بعد فوز تراس برئاسة وزراء بريطانيا وزعامة حزب المحافظين.. ما توقعات الخبراء؟

رنا أسامة

فيما يبدو أن تراس تحاول إعادة نهج رئيسة الوزراء السابقة، مارجريت ثاتشر، إلى الاقتصاد البريطاني، يرى خبراء أنه نهج قد يكون منطقيًّا ولكنه لن يجدي نفعًا.. لماذا؟


بعد سباق محموم، ترأست ليز تراس رسميًّا زعامة حزب المحافظين البريطاني ورئاسة الوزراء، خلفًا لبوريس جونسون الذي تقدم باستقالته بعد سلسلة فضائح.

وفي نقاش موسع عبر مساحات “تويتر”، بحث الكاتب الأمريكي، بوبي جوش، مع 3 كتاب في وكالة “بلومبرج”، التداعيات المتوقعة لفوز تراس في الداخل البريطاني وخارجه، في ظل الأزمات التي تواجه المملكة المتحدة وحزب المحافظين.

اللعب على تحيزات الناخبين.. مفتاح صعود تراس

بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس الثلاثاء 6 سبتمبر 2022، قال الكاتب البريطاني، أدريان وولدريدج، إنه بالرغم من تصدر وزير الخزانة المستقيل، ريشي سوناك، سباق زعامة حزب المحافظين في البداية، تفوقت عليه تراس في نهاية المطاف بـ 7% من أصوات أعضاء الحزب، مقابل 14% لسوناك.

وعزا كاتب العمود المتخصص في الاقتصاد العالمي بوكالة “بلومبرج”، فوز تراس إلى تركيزها “بلا هوادة وبنجاح بالغ” على مشاعر الناخبين في الحزب، باللعب على تحيزاتهم، بما في ذلك رغبتهم في خفض الضرائب وحبهم لبوريس جونسون. ومع ذلك، أشار إلى أن فوزها لم يكن بأغلبية ساحقة بالنظر إلى نسب فوز جونسون وتيريزا ماي، ما يعني وجود انقسام داخل الحزب.

وعود فضفاضة

وصفت كاتبة العمود المعني بشؤون الرعاية الصحية والسياسة البريطانية في “بلومبرج”، تيريز رافائيل، وعود تراس بـ”الغامضة والفضفاضة”، بما ينبئ بصعوبة تحقيقها، في وقت يواجه فيه حزب المحافظين أزمات ربما لا تسمح له بمواجهة تحدٍ جديد قبل الانتخابات العامة المقبلة عام 2024.

وفي حين أن تراس قد تواجه معارضة داخل البرلمان، توقعت رافائيل أن تتلقى دعمًا كبيرًا إلى حد ما من أعضاء آخرين، لا سيّما أن الحزب يركز قريبًا على ضمان عدم ترقي زعيم حزب العمال، كير ستارمر، في الانتخابات العامة المقبلة، ولكنها أوضحت أن هذا الأمر لا يعني أنها لن تلقى أي معارضة أو انقسامات حيال قضايا، من بينها بروتوكول أيرلندا الشمالية.

تراس

خطة اقتصادية حازمة

على الصعيد الاقتصادي، قال كاتب العمود المتخصص في الأسواق الأوروبية بـ”بلومبرج”، ماركوس آشوورث، إنه يتعين على رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة وضع خطة اقتصادية واضحة وحازمة لإلغاء كل قرارات سوناك. وقد تخصص الخطة 4% من إجمالي الناتج المحلي لبريطانيا، بما يعادل 115 مليار دولار أمريكي، لتحفيز الاقتصاد على مراحل تمتد بضعة أشهر.

وتوقع آشوورث أن تكون تراس محافظة، كما قالت في أول خطاب لها بعد توليها رئاسة الحكومة، بما يعني أنها ستتبع بشدة سياسة البيانات الرسمية، ما يطرح بدوره تساؤلًا، هل ستتمكن من خفض الضرائب وتقديم دعم ووضع سقف لأسعار الطاقة في آنٍ؟

فرصة كبيرة

آشوورث نبه إلى أنه تراس تتمتع بفرصة كبرى لتحقيق وعودها، مع وجود أموال كثيرة مكبوتة بانتظار إعادة الاستثمار فيها، إلى جانب النقص في السندات الذهبية الذي أحدثته شركة سوناك التي ألغت إصدارًا بقيمة 100 مليار جنيه إسترليني في أكتوبر الماضي، ما لم تتعاف منه السوق البريطانية أبدًا، على حد وصف الكاتب البريطاني.

وفي هذا الصدد، لفت أدريان وولدريدج إلى أن الاقتصاد البريطاني هش للغاية حاليًّا، بما يستدعي وضع خطة حيوية يشوبها قدر من الزخم، متوقعًا أن تواجه تراس عواقب وخيمة حال باءت خطتها بالفشل.

ليز تراس...............

نهج ثاتشر لا يجدي

فيما يبدو أن تراس تحاول إعادة نهج رئيسة الوزراء السابقة، مارجريت ثاتشر، إلى الاقتصاد البريطاني، قال وولدريدج إنه نهج قد يكون منطقيًّا إلى حد ما، ولكنه لن يجدي نفعًا في خضم أزمة الطاقة العالمية المستعرة.

وأشار إلى وجود أزمتين كبريين حاليًّا في بريطانيا، إحداهما ارتفاع التضخم، والأخرى عدم قدرة بريطانيين كثر، لا سيما الفقراء، على تحمل فواتير الطاقة المرتفعة، الأمر الذي يعني أن نهج تاتشر لن يعالج الأزمتين، بل قد يزيد مشكلة التضخم سوءًا.

أداء حكومي قوي

فيما يحاول حزب المحافظين جاهدًا الفوز في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها بعد عامين، قد يبدو غريبًا أن يسعى لعرقلة خطط ثالث رئيس وزراء لبريطانيا على التوالي. مع ذلك، فإن تراس، بحكم مزاجها وليس فقط أيديولوجيتها، متطرفة وتميل إلى حل المشكلات بتطرف.

وبالنظر إلى التشكيل الحكومي الذي أعلنته تراس، أمس الثلاثاء، يتوقع أن تقدم أداءً قويًا للغاية، لا سيما الوزراء اليمينيين، أمثال سويلا برافرمان التي سمتها وزيرة للداخلية، وكوازي كورتنج وزيرًا للمالية، حسب وولدريدج.

نهج خارجي مستمر

في ما يتعلق بالسياسة الخارجية البريطانية، قالت محررة الصفحة الافتتاحية لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية سابقًا، تيريز رافائيل، إن تراس ستواصل نهجها اللائق للغاية الذي تبنته خلال عملها وزيرة للخارجية.

وأوضحت أن تراس دعمت الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلنسكي، ووقفت علانية في وجه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ودعت إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي. ولكن مصداقيتها على الصعيد الدولي، ستعتمد جزئيًّا على كيفية تعاملها مع التحديات المبكرة، خصوصًا في أيرلندا الشمالية.

ربما يعجبك أيضا