بعد الزواري وعلماء مصريين.. “البطش” آخر ضحايا اغتيالات الموساد

محمود

 
رؤية – محمد عبد الكريم
 
القدس المحتلة – الخوف من امتلاك العرب العلم والمعرفة هو أكبر هواجس الكيان الصهيوني، التي يتهدد وجود إسرائيل ويضربها في مقتل، وما استحواذ اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبور على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلا دليل على بصمة “الموساد” في ساحة الجريمة.
 
وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية نبأ اغتيال البطش  (35 عاماً)، من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، والأب لثلاثة أطفال، حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية في غزة أواخر عام 2009. شهاداته تلك أهّلته للحصول على قبول من جامعة مالايا الماليزية لدراسة الدكتوراه. وفي خلال دراسته، ، وأبرزت على مواقعها أنه كان مهندس كهرباء ومتخصصا في الطائرات المسيرة، وأنه كان ناشطا في العمل الخيري بماليزيا، خاصة مع الجمعيات التي تدعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
 
كما قال كبير مراسلي القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دفيد إنه “تم اغتيال رجل حماس فادي البطش في ماليزيا”، ووصفه بأنه “أحد مطوري طائرات الاستطلاع لدى حماس”.
 
من جهتها، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” على موقعها الإلكتروني أن البطش كان من عناصر حركة حماس، وأنه عمل على تطوير الطائرات المسيرة، وكان متخصصا في الطاقة البديلة.
 
وطالب وزير أمن العدو، أفيغدور ليبرمان، بعدم السماح بإدخال الجثمان. أمّا وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت، فقال إن دخول الجثمان مشترط باسترجاع الأسرى الإسرائيليين الذين تعتقلهم حماس.
 
وقال قائد الشرطة في مدينة مازلان لازيم إن “شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا أكثر من 14 رصاصة على البطش في تمام الساعة السادسة صباحاً، وإحدى الرصاصات أصابت رأسه في شكل مباشر، فيما أصيب جسده بوابل من النيران، ما أدى إلى وفاته فوراً، وأن الشرطة هرعت إلى مكان الجريمة فور وقوعها، وباشرت التحقيق لمعرفة تفاصيلها والوصول إلى الجناة.
 
وكشف السفير الفلسطيني في ماليزيا أنور الآغا أن التحقيقات الأولية أظهرت أن البطش تعرض لإطلاق نار على يد شخصين بملامح أوروبية شقراء، بواسطة مسدسات مزودة كواتم للصوت من مسافة قريبة.
 
وأعلنت “حماس” عن اغتيال البطش، موضحة أنه كان من أعضائها وابناً من أبناء الحركة المتميزين والمتفوقين في المجال العلمي، أما رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، فقد اتهم “الموساد”الإسرائيلي باغتيال البطش، في ماليزيا.
 
ويعمل البطشباحث في علوم الطاقة والهندسة الكهربائية، محاضراً في جامعة ماليزية خاصة، وإماماً لأحد المساجد، ويتعاون مع جمعية “مايكير” الخيرية الماليزية، التي تتفرع منها جمعيات خيرية وإنسانية عدة، بينها “جمعية الأقصى الشريف”، و جمعية آي 4 سيريا الخيرية.
 
ونتيجة لكفاءته العملية، نال البطش عدداً من الجوائز العلمية الرفيعة، وعلى رأسها منحة “خزانة” الحكومية، والمعدّة للماليزيين بشكل خاص، فأصبح بذلك أول عربي يحصل عليها عام 2016. وفي حينه عقّب البطش على منحه الجائزة قائلاً: أردنا إيصال رسالة للعالم مفادها بأنّ الشعب الفلسطيني مصرّ على إبداعه، ولا توقفه أيّ حدود.
 
وأشار يومها إلى أن هذه المنحة كانت مخصصة للطلبة الماليزيين فقط، قبل موافقة الحكومة الماليزية على إدراج الطلبة الفلسطينيين فيها�.
 
وجاءت عملية اغتيال البطش مشابهة إلى حدٍ بعيد لعملية اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري نهاية عام 2016 في مدينة صفاقس جنوب شرقي تونس، بإطلاق 20 رصاصة على جسده، علماً أن الزواري ساعد “كتائب عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، في تصنيع طائرات من دون طيار (درون) أطلقت عليها اسم “أبابيل”، وكان أنهى رسالة دكتوراه حول الغواصات المسيرة من بعد. كما تشبه العملية اغتيال القيادي في “حماس” محمود المبحوح في دبي عام 2010.
 
كما واعادت هذه الحواداث اغتيالات اخرى مشابهة، كاغتيال يحيى المشد (1932- 1980): اغتيل بآلة حادة على الرأس، واغتيال جمال حمدان (1928- 1993): قتل حرقا أم بضربة على الرأس، واغتيال سمير نجيب بعد ان صدمت شاحنة كبيرة سيارته، وسلوى حبيب التي قتلت ذبحا في شقتها وجميعهم علماء مصريين قتلهم جهاز مخابرات الاحتلال الاسرائيلي “الموساد”، اضافة الى علماء عرب اخرين مثل: رمال حسن رمال، نبيل فليفل، إبراهيم الظاهر، جاسم الذهبي.

ربما يعجبك أيضا