بعد الاختراق الأمني.. هل يذهب حزب الله لحرب واسعة؟

بتوقيت لبنان.. مسؤول الأمن القومي الروسي في إيران

يوسف بنده

لن ينتقل حزب الله من حرب الاسناد لغزة، إلى حرب وجود ضد العدو الإسرائيلي، إلا إذا انتقلت تل أبيب إلى مرحلة جديدة في حربها، هدفها استئصال الحزب وتصفيته.


بعد الاختراق الأمني لحزب الله اللبناني، حيث وقعت سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة “بيجر” تستخدمها عناصر الحزب، تم استدعاء قادة الأجهزة الأمنية بإسرائيل، إلى اجتماع لبحث التطورات، كما تم التأهب في جميع الموانئ بما في ذلك إيلات.

سيرجي شويغو

سيرجي شويغو في طهران

عملية متوقعة

في ظل الحشد الإسرائيلي على الجبهة الشمالية من أجل إحراز هدف عسكري بإجبار حزب الله اللبناني على الابتعاد عن الحدود الجنوبية، من أجل إعادة إسرائيل سكان المناطق الشمالية إلى مستوطناتهم.

كانت هناك عملية عسكرية متوقعة، وهو ما دفع المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين إلى زيارة تل أبيب، حيث تعمل إدارة الرئيس بايدن إلى إرجاء أي خطط للحرب مع حزب الله إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل.

لكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي لا يريد الذهاب إلى تهدئة في غزة، وبالتالي وقف جبهة الإسناد في جنوب لبنان، إلا بعد أن يطمأن للإدارة الأمريكية القادمة، قد اختار مثل تلك العملية ليضمن استمرار الضغط على حزب الله اللبناني، دون التورط في حرب مباشرة، استجابةً للرسالة الأمريكية التي حملها هوكشتاين إلى نتنياهو.

اجتماع اميني الأمن القومي في إيران وروسيا

سيرجي شويغو في طهران

اختراق للردع

تأتي عملية الاختراق بعد عملية إطلاق صاروخ فرط صوتي على تل أبيب من جانب جماعة الحوثي في اليمن، وهو ما أثار غضب إسرائيل، حيث هزت هذه العملية من ثقتها في منظوماتها الدفاعية.

وعلى غرار عملية الاختراق التي نفذتها قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي  داخل سوريا الأسبوع الماضي، حيث دمرت مصنعًا تحت الأرض مرتبط بإيران لإنتاج الصواريخ الدقيقة، والتي شككت إيران وحزب الله في قدرتهما على حماية الترسانة العسكرية الاستراتيجية من الاختراقات الإسرائيلية.

كذلك تأتي عملية الاختراق الأخيرة لأجهزة اتصال عناصر حزب الله، كرسالة ردع واثبات للتفوق الإسرائيلي، خاصة أن حزب الله يشير إلى امتلاكه صواريخ استراتيجية بعيدة المدى على غرار ما أطلقتها جماعة الحوثي على تل أبيب.

زيارة مسؤول روسي

أيضًا، تكشف زيارة سكرتير الأمن القومي الروسي، سيرجي شويغو، إلى طهران اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر، عن مساعي روسية لخفض التصعيد في المنطقة، خاصة أن موسكو على تواصل مع تل أبيب، ويمكنها أن تحمل رسائل إلى طهران.

والتقى شويغو بنظيره الإيراني، علي أكبر أحمديان، قادمًا من سوريا، حيث التقى هناك أمس بالرئيس السوري، بشار الأسد.

وذلك وسط توقعات بخطط إسرائيلية لتنفيذ هجوم على أجزاء من سوريا، بالإضافة إلى مهاجمة جنوب لبنان، في إطار خطط نتنياهو لإقامة منطقة عازلة تضمن له إبعاد ضربات حزب الله عن المستوطنات الشمالية.

أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان. ما هي؟ مربع سوشيال

لا ذهاب لحرب واسعة

يعمل حزب الله اللبناني في إطار الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، لذلك لن يذهب إلى حرب واسعة مع إسرائيل، وإلا كان قد اختار تلك الحرب منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية ضد المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

وإنما سيظل يحافظ حزب الله على توجيه الضربات المتبادلة الانتقامية، أي لن ينتقل من حرب الاسناد لغزة، إلى حرب وجود ضد العدو الإسرائيلي، إلا إذا انتقلت تل أبيب نفسها إلى مرحلة جديدة في حربها، هدفها استئصال الحزب وتصفيته وذلك باجتياح بري لجنوب لبنان.

ربما يعجبك أيضا