بعد هدوء طويل.. هجوم مباغت يستهدف قاعدة أمريكية بسوريا

إسراء عبدالمطلب

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بالطائرة المسيرة على القاعدة الأمريكية، ومثل هذه الهجمات غالبًا ما تتبناها المقاومة الإسلامية في العراق.


اعترضت القوات السورية، السبت 22 يونيو 2024، طائرة مسيرة كانت تستهدف قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة التنف.

جاء ذلك بعد أشهر من توقف الميليشيات المدعومة من إيران عن هذه الهجمات إثر مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة مجاورة. واشتبكت دفاعات قاعدة التنف الجوية مع طائرة مسيرة قادمة من الشرق بعد دخولها منطقة الحظر الجوي بعمق 55 كيلومترًا عند التقاء الحدود السورية والأردنية والعراقية.

البيت الأبيض: لن ننسحب من سوريا

غارات جوية

حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقعت هذه الحادثة بعد أقل من 24 ساعة من غارات جوية استهدفت ميليشيا مدعومة من إيران في منطقة البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين من المسلحين.

وقال بيان للتحالف الدولي ضد داعش، السبت 22 يونيو 2024، إن “التقارير التي تفيد بأن القوات الأمريكية أو قوات التحالف نفذت غارة جوية على الحدود العراقية السورية، الجمعة، غير صحيحة”. وأضاف بيان قوة المهام المشتركة-عملية العزم الصلب- على حسابه على منصة أكس أنه “لم تحدث مثل هذه العملية”.

تصاعد التوتر

في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بالطائرة المسيرة على القاعدة الأمريكية، فإن مثل هذه الهجمات غالباً ما تتبناها المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف من المسلحين المدعومين من طهران. وتعكس الضربات المستمرة تصاعد التوتر بين القوات الأمريكية والجماعات المدعومة من إيران في المنطقة.

وتعرضت هذه الجماعات لانتقادات حادة بسبب تصرفاتها، التي أدت إلى تصعيد التوترات الإقليمية في يناير الماضي عندما نفذت المقاومة الإسلامية في العراق هجومًا بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة أمريكية في الأردن، بالقرب من التنف.

وأدت خروقات الخطوط الحمراء الإقليمية والأمريكية إلى سلسلة من الضربات الجوية الأمريكية عبر العراق وسوريا. وتصاعدت خطورة الموقف إلى درجة أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني زار بغداد لتوجيه الفصائل بتقليل هجماتها، وفقًا لمصادر إيرانية وعراقية تحدثت إلى رويترز. وبعد هذا التدخل، توقفت الهجمات على القوات الأمريكية مؤقتًا، لكن بعد فترة وجيزة من الهدوء، تحول تركيز الهجمات نحو إسرائيل.

نزاع دموي

تُعتبر المنطقة الحدودية بين شرق سوريا والعراق من أبرز مناطق نفوذ إيران والفصائل الموالية لها في سوريا، بما في ذلك الفصائل العراقية. وتعرضت على مدى السنوات شاحنات تحمل أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لهذه الفصائل، لضربات جوية بعضها أعلنته واشنطن وأخرى نُسبت إلى إسرائيل.

ومنذ بدء النزاع في عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام السوري وأهدافًا إيرانية وأخرى لحزب الله. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر تأكيدها تصديها لمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وأقر التحالف الدولي مراراً بتنفيذه ضربات ضد مقاتلين موالين لطهران.

ومنذ عام 2011، تشهد سوريا نزاعًا دمويًا متعدد الأطراف، تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ودمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ربما يعجبك أيضا