبلغ وزنها ألفي رطل (907 كيلوجرامات) التي يمكنها تسوية برج سكني بالأرض.

وفي هذا الشأن، قال المستشار العسكري بمنظمة “باكس” الهولندية والمحلل الاستخباراتي السابق بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، مارك جارلاسكو: “هذا يتجاوز أي شيء رأيته في مسيرتي المهنية”، مضيفًا أنه لإيجاد مقارنة تاريخية لهذا العدد من القنابل الضخمة في منطقة صغيرة “ربما يتعين علينا العودة إلى فيتنام أو الحرب العالمية الثانية”.

وقال محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية، براين كاستنر، إن القنابل التي تستخدمها إسرائيل في غزة أكبر مما استخدمته الولايات المتحدة أثناء قتال داعش في مدن مثل الموصل والرقة، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية “تستخدم أسلحة ضخمة جدًا في مناطق كثيفة السكان. إنه أسوأ مزيج ممكن من العوامل”.

صحة الأعداد

يشير الجيش الإسرائيلي إلى أن غزة تمثل ميدان معركة مختلف عن غيره بسبب صغر حجمها وكثافتها السكانية، وعيش المدنيين إلى جانب مقاتلي حماس، الذين يعتمدون على شبكة أنفاق لحماية أنفسهم وأسلحتهم.

ووفق الصحيفة، من الصعب حساب الضحايا المدنيين، والمسؤولون في قطاع غزة، الذي تديره حماس، لا يفصلون بين وفيات المدنيين والمقاتلين. إلا أن الباحثين يشيرون إلى الـ10 آلاف امرأة وطفل الذين قُتلوا في غزة كمقياس تقريبي للوفيات المدنية في القطاع.

وبينما يشكك الجيش الإسرائيلي في الأعداد، رغم إقراره بمقتل أطفال، ونساء، ومسنين في غزة، مدعيًا أن المدنيين “ليسوا هدف” حملته، رأى الخبراء أن حصيلة الوفيات التي تعلنها وزارة الصحة في غزة أثبتت دقتها.

نيويورك تايمز: إسرائيل تقتل المدنيين في غزة بوتيرة تاريخية

إحصاءات الحرب على غزة حتى 19 نوفمبر 2023

النساء والأطفال

أفادت الصحيفة الأمريكية، بأن النساء والأطفال يمثلون حوالي 70% من إجمالي الوفيات المعلن عنها في غزة، رغم أن معظم المقاتلين من الرجال. ووصف مدير الطوارئ الإقليمية بمكتب شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، ريك برينان، هذا بأنه “إحصاءً استثنائيًا”.

وقال إنه في الظروف العادية، يتوقع الشخص العكس. وعلى سبيل المثال، في الصراعات الماضية بين إسرائيل وحماس، كان 60% من الوفيات المعلن عنها في غزة من الرجال.

مقارنة مع الصراعات الأخرى

حسب تقديرات الأمم المتحدة، تساوي النساء والأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة في أقل من شهرين أكثر من ضعف المقتولين في أوكرانيا بعد ما يقرب من عامين من الهجمات الروسية.

وكذلك جرى الإعلان عن مقتل نساء وأطفال في غزة أكثر من الـ7 آلاف و700 مدني الذين قتلتهم القوات الأمريكية وحلفاؤها الدوليون في العام الأول من غزو العراق في 2003، وفق تقديرات منظمة “إحصاء الجثث في العراق”، وهي جماعة بحثية بريطانية مستقلة.

ويقترب عدد القتلى من النساء والأطفال في غزة في أول شهر من الصراع من الـ12 ألف و400 مدني الذين قتلتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان خلال الحرب التي استمرت 20 عامًا، حسب ما نقلت نيويورك تايمز عن المدير المشارك لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون، نيتا كراوفورد.

اعتراف أمريكي

بعد التشكيك المبدئي في حصيلة الوفيات المعلن عنها في غزة، لفتت نيويورك تايمز إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعترف الآن بأن الأرقام الحقيقية للضحايا المدنيين قد تكون أسوأ بكثير.

وفي نوفمبر الحالي، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، أمام لجنة برلمانية، إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن الضحايا المدنيين “مرتفعون بشدة، وقد يكونوا أعلى مما يُذكر”.

ربما يعجبك أيضا