بعد اعتراضها على خطة تركيا لدخول شرق سوريا .. إيران تجري مناورة مفاجئة

يوسف بنده

رؤية

أعلنت تركيا، أمس الثلاثاء، أنها أكملت الاستعدادات لبدء العملية العسكرية في شمال شرق سوريا، وحين أكدت إيران رفضها للخطوة اكتفت روسيا بالقول إنها تراقب التطورات.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنه من الضروري إقامة المنطقة الآمنة أو ممرِ السلام للمساهمة في الاستقرار والسلام بالمنطقة، ولتمكين السوريين من العيش في أجواء آمنة.

وفي موسكو، أفاد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بأن الولايات المتحدة وتركيا لم تبلغا بلاده مسبقا بأي ترتيبات توصلتا إليها بشأن خطط لسحب قوات أميركية من شمال شرق سوريا.

الانسحاب الأمريكي

يأتي الإعلان التركي، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإثنين الماضي، أنه حان الوقت لتخرج الولايات المتحدة “من الحروب السخيفة التي لا نهاية لها في سوريا”، وذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض عن سحب قوات أمريكية من شمال شرق سوريا قبيل العملية العسكرية التي تعتزم تركيا القيام بها شرق الفرات.

ويأتي الانسحاب الأمريكي، في إطار تعهد ترامب الانتخابي، بالإضافة إلی أن الوجود الأمريكي في سوريا لم یعد مجدیًا، لأن الجیش السوري یهیمن على البلاد باستثناء مدينة إدلب وشرق الفرات.

اعتراض إيراني

من جانبها، قالت الخارجية الإيرانية، في بيان، إن طهران تعارض أي عملية عسكرية تركية في سوريا.

وأضاف البيانن، إن الوزارة تتابع “الأنباء الباعثة على القلق بخصوص احتمال دخول قوات عسكرية تركية الأراضي السورية، وتعتقد أن حدوث ذلك لن ينهي المخاوف الأمنية التركية كما سيؤدي إلى ضرر مادي وبشري واسع النطاق”.

وذكر التلفزيون الرسمي أنّ وزير الخارجية محمد جواد ظريف أكد لنظيره التركي مولود جاويش أوغلو معارضته للعملية المحتملة، واحترامه لوحدة الأراضي السورية، وعلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار وأمن البلاد بمحاربة الإرهاب.

وأشار ظريف إلى أنّ اتفاقية أضنة الموقعة قبل 21 عاما تشكل أفضل طريق لتطمين القلق التركي تجاه الإرهاب.

وتنص تلك الاتفاقية الموقعة عام 1998على تعاون سوريا التام مع تركيا في مكافحة الإرهاب عبر الحدود، وتعطي أنقرة حق ملاحقة الإرهابيين بالداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر.

كذلك، انتقد محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الايراني، التحشيد التركي في شمال سوريا ووصفه بأنه يلحق الضرر بالمنطقة ولا يُرسي الأمن.

مناورة مفاجئة

وبالتزامن مع التطورات على الحدود التركية السورية، بدأ الجيش الإيراني في مناورة غير معلنة، شمال غربي البلاد، صباح اليوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول.

هذه المناورة، التي تحمل عنوان “تمرين عسكري غير متوقع”، والتي حضرها قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، وشارکت فیها “وحدات الرد السریع، والوحدات المتحرکة الهجومیة، مدعومة بطائرات هليكوبتر حربية”؛ بدأت قبل ساعة في منطقة أرومية العامة، تحت شعار “هدف واحد، رصاصة واحدة”:

وقد وصف الجيش الإيراني الغرض من مناورة “القوات البرية غير المتوقعة” بأنه “الاستعداد القتالي وسرعة التحرك والتنقل وتقييم الوحدات”.

إلى ذلك، قال قائد الجیش الإيراني، عبدالرحيم موسوي، خلال التمرين: “كانت الوحدات قد قامت باختبار جيد للسرعة وتحقيق الأهداف القتالية”. نحن مستعدون لمواجهة أي مستوى من التهديد یصممه العدو”.

وقال موسوي أيضًا: “بعد إعادة هيكلة القوات البرية للجيش، تحولت وحدات هذه القوة إلى وحدات رد سریع وهجومیة متحركة، وكان من الضروري تقييم هذه الوحدات لقياس مدى استعداد الوحدات وتنقلها وسرعتها”.

وأشار موسوي إلى المهمة غير المتوقعة لوحدات المنطقة الشمالية الغربية، قائلا: “تم إبلاغ  الوحدات بالمهمة، الليلة الماضية، ودخلت على الفور منطقة القتال ويجري تنفيذ خطط جيدة”.

وأضاف قائد جيش جمهورية إيران الإسلامية، عن الرسالة التي تريد هذه التدريبات إبرازها: “إن رسالة التمرين للأعداء هي أنه إذا كانت لديهم حسابات خاطئة، فسيعلمون أن أبناء هذه التربة  مستعدون للمواجهة بكل قوة، وفي أي وقت ومكان”.

وأكد موسوي أن “الوحدات قدمت اختبارًا جيدًا للسرعة وتحقيق الأهداف القتالية ومستعدة تمامًا للتعامل مع أي حركة محتملة للعدو، ونأمل في تحقيق ما حددته هيئة الأركان العامة لهذه المناورة”.

وفي الأثناء، ذكرت وسائل الإعلام في محافظة أذربيجان الغربية أن الصحافيين مُنعوا من دخول منطقة المناورات البرية العسكرية. وكتبت وكالة أنباء ارنا الرسمية، أيضًا: “تمت دعوة مراسلي الإذاعة والتلفزیون، من طهران فقط، لتغطية هذه المناورة غير المتوقعة”.

وكان الجيش الإيراني أجرى في نهاية سبتمبر الماضي، مناورات عسكرية بالاشتراك مع الحرس الثوري الإيراني، في مدينة بندر عباس، جنوب إيران، حيث تم الكشف عن رأس حربي جديد مركب على صواريخ “خرمشهر” بعيدة المدى، كما تم استعراض 18 صاروخا باليستيا.

ربما يعجبك أيضا