بعد اجتماع عاصف للكابينت.. ماذا تخبئ إسرائيل لإيران؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

بعد أن تحولت حرب الظلال مع إيران إلى مواجهة علانية بسبب التسريبات الإسرائيلية التي يعتقد أن مصدرها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقدت الحكومة الإسرائيلية المصغرة «الكابنيت» اجتماعًا لأول مرة منذ أكثر من شهرين، وسط قلق من أن علانية المواجهة مع إيران قد تخلق ضررا مضاعفا، وتُفهم على أنها استفزاز ومحاولة تخريب لمفاوضات فيينا، وجر طهران للرد عسكريًا، التي لم ترد على حرب السفن إلا بعد تسريب معلومات بأن الاحتلال الإسرائيلي استهدف سفنا إيرانية منذ عام 2019.

ترسيم حدود المواجهة مع إيران

من جانبه، يرى المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، أن خرق إسرائيل بصورة استثنائية، للضبابية التي تكتنف عادة النشاط الإيراني، تسبب في مواجهة علانية.

الكابنيت الأمني المصغر خول الحكومة الإسرائيلية بترسيم حدود المواجهة مع إيران سياسيا وعملاتيا في ظل بدء التخصيب الإيراني بنسبة 60% القريبة من نسبة التخصيب العسكري.

اجتماع الكابنيت الإسرائيلي

وبحسب محلل الشؤون العسكرية للقناة 13 الإسرائيلية أور هيلر، فإن اجتماع الكابنيت بحضور رئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس الموساد يوسي كوهين، ينطوي على أهمية مضاعفة، كونه يناقش موضوعات حساسة مثل اتخاذ إجراءات في الموضوع الإيراني.

وشدد المجلس الأمني المصغر على أهمية الحوار الهادئ مع أمريكا التي مررت رسالة لإسرائيل بأن عليها وقف الثرثرة والضجيج الإعلامي حول حرب البحار والعمليات السرية مثل نطنز، لأن ذلك يعرض حياة الجنود الأمريكيين في المنطقة لخطر الاستهداف، ويثير انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية.

الانتقادات الأمريكية الشديدة لإسرائيل

كذلك ما يزيد من أهمية اجتماع الكابنيت أن مداولاته تجري على وقع الانتقادات الأمريكية الشديدة لإسرائيل بسبب توسيع رقعة المواجهة مع إيران إلى الساحة البحرية التي يرى البعض أنها خاسرة سلفا.

ويرى المحللون أنه رغم الضمانات الأمريكية لإسرائيل، إلا أن هناك قلقًا إسرائيليًا من إصرار إدارة بايدن على العودة إلى اتفاق 2015.

وحيدة في المواجهة

ويقول مصدر إسرائيلي مطلع إن إسرائيل فقدت تقريبا قدرة التأثير على قرار واشنطن في هذا الملف، فرغم تغني نتنياهو الدائم بأنه رأس الحربة في مواجهة إيران، إلا أنها باتت في عهده على تخوم الجولان المحتل وتسيطر على 4 عواصم عربية وباتت أقرب إلى القنبلة النووية، والأهم أن إسرائيل باتت شبه وحيدة في المواجهة، فيما تدير الولايات المتحدة وأوروبا حوارا نشطا مع إيران.

والرأي العام الإسرائيلي يرى أن واشنطن تتقدم بسرعة نحو الوراء، إلى العودة إلى اتفاق عام 2015 مع إيران وقد تتوصل إلى إعلان مبادئ خلال أسبوعين.

مخاوف إسرائيلية

من جانبه، تحدث نتنياهو عن جغرافية تهديد جديدة وبعيدة تعدها إيران، مشيرا إلى أنها تريد استخدام أراضيها، بالإضافة العراق وسوريا واليمن، لمهاجمة إسرائيل بصواريخ عادية ودقيقة، وهذا خطر كبير جدًا.

جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أنه أجرى المواءمات المطلوبة لمواجهة أي إطلاق للصواريخ الإيرانية في إشارة إلى منظومات الدفاع الجوي التي يملكها.

خشية إسرائيل من هجمات إيرانية

وفي الوقت نفسه، من يسمع تحذيرات المسؤولين الإسرائيليين يحسب أن الحرب بين إسرائيل وإيران قاب قوسين أو أدنى من اشتعالها.

خشية إسرائيل من هجمات إيرانية ردا على الغارات الإسرائيلية نابع من الاعتقاد الإسرائيلي بأن هناك تغييرا استراتيجيا حدث في المنطقة، بعد تجنب واشنطن الرد على هجمات إيران الأخيرة، الأمر الذي قد يشجعها على استهداف إسرائيل.

تزامن ذلك مع إطلاق خبراء الشأن الإسرائيلي تحذيرا من الفوضى التي تعيشها القيادة الإسرائيلية ولا سيما في إدارة المواجهة مع إيران وتوسيع رقعتها إلى جبهات بعيدة لا تملك فيها إسرائيل تفوقا واضحا.

ربما يعجبك أيضا