بعد حرب غزة.. كيف يخطط نتنياهو للتشبث بالسلطة؟

نتنياهو يتبنى استراتيجية ثلاثية للبقاء في منصبه

آية سيد
بعد حرب غزة.. كيف يخطط نتنياهو للتشبث بالسلطة؟

يستفيد نتنياهو، في المدى القريب، من حقيقة بديهية متعلقة بالسياسة والحرب، وهي أنه لا أحد يطيح بالقائد في أثناء القتال.


أدت عملية “طوفان الأقصى” والحرب على غزة إلى تراجع شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أدنى مستوياتها.

ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن مسيرته السياسية أوشكت على نهايتها، يبدو نتنياهو عازمًا على التمسك بالسلطة، بعد انتهاء الحرب، حسب ما جاء في تحليل  نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية للكاتب، بن لينفيلد.

استراتيجية ثلاثية

أشار التحليل، الذي نشر أمس الاثنين 27 نوفمبر 2023، إلى أن استراتيجية نتنياهو للبقاء في منصبه تتكون من 3 جوانب، وهي التنصل من المسؤولية عن الثغرات الأمنية، التي سمحت بوقوع هجوم حماس، وإبقاء ائتلافه الحاكم بأي ثمن، والانتظار حتى يستطيع الإشارة إلى إنجازات ملموسة.

وفي هذا السياق، قال المعلق السياسي، الذي عمل مستشارًا لنتنياهو لقرابة العقد، أفيف بوشينسكي: “إنه يأمل أن تنجح حملته العسكرية، ويعوّل على أن الوقت هو أفضل وسيلة لتعافي الدولة”.

التنصل من المسؤولية

في أعقاب هجوم حماس، الذي وُصف بأنه أكبر فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل، اعترف رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، بالمسؤولية عن الكارثة. لكن نتنياهو رفض فعل هذا، رغم تفاقم الغضب الشعبي، قائلًا إن هذا ليس وقت توزيع المسؤولية لأنه يجب توجيه كل الطاقة نحو الانتصار على حماس، وفق التحليل.

عملية «طوفان الأقصى»

عملية «طوفان الأقصى»

وأشار المحلل السياسي والاستراتيجي المخضرم، يوسي ألفر، إلى أنه من الجدير بالملاحظة أن لا أحد في حزب الليكود تحدى قيادة نتنياهو. وقال: “إنه منشغل بالمناورة، وهو بارع في ذلك”، لافتًا إلى وجود “الكثير من الديناميكيات، التي لا نعرفها في هذه المرحلة. ولا يمكن التسليم بأنه انتهى”.

الاستفادة من الحرب

لفت التحليل إلى أن نتنياهو يستفيد، في المدى القريب، من حقيقة بديهية متعلقة بالسياسة والحرب، وهي أنه لا أحد يطيح بالقائد في أثناء القتال. لكن المعلق السياسي بالقناة 12 الإسرائيلية، أمنون أبراموفيتش، قال إن اعتبارات النجاة قد تحفز نتنياهو على إطالة أمد الحرب أكثر من اللازم استراتيجيًا.

ويبدو أن نتنياهو ضمن بقائه المباشر عن طريق ضم شخصيتين معارضتين من حزب الوحدة الوطنية تتمتعان بمؤهلات أمنية قوية إلى مجلس الحرب، وهما بيني جانتس وجادي أيزنكوت.

وحسب التحليل، هذا يساعد نتنياهو في تصوير الحرب على أنها حملة وطنية واسعة للصمود في وجه من يريدون تدمير إسرائيل، ويُضعف فكرة أن القرارات لها علاقة ببقاء نتنياهو.

المناورات السياسية

لا يزال يُنظر لنتنياهو على أنه محترف في المناورات الخاصة بسياسات الائتلاف والحفاظ على شركائه، الذين يشملون أحزاب أرثوذكسية وقومية متطرفة. ولهذا، يوافق على استمرار تدفق مخصصات الميزانية للمؤسسات الأرثوذكسية المتطرفة رغم الانتقادات، وفق تحليل فورين بوليسي.

وفي هذا الشأن، قال بوشينسكي: “إنه يعلم الأولويات الوطنية، لكنه يعلم أيضًا كيف يحافظ على علاقاته مع الأرثوذكس، وأنه سيحتاج إليهم في الأيام العصيبة”. وبما أن الانتخابات مقررة بعد 3 سنوات، فإن تمرد شركاء الائتلاف هو الشيء الوحيد الذي قد يطيح بنتنياهو.

استطلاع رأي شعبية نتنياهو تتراجع

استطلاع يكشف تراجع شعبية نتنياهو

وبنحو مماثل، لم يقيل نتنياهو الوزير اليميني المتطرف، عميحاي إلياهو، المنتمي لحزب “القوة اليهودية” بعد دعوته لإلقاء قنبلة نووية على غزة. ويريد نتنياهو إبقاء حزبي “القوة اليهودية” و”الصهيونية المتدينة” في معسكره. لذلك، من المستبعد أن يتخذ أي إجراءات هادفة إزاء عنف المستوطنين في الضفة الغربية.

البحث عن إنجازات

أظهر استطلاع أجرته القناة 12 في نوفمبر الحالي اتجاه المزيد من الناخبين نحو تيار اليمين، ويفضل 32% من الإسرائيليين إعادة إقامة مستوطنات يهودية في قطاع غزة.

وأشار تحليل فورين بوليسي إلى أنه إذا استمر الانجراف نحو اليمين، قد يحاول نتنياهو استغلاله لمصلحته عبر تصوير نفسه كقائد قوي يرغب في تحدي الضغط الأمريكي والدولي في ما يتعلق بجوانب الحرب، أو ترتيبات ما بعد الحرب، أو القضية الفلسطينية بوجه عام.

وفي هذا الصدد، قال ألفر إن نتنياهو “عليه أن يأمل ألا يتذكر الناس” 7 أكتوبر وسياسته السابقة تجاه حماس، مضيفًا أنه “يحتاج إلى شيء يمكن وصفه بهزيمة حماس، ويحتاج إلى نتيجة معقولة للأسرى، ويحتاج إلى شيء لمستقبل غزة يمكن أن يقول إنه جيد للإسرائيليين”.

ربما يعجبك أيضا