بعد انقلاب النيجر.. لماذا تخشى فرنسا زيادة النفوذ الروسي بإفريقيا؟

عمر رأفت
لماذا تخشى فرنسا من زيادة النفوذ الروسي بعد انقلاب النيجر؟

تشعر فرنسا بالقلق بشأن الانقلاب في النيجر، خاصة من النفوذ الروسي، الذي يزداد في قارة إفريقيا يومًا بعد يوم بسبب فاجنر.


يهدد الانقلاب العسكري في النيجر الجهود الفرنسية والأمريكية لمحاربة التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل وشمال إفريقيا.

وذكر موقع المونيتور الأمريكي، في تقرير له يوم أمس الجمعة 28 يوليو 2023، للكاتبة رينا بسيط، أن الأعلام الروسية ظهرت في نيجريا، وهو ما يبرز معركة النفوذ بين موسكو وأوروبا في قارة إفريقيا.

تأثير انقلاب النيجر في فرنسا

قال الموقع الأمريكي إن النيجر أصبحت دولة إقليمية رئيسة لفرنسا في أعقاب الانقلاب العسكري في مالي عام 2021، وما تلاه من قرار باماكو بقطع العلاقات الأمنية مع باريس.

وبعد أن دافعت عن المعركة ضد الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء مالي لعدة سنوات، نشرت فرنسا حوالي 4500 جندي في شمال البلاد في إطار عملية برخان، واضطرت الوحدة لمغادرة مالي بعد قطع العلاقات الأمنية.

اقرأ أيضًا: كيف يؤثر انقلاب النيجر في الخطط الأمنية الأمريكية بغرب إفريقيا؟

وفي فبراير الماضي في بوركينا فاسو، أعلن الجيش البوركيني انتهاء التعاون مع القوات الفرنسية الموجودة في البلاد، وقررت الحكومة الانتقالية التي تشكلت في واجادوجو بعد الانقلاب العسكري في سبتمبر 2022 التخلي عن اتفاقيات الدفاع التي تربط البلدين.

رئيس النيجر، محمد بازوم

رئيس النيجر، محمد بازوم

فشل الجهود الفرنسية

بعد طردها من مالي وبوركينا فاسو، قررت باريس الاعتماد على النيجر، إلى جانب تعاونها الطويل المسبق مع جيبوتي، في جهودها لمحاربة الجماعات الإرهابية الموجودة بشكل متزايد في منطقة الساحل وشمال إفريقيا وحتى في وسط وجنوب إفريقيا، بما في ذلك التابعة لتنظيم القاعدة وفروع تنظيم داعش الإفريقية وبوكو حرام.

وبعد أن طردت فرنسا من مالي، اختارت نموذجًا جديدًا، وهو الدعم العسكري لجيش النيجر، ويشمل التدريب العسكري والمعدات والاستخبارات والموارد الجوية الفرنسية بدلًا من أن تشن فرنسا حربًا بمفردها، ومن المرجح أن يؤدي استيلاء الجيش على النيجر إلى إعاقة الجهود الفرنسية لتجديد التعاون الأمني ​​في إفريقيا.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| كيف دعمت أمريكا النيجر منذ عام 2012؟

وتعتبر باريس وواشنطن وبروكسل الرئيس الموالي لغرب النيجر، محمد بازوم، أحد أهم حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة، وجدد بيان صادر عن وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، اليوم الجمعة، الموقف الفرنسي الرافض للانقلاب، مشددة على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يواصل اتصالاته مع بازوم.

جيش النيجر يعلن ولاءه لقادة الانقلاب

جيش النيجر يعلن ولاءه لقادة الانقلاب

النفوذ الروسي

كان طرد فرنسا من مالي وبوركينا فاسو مدفوعًا جزئيًّا بحملة دعاية وجهود روسية لفرض نفوذها في  المنطقة، وتضمنت هذه الجهود وصول قوات فاجنر إلى جمهورية إفريقيا الوسطى في عام 2017 وإلى مالي في عام 2019.

وعلى غرار حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى، عقد المجلس العسكري في مالي تحالفًا مع موسكو، وكانت الصفقة تتمثل في أن تقدم شركة فاجنر خدمات أمنية لقيادة الدولة مقابل النفوذ السياسي، وعقود إدارة المناجم والموارد الطبيعية المحلية الأخرى.

ووصف المونيتور الانقلاب العسكري في النيجر بأنه سيحدث تغييرًا في خريطة النفوذ الجيوسياسي لإفريقيا، وبينما لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على أن موسكو لعبت دورًا نشطًا في الانقلاب، قال دبلوماسيون في باريس وبروكسل للموقع الأمريكي إن لديهم آراء أخرى.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تأثير انقلاب النيجر في ليبيا

وقع الانقلاب بالتزامن مع استضافة الرئيس الروسي بوتين للقمة الروسية الإفريقية في سانت بطرسبرج، وإعلانه عن شحنات قمح مجانية إلى 6 دول أفريقية من بينها مالي وبوركينا فاسو.

وقال بوتين للزعماء الأفارقة في القمة، اليوم الجمعة، إنه يدرس اقتراحهم بشأن اتفاق سلام مع أوكرانيا منذ شهرين، ومن المرجح أن يؤثر السقوط المحتمل للنيجر تحت النفوذ الروسي في الوضع المتقلب في ليبيا المجاورة وكذلك علاقات دول شمال إفريقيا الأخرى مع فرنسا وبقية أوروبا.

وعلى سبيل المثال، دعمت حكومة بازوم بنشاط جهود الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين الأفارقة عبر البحر الأبيض المتوسط ​، ووافقت على استعادة مئات المهاجرين المحتجزين في مراكز الاحتجاز في ليبيا.

 

ربما يعجبك أيضا