بعد التضخم والتشديد النقدي.. التجارة العالمية تواجه شبح الانكماش خلال 2023

أحمد السيد

تصاعد أسعار الطاقة وارتفاع معدلات الفائدة وارتفاع فواتير الغذاء والأسمدة، أدت إلى كبح الاستهلاك وتراجع نمو الاقتصادات.


تواجه التجارة العالمية شبح الانكماش، خلال العام الحالي 2023، بفعل التضخم وأسعار الطاقة المرتفعة والتشديد النقدي.

وسجلت معدلات التجارة العالمية تراجعًا قويًا خلال عامي 2020 و2021، بفعل جائحة فيروس كورنا المستجد، لكنها وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 32 تريليون دولار أمريكي في العام 2022، بزيادة 10% للتجارة السلعية، بدعم نمو الطلب.

تراجع صادرات الصين ودول آسيا

أظهرت أحدث البيانات، التي نقلتها وكالة بلومبرج، يوم الجمعة الماضي 11 أغسطس 2023، أن الانكماش يبدو واضحًا بالفعل على التجارة العالمية، وفي الوقت الذي يقيس فيه الاقتصاديون حدوث ركود في الاقتصادات الكبرى بجميع أنحاء العالم.

وتراجعت صادرات الهند من البضائع 22% في يونيو الماضي، مقارنةً بالعام السابق، وأعلنت الصين، التي تُعد أكبر دولة مصدرة في العالم، أكبر انكماش في الشحنات الخارجية، منذ تفشي وباء كورونا في البلاد في فبراير 2020.

اقرأ أيضًا| الذرة تسجل أدنى مستوياتها في العقود الآجلة منذ ديسمبر 2020

هبوط صادرات ألمانيا وأمريكا

على نفس الوتيرة، تراجعت صادرات تايوان لمدة 11 شهرًا متتاليًّا بنهاية يونيو، وتشهد فيتنام أطول ركود للشحنات إلى الخارج منذ 14 عاماً، كذلك سجل الميزان التجاري للسلع في كندا عجزه الشهري الثاني على التوالي في يونيو، بسبب تراجع الصادرات، وفق بلومبرج.

وشهدت ألمانيا، التي تأتي في المرتبة الثالثة عالميًّا، تراجع صادراتها في أحدث البيانات الشهرية خلال يونيو، بقدر قياسي على أساس سنوي منذ أوائل عام 2021، وتراجعت الصادرات من الولايات المتحدة، التي تتفوق على ألمانيا، وتحتل المرتبة الثانية عالميًّا، على مدار العام حتى يونيو 2023.

توقعات بتراجع التجارة 4%

قلصت شركة النقل البحري الدنماركية «أيه بي موللر-ميرسك» توقعاتها لحركة التجارة العالمية، قائلة إنه لا توجد مؤشرات مهمة على أن حجم تجارة الحاويات في العالم سيتعافى خلال العام الحالي.

وقالت ميرسك، أكبر شركة شحن في العالم، في 5 أغسطس الحالي، إن حركة تجارة الحاويات العالمية قد تنكمش، خلال العام، 4% في حين كانت التوقعات السابقة تشير إلى انكماشها 2.5% فقط.

الاعتماد على المخزونات

ذكرت شركة ميرسك إنها رصدت اتجاه الشركات إلى الاعتماد على المخزونات، منذ الربع الأخير من العام الماضي، متوقعة أن يستمر حتى ذلك النهج حتى نهاية العام الحالي.

وأضافت: “عمومًا، ما زالت بيئة تجارة الحاويات والخدمات اللوجستية صعبة. ولا توجد حاليًا أي إشارة إلى زيادة كبيرة في حجم اعمال الشحن خلال النصف الثاني من العام.”

توقعات منظمة التجارة العالمية

توقعت منظمة التجارة العالمية تباطؤًا حادًا في نمو تجارة السلع العالمية، خلال 2023، مع تصاعد أسعار الطاقة وارتفاع معدلات الفائدة وارتفاع فواتير الغذاء والأسمدة، التي أدت إلى كبح الطلب على الواردات.

وقالت المنظمة، في 5 أكتوبر 2022، إنها تتوقع نمو التجارة 1.0% فقط في 2023، مقارنة بالتوقعات السابقة في ذلك العام عند 3.4%، وخفضت توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي 2.3% فقط، خلال العام الحالي، بانخفاض عن التوقعات السابقة البالغة 3.2%.

وعزت منظمة التجارة التباطؤ إلى التوترات الجيوسياسية والتضخم في أسعار الطاقة والسلع الأساسية الأخرى وتأثيرات جائحة كوفيد-19، في عام شهد أعلى معدلات للتضخم منذ ثمانينات القرن الماضي.

ربما يعجبك أيضا