بسبب دعمه لإسرائيل.. هل ينفض «السود» عن بايدن؟

هل تؤدي سياسة بايدن في غزة إلى تنفير الناخبين السود؟

محمد النحاس

في استطلاعٍ لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي حول رأي الأمريكيين السود حول الصراع في أكتوبر 2023، قبل وصول أعداد القتلى في غزة إلى الأرقام الحالية المروّعة (أكثر من 28 ألف قتيل)، رفض 95% من الأمريكيين السود فكرة "الدعم الثابت" لإسرائيل


لعقودٍ، دعم الناخبين الأمريكيين من أصل إفريقي الحزب الديمقراطي بسبب موقفه من بعض القضايا العرقية والاقتصادية، لكن يبدو أن ذلك في طريقه للتغير.

غير أن عدم دعوة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 28 ألف شخص في غزة، وتسببت في أكثر من 150 هجومًا على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، زادت من رغبة الأمريكيين من أصل إفريقي في عدم التصويت لصالح بايدن في نوفمبر القادم، ناهيك عن استمرار المساعدات الأمريكية لإسرائيل.

دعوات ذوي البشرة السوداء لإيقاف الحرب

في 28 يناير 2024، قُتل 3 من أفراد القوات الأمريكية من ذوي البشرة السوداء، في هجوم على قواعد الولايات المتحدة في المنطقة، وسط تزايد التوترات مع احتدام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما يقود أيضًا إلى انفضاض مزيدٍ من الناخبين السود عن دعمهم لبايدن، بحسب مقال لمجلة فورين بوليسي الأمريكي.

وفق مقال نشرته مؤخرًا صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، دعا أكثر من 1000 قس أسود البشرة، إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بدءًا من الكنائس المعمدانية الجنوبية المحافظة إلى تلك التقدمية في الغرب الأوسط والشمال الشرقي.

رفض مبكر للموقف الأمريكي

كما هو الحال في قطاعات واسعة من الجمهور الأمريكي، فإن الكثير الدعوات رجال الدين السود لوقف إطلاق النار يأتي من الأجيال الأصغر سنًا، وفقًا لـ مقال المجلة الأمريكية.

وفي استطلاعٍ لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي حول رأي الأمريكيين السود حول الصراع في أكتوبر 2023، قبل وصول أعداد القتلى في غزة إلى الأرقام الحالية المروّعة (أكثر من 28 ألف قتيل)، رفض 95% من الأمريكيين السود فكرة “الدعم الثابت” لإسرائيل.

تناقض إدارة بايدن؟

في حين أن معظم الأمريكيين السود (65%) لم يشعروا بأي سوء تجاه بايدن في بداية الصراع، كان أصحاب البشرة السوداء الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا أكثر تبرمًا من سياسات بايدن.

ومؤخرًا كشفت استطلاعات للرأي أن معدل تأييد الناخبين السود لبايدن في الأشهر الأخيرة انخفض بنحو 20 نقطة مئوية، ويصعب التوفيق بين الأعداد الهائلة من القتلى في نحو 4 أشهر، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وإدعاءات بايدن حول حقوق الإنسان التي تعهد بها عام 2020.

منذ مطلع القرن العشرين، كان الرأي العام في مجتمعات أصحاب البشرة السوداء بشأن التدخلات العسكرية الأمريكية مستاءً إلى حد كبير من القرارات “رديئة الجودة” وفقًا لمقال فورين بوليسي الأمريكي.

الوقت المناسب لسماع صوت السود

على سبيل المثال، كان الأمريكيون السود من بين المجموعات التي أثارت مخاوف مبكرة بشأن غزو العراق عام 2003، والتي ينظر إليها الكثير من الأمريكيين في الوقت الحالي، على أنها كانت خطئًا كبيرًا، ومن المؤسف -حسب المقال- أن خبراء السياسة الخارجية، لم يولوا اهتمام كبير لآراء الأمريكيين السود بشأن دور واشنطن في العالم.

لذلك يلفت مقال مجلة فورين بوليسي أنه إذا أراد الرئيس الأمريكي جو بايدن الفوز بـ ولاية ثانية، فإن هذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك.

تساؤلات الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية

يرى المقال أنه من الإنصاف، اعتبار أن مقتل 3 من القوات الأمريكية من ذوي البشرة السوداء في الشرق الأوسط، في هجوم قرب الحدود السورية الأردنية، سيترك أثرًا داخل مجتمعات السود حول موقف بايدن في الشرق الأوسط، والتكاليف المادية والبشرية التي يتحملها مجتمع السود في الولايات المتحدة.

من جانبها، سارعت وسائل الإعلام الأمريكية الخاصة بالسود، إلى الإشارة تساءل العديد من ذوي الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة عن الهدف  الاستراتيجي من تواجد هؤلاء الجنود هناك، ناهيك عن التساؤل عن قدرة بايدن على منع المزيد من الوفيات بين القوات الأمريكية في منطقة لا تخوض الولايات المتحدة فيها حربًا مباشرة.

ربما يعجبك أيضا