بعد تصريحات بايدن.. هل تضع الحرب في غزة أوزارها؟

محمد النحاس
جو بايدن

اعتبر خبراء أن تصريحات بايدن تعبر عن تحول في موقف الولايات المتحدة ورغبة أمريكية جادة لوقف الحرب، وأنها تبعث برسائل إلى تل أبيب مفاده أن الفرصة سانحة لوقف الحرب


شكك أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القدس، أيمن الرقب، في قبول المقاومة الفلسطينية للخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، أو أنها قد تؤول إلى وقف الحرب.

وقال الرئيس الأمريكي خلال خطاب من البيت الأبيض، اليوم الجمعة 31 مايو 2024، إن إسرائيل اقترحت اتفاقًا جديدًا لوقف إطلاق النار على 3 مراحل وخطة لليوم التالي للحرب، ويرى الرقب أن هذه الرؤية لا تشمل وقفًا كاملًا للحرب على قطاع غزة، ما يصعب قبولها من جانب الفلسطينيين.

أول تعليق من حماس

تشمل الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي، وقف إطلاق نار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بغزة ودخول المساعدات، وفقًا لوكالة أنباء رويترز.

في المقابل، قالت مصادر في حركة حماس لوسائل إعلام إقليمية إن المُقترح لم يُشر إلى ضمانات لوقف كلي للحرب، ولا ضمانات للانسحاب من غزة، واعتبرت أن “وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة”، هي ما تستند إليه الحركة في موقفها. 

مراحل الخطة

في المرحلة الأولى، حسب خطة التي تحدث عنها بايدن، ستنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في غزة. وسيتم إطلاق سراح بعض الرهائن الأمريكيين، ورفع المساعدات الانسانية بمعدل 600 شاحنة يوميًا، وستدوم 6 أسابيع.

وفي غضون ذلك، سيعود الفلسطينيون إلى منازلهم في جميع مناطق غزة، بما في ذلك الشمال، ولفت الخبير الفلسطيني إلى أن نتنياهو على الأرجح لن يقبل بوقف الحرب، لأن ذلك قد يعني انتهاء مستقبله السياسي.

وتعليقًا على تصريحات بايدن، قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لديه إصرار على عدم إنهاء الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك إعادة الرهائن والقضاء على حماس.

وقال بايدن: “إذا استغرقت المفاوضات أكثر من 6 أسابيع، فسيستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت المحادثات”، في حين ستشهد المرحلة الثانية إطلاق بقية الرهائن الأحياء، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. وتشمل المرحلة الثالثة إعادة إعمار غزة.

هل ترغب أمريكا في وقف الحرب؟

في حديث له مع “شبكة رؤية الإخبارية”، أوضح الخبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن الطرح الأمريكي، هو تعديل على الخطط السابقة، وأنه يحوي قدرًا من الضبابية يقود لمواصلة الحرب بعد عملية التبادل. 

وأضاف أيمن الرقب، أن تصريحات بايدن تأتي فيما تتجه الأنظار إلى مجلس الأمن حيث سيقرر في شأن مشروع القرار الذي طرحته الجزائر حول وقف الهجوم على رفح، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة على الأرجح ستستخدم الفيتو، ما سيعني أن الخطة المطروحة بلا قيمة، وأن الأمريكيين شركاء في الحرب.

وبالعودة للخطة المطروحة، فإن الإدارة الأمريكية، حسب الرقب، ترغب في أن تكون جزءًا من الحل، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها نوفمبر القادم. 

في المقابل، اعتبر خبراء أن تصريحات بايدن تعبر عن تحول في موقف الولايات المتحدة ورغبة أمريكية جادة لوقف الحرب، وأنها تبعث برسائل إلى تل أبيب مفاده أن الفرصة سانحة لوقف الحرب.

ردود الفعل

في ما يتعلق بردود الفعل، أفاد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي، أن الحكومة موحدة في رغبتها إعادة المحتجزين في أسرع وقت، مشددًا على أن نتنياهو كلف الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة التي تسمح بالانتقال المشروط من مرحلة لأخرى، بما يحقق هدفي عودة المحتجزين والقضاء على حماس.

من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل كامل خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، فقد كتب في تغريدة على موقع إكس، إن على حركة حماس قبول المقترح الإسرائيلي الجديد وإطلاق سراح المحتجزين.

كانت حماس قد أعلنت الخميس، أنها أبلغت الوسطاء أنها “مستعدة للتوصل إلى اتفاق شامل”، يتضمن صفقة كاملة لتبادل الأسرى حال أوقفت إسرائيل حربها في غزة.

ربما يعجبك أيضا