بعد كسر عزل كورونا بأوروبا.. مخاوف من السيناريو القادم!

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – استقبل الشارع الأوروبي قرار كسر العزل من الإجراءات الاحترازية لو بشكل تدريجي في زمن كورونا بمشاعر متناقضة، هناك شعور الفرحة بعودة الحياة إلى طبيعتها وفتح المحلات للتسوق والمطاعم في بعض الدول ولو بأعداد محددة  للعمل بأنه شيء يطمئن ويرفع حالة العزلة والاكتئاب والوحدة، وهناك أيضًا شعور الخوف من عودة غير حميدة “الفيروس الملعون في موجته الثانية” والتي حذر منها القطاع الطبي بكل دولة وكذلك منظمة الصحة العالمية، ولأنها الأزمة الأقوى والأصعب وغير المسبوقة في حياة شعوب العالم كله حيث أثرت على كافة المستويات بمختلف الدول.

كما نجحت في أن توحد سكان العالم “في شيء واحد وهو الشعور بالخوف والاكتئاب من حرب ضد المجهول”.

فيروس المجهول كشف أن سلاح المال ليس الأقوى في معركة كورونا، وأن الاستعدادات والسرعة في اتخاذ التدابير اللازمة واحترام الحكومات لتحذيرات منظمة الصحة العالمية، الوسيلة الوحيدة للخروج بأقل الأضرار البشرية.

وفي هذا التقرير رصدت “رؤية” آراء وتحليلات من خبراء في مختلف المجالات، وأهمها في الاقتصاد، كما أوضحت ما تناوله الإعلام  الغربي في هذا الشأن وقد جاء  التقرير على النحو التالي.

مستشار اقتصادي بإسبانيا: لن تعود الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما كانت قبل كورونا

وبسؤاله عن إمكانية أن تعود الحياة بعد كورونا كما كانت قبلها ونعوض هذه الخسارة المادية؟

أكد الدكتور حسن أبو النجا مستشار اقتصادي بإسبانيا، أن  تأثير الكورونا على اقتصاد العالم سيئ جدًا وسلبي للغاية. ولن تعود الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما كانت بل ستتأثر الوتيرة في كل شيء. ولا شك شكل الحياة بعد كورونا سيكون ضبابيًا لحد بعيد فهل يصدق أحد أنه على سبيل المثال إسبانيا حتى هذه  اللحظة لا تعرف تاريخ بدء العام الدراسي الجديد ولا كم سيكون عدد الطلبة في الفصل. المختصون يريدون ألا يزيد العدد عن ١٥ طالبًا بينما السياسيون لا يعرفون كيف يتصرفون مع الأعداد المتبقية.

كيف تقيم الاتهامات بين الصين وأمريكا؟

تصريحات ترامب واتهاماته للصين لم يقدم عليها دليلًا واحدًا، ولعله شو من أجل جذب الانتباه.

هل يمكن أن تمر  المرحلة القادمة بدون صدامات بين الدول؟

الصدامات بين الدول ربما تتخذ شكلًا آخر أغلبه اقتصادي بدلًا من المواجهة العسكرية المباشرة.

أعني حرب مصالح سوف تشتعل وسوف تبحث كل دولة عن مصالح شعبها أولا، والخروج من معركة كورونا بأقل خسائر ممكنة.

ما رأيك في تحذير صندوق النقد الدولي بأن “الاقتصاد العالمي”سيتلقى ضربة تعد الأقوى منذ ثلاثين عامًا؟

بالنسبة إلى تحذيرات  صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فهي صحيحة وغير مغالى فيها.

عضوة بلدية فرساي الفرنسية بعد حالة الشلل التام التي أصابت البلاد: لا بد من عودة الحياة

من جانبها، عقبت عضوة بلدية فرساي الفرنسية الدكتورة جيهان جادو، عن مخاطر قرار فتح المدارس وعودة الحياة من جديد بفرنسا، بالقول لا شك هناك  مخاوف الكثيرة جدًا بعودة الحياة لطبيعتها في فرنسا حيث قرار فتح جميع المتاجر عدا المحلات الكبرى التي تتجاوز مساحتها ٤٠ ألف متر مربع في محاولة منها لدفع عجلة الاقتصاد وتعويض الخسائر الكبرى التي تكبدتها فرنسا جراء وباء كورونا العالمي.

وأكملت جادو لكن الغلق تسبب في شلل تام لكل نواحي الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، علما بأن الفتح يتم الآن  بعدما تم إلى حد ما السيطرة  ولو بشكل بسيط على أعداد المصابين هنا بفرنسا.

وأوضحت جادو أن قرار الحكومة بعودة الحياة تدريجيًا بعد الركود الاقتصادي الكبير الذي أصاب البلاد، واعترفت جادو أن أكثر من نصف الفرنسيين لا يثقون في قرارات الحكومة الفرنسية وهناك جزء كبير منهم يخشى رجوع الحياة لطبيعتها خاصة بأن الوباء لا يزال موجودًا ويرى الفرنسيون أن الحكومة تريد أن نتعايش مع الفيروس لأنه لا يمكن ابدًا توقف الحياة أكثر من ذلك لأنه سوف يسبب انهيارات اقتصادية يصعب السيطرة عليها فيما بعد.

ولعل أهم المخاوف تتمثل في انتشار العدوى بين التلاميذ بعد أن قررت الحكومة عودة المدارس تدريجيًا . إلا أنه مع الاتجاه الآخر لا يمكن للحكومة أن توقف الحياة أكثر من ذلك لأنه ثمة أخطار اجتماعية ونفسية كبيرة قد تم رصدها من جراء الحجر الصحي.

أرى أنه لا بد من السير في اتجاهين متوازيين أولهما ضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها مع الأخذ في الاعتبار الحياة الصحية أيضا والتزام ووعي الشعوب باحترام الإجراءات الاحترازية لمنع التكدس . وثاني هذه الطرق استعداد الحكومة الفرنسية على المستوى الصحي بتوفير الرعاية الصحية العالية وعمل اختبارات لرصد الإصابات مع توفير أكثر رعاية صحية داخل المستشفيات ودور الرعاية الأخرى، حتى يتم السيطرة بشكل مباشر على الوضع الصحي.

من لندن ميرفت خليل: قرار غير محمود عقباه

قالت  ميرفت خليل رئيسة الاتحاد العام للمصريين في الخارج بالمملكة المتحدة والمتحدثة الرسمية في أوروبا، تتركنا جائحة كورونا على خط البداية والتي تفتح الآفاق أمامنا لتصور عالم جديد.

وأكملت موضحة، حيث  اجتاح كوفيد- ١٩ العالم وفي البداية استهانت به معظم الدول وخاصة الدول الأوروبية مما أدى إلى تفشي المرض بشكل يدعو للتساؤل…أين كانت هذه الحكومات منذ بداية الأزمة!

ونرى أن الحال الآن وصل إلى وضع غير مُرضٍ اقتصاديًا،  فساء اقتصاد جميع الدول نتيجة عدم القدرة على التحكم في انتشار المرض، والآن يريدون إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

يناقشون الآن إعادة المواطنين للشارع مرة أخرى عن طريق نزوله للعمل وفتح المتاجر والعودة إلى الحالة الطبيعي.

من وجهة نظري الشخصية إن هذا سيكون تسرع من الدول العظمي وسيكون قرار غير محمود عقباه.

تغيير سلوك الفيروس الدائم يجعلنا في عدم يقين مما سيحدث في  خلال الأيام المقبلة. العلماء لم يعطوا قرارهم النهائي، فقد يرتفع المنحنى مرة أخرى وتكون العواقب وخيمة.

وحذرت خليل من أن يدفعهم انهيار الاقتصاد إلى أخذ خطوات غير محسوبة سيدفع ثمنها الشعوب لاحقًا من أرواحهم؛ فالتريث مطلوب والدقة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة إنعاش الاقتصاد مطلوبة حتى يؤمنوا شر هذا الوباء.

ولكن رُبَ ضارة نافعة فبعد أن ظننا الاتحاد الأوروبي على وشك التفكك نجده يتحد مرة أخرى بالاشتراك في أبحاث  إنتاج المصل الذي يحاربون به هذا الفيروس اللعين ويضعون سبعة مليارات يورو ليضمنوا سرعة الانتهاء من الأبحاث الموجودة في المعامل والتي تعمل على قدم وساق.. الانتظار هو الحل.

هولندا

أعلن رئيس الوزراء مارك روته، مساء أمس الأربعاء، أنه سيتم السماح بإعادة فتح مشروط للمطاعم والمقاهي والمتاحف والسينمات والمسارح والمدارس اعتبارا من  11 مايو سوف تفتح للمرحلة  الابتدائية  وأيضا المحلات والكوافيرات ولكن بشروط وقائية واستخدام الكمامات إجباري  للكوافيرات، وأيضا لكل مستخدمي المواصلات العامة من بداية أول يونيو القادم إجباري استخدام الكمامات، كما  سيتم فتح المطاعم ومدارس المراحل الإعدادية والثانوية العامة، وسوف تجري الاختبارات للعديد من القطاعات وفي يوليو  يسمح لأي شخص مصاب أو مشتبه بإصابته بالفيروس عمل اختبارات كورونا “كوفيد- 19”.

ولا شك هناك انقسام في الشارع الهولندي بين الترحيب بالقرارات وبين مخاوف البعض وترى عضوات اتحاد النساء العربيات كل من ابتسام العرباوي ونادية إسماعيل، أن القرارات جيدة خاصة بعد انتشار مخاوف من العنف الأسري وحالات الاكتئاب المتصاعدة بالنسبة لكبار السن ناتج عن الشعور بالوحدة والعزلة، ولكن من الحكمة السير في اتجاهين متوازيين أولهما ضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها مع الأخذ في الاعتبار الحياة الصحية أيضًا والتزام ووعي الشعب الهولندي باحترام الإجراءات الاحترازية لمنع التكدس . وعلى المستوى الصحي لا بد أن توفر هولندا  الرعاية الصحية العالية وعمل اختبارات لرصد الإصابات مع توفير أكثر رعاية صحية داخل المستشفيات ودور الرعاية الأخرى . حتى يتم السيطرة بشكل مباشر على الوضع الصحي، والتزام الجميع بالمسافات والتعليمات هو الحل للخروج من أزمة كورونا بشكل نهائي.
 

ربما يعجبك أيضا