«الرياح لا تهب في صالح الغرب» رسالة من مؤتمر ميونخ.. ما علاقة غزة؟

غزة جاءت في المرتبة الـ 2 بفارق كبير عن أوكرانيا.. ما السبب؟

محمد النحاس
تقديرات استخباراتية أمريكية: إسرائيل لم تحقق أهدافها الحربية في غزة

في كلمته أمام الحضور في ميونيخ، صرح منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن السلام في الشرق الأوسط يتطلب "آفاقًا للشعب الفلسطيني" وأن "أمن إسرائيل لن يتم ضمانه بالوسائل العسكرية فقط".


اختتم مؤتمر ميونيخ للأمن ​​أعماله 18 فبراير 2024، ومع احتدام الحرب الإسرائيلية على غزة، تتزايد مخاوف الأوروبيين من أن “الرياح قد لا تصب في صالح الغرب”.

ويأتي ذلك في وقتٍ تحتدم فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتناول الاجتماع الدولي موضوعات متعددة من دور الجنوب العالمي إلى أهمية الذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي، غير أنّ الحرب الروسية الأوكرانية هيمنت على المؤتمر، فيما جاءت غزة في المرتبة الثانية بفارق كبير.

مأساة غزة

قبل اختتام المؤتمر بيوم واحد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي أن “النصر الكامل” ضد حماس سوف يتطلب شن هجوم على رفح بمجرد إجلاء السكان الذين يعيشون هناك إلى مناطق آمنة.

وقتل ما لا يقل عن 28,985 شخصًا وجُرح 68,883 آخرين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، بعد هجمات الـ 7 من أكتوبر الخاطفة التي شنتها الفصائل الفلسطينية في ردٍ على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

وفقاً للأمم المتحدة، فقد تم تهجير أكثر من 75% من سكان غزة عدة مرات خلال الحرب، وهناك أيضاً نقص حاد في الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى بسبب قرار إسرائيل بالسماح فقط بدخول قدر ضئيل من شاحنات المساعدات إلى غزة.

الرياح تهب ضد الغرب

في كلمته أمام الحضور في ميونيخ، صرح منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن السلام في الشرق الأوسط يتطلب “آفاقًا للشعب الفلسطيني” وأن “أمن إسرائيل لن يتم ضمانه بالوسائل العسكرية فقط”.

وفي إشارة إلى الحرب في غزة، أشار إلى أن “روسيا تستغل أخطائنا بشكل جيد” وتابع :إن إلقاء اللوم على المعايير المزدوجة هو شيء نحتاج إلى معالجته، وليس فقط بالكلمات اللطيفة.. ومن الواضح أن الرياح تهب ضد الغرب”.

من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش من تداعيات الهجوم على المدنيين في رفح، مشيرًا لمخاطر تمدد النزاع.

قادة أوروبيين ينتقدون إسرائيل

يذكر أن الدورة الـ 60 من مؤتمر ميونخ قد انعقدت في الفترة بين 16 إلى 18 فبراير، في فندق “روزوود ميونيخ” وشارك فيه سياسيون وقادة أمنيون وعسكريون وخبراء رفيعو المستوى من جميع أرجاء العالم. وبالإضافة إلى الحروب المتفاقمة، ناقش المؤتمر قضايا الهجرة وتغير المناخ  والذكاء الاصطناعي، ودور أوروبا في الأمن والدفاع، والرؤى الجديدة للنظام العالمي، والتداعيات الأمنية لتغير المناخ.

موقف بوريل ليس الأول من نوعه، ويبدو أنه يتشارك القلق بعض الزعماء الأوروبيين مثل الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز ورئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار، الذين انتقدوا إسرائيل علنًا، ومكمن التخوف هنا هو أن فشل أوروبا في كبح جماح إسرائيل سوف يؤدي إلى تقويض الدعم العالمي لأوكرانيا وتشويه الخطاب الأوروبي بشأن أهمية القانون الدولي.

ويمثل موقف بوريل، تناقضًا حادًا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ويسلط بوريل الضوء على تزايد عدد القتلى والكارثة الإنسانية في غزة بعد 7 أكتوبر.

رد على الولايات المتحدة

في وقت سابق من هذا الأسبوع، رد بوريل على وصف بايدن الأخير ووصف السلوك العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه “تجاوز الحد”. وقال في إشارة واضحة “إذا كنت تعتقد أن عددا كبيرا جدا من الناس يقتلون، فربما ينبغي عليك توفير أسلحة بقدر أقل من أجل منع مقتل هذا العدد الكبير من الناس”.

ومنذ مدة ليست بالقليلة، دعم بوريل وقف إطلاق النار، لكن أي قرار للاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة يتطلب الإجماع، ودول مثل ألمانيا والنمسا والمجر ليست موافقة عليه.

ربما يعجبك أيضا