إيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

جولة عبداللهيان الإقليمية.. الانتقام في إطار المفاوضات

يوسف بنده

تسعى إيران للتحرك في الاتجاه المعاكس لإسرائيل، فإن الانخراط في حرب جديدة واسعة النطاق لن يكن في مصلحتها، خاصة أنها لا تريد اتساع الحرب في غزة منذ بدايتها.


أثارت الجولة الإقليمية التي أجراها وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، يومي الأحد والاثنين 7 و8 إبريل 2024، بين سلطنة عمان وسوريا الكثير من التساؤلات.

وبدأ عبداللهيان جولته بزيارة مسقط التي لطالما لعبت دور الوساطة بين واشنطن وطهران، وكذلك انتقل بعدها إلى دمشق التي تم ضرب قنصلية إيران فيها، الاثنين 1 إبريل، ما يضع إيران بين دائرة المفاوضات وحتمية الرد.

اقرأ أيضًا: عبداللهيان إلى دمشق.. بين حتمية الانتقام والمقايضة بالمكاسب

عبداللهيان في مسقط5

عبداللهيان في مسقط

حتمية الرد

خلال افتتاحه مبنى القنصلية الإيرانية الجديد في دمشق أمس الاثنين، قال عبداللهيان: “إنني أعلن بصوت عال من دمشق، أن الكيان الصهيوني سيلقى عقابه، وأن أمريكا تتحمل المسؤولية إزاء العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية لدى سوريا”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

وحول طبيعة الرّد، قال وزير الخارجية الإيراني: “لقد تحددت طبيعة الرّد في الميدان، وسيتم الافصاح بها في الميدان أيضًا”.

اقرأ أيضًاقصف القنصلية الإيرانية.. خامنئي يتوعد بالرد وروسيا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل

وحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، مساء أمس الاثنين، نقلًا عن مصدرين بالمخابرات الأمريكية، أن أي هجوم إيراني على إسرائيل، سيتم على الأرجح عبر وكلاء لطهران في المنطقة وليس من إيران مباشرة، إذ لا تريد إعطاء واشنطن أو حلفائها ذريعة لمهاجمتها بشكل مباشر.

وأوضح المصدر، أن تقديرات المخابرات الأمريكية تشير إلى أن “إيران حثّت جماعات مسلّحة موالية لها على شن هجوم واسع ضد إسرائيل بشكل متزامن بطائرات مسيّرة وصواريخ، مضيفين أن الهجوم قد يتم هذا الأسبوع على أقرب تقدير، فقط ينتظرون الوقت المناسب”.

اقرأ أيضًاللحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

عبداللهيان مع المقداد

عبداللهيان مع المقداد

رد في إطار مفاوضات

يدل المزج بين لغة الدبلوماسية والتهديد في تصريحات عبداللهيان، على أن إيران تدير عملية الانتقام في إطار مفاوضات مع الولايات المتحدة، وقوى أخرى، ولا تريد تدمير ما سعت إليه منذ بداية العدوان على غزة، فقد قال: “منذ بدء جرائم الابادة في غزة، أعلنا باننا لا نريد توسيع نطاق هذه الحرب في المنطقة”، معلنًا بأن “مشاورات رفيعة المستوى قائمة بين طهران وموسكو من أجل وقف جرائم الكيان الصهيوني داخل القطاع”.

ويبدو أن طهران تريد توظيف عملية الانتقام في اتجاه ما سعت إليه، وهو إيقاف الحرب في غزة، فقد قال خلال لقائه مع نظيره السوري، فيصل المقداد: “نحن نعتبر أمن سوريا من امن المنطقة، وسنواصل الجهود لوقف جرائم الحرب في الضفة الغربية، ومجازر الإبادة بغزة، وإيصال المساعدات الانسانية للقطاع، وإيقاف عمليات التهجير القسري بحق أهالي الضفة وغزة”.

اقرأ أيضًاعبداللهيان إلى مسقط.. هل تمهد إيران لضربتها إقليميًا؟

عبداللهيان في دمشق

عبداللهيان مع المقداد

تنسيق مع دمشق

كشف تقرير لصحيفة خراسان الإيرانية، اليوم الثلاثاء 9 إبريل، أن إيران تحاول تنسيق مواقفها السياسية والعسكرية مع دمشق، حيث يرى بعض المراقبين أن الرد العسكري الإيراني سيتم على الأرجح من الأراضي السورية ولبنان.

وحسب تقرير الصحيفة الإيرانية، فإنه ليس من المستبعد أن تتعرف الحكومة السورية أيضًا على تفاصيل العمليات العسكرية الإيرانية، وأن هناك معدات عسكرية وطائرات مسيرة إيرانية تم إدخالها إلى محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث يبدو أن رد إيران الانتقامي سيكون مشتركاً وبالمشاركة جميع أطراف محور المقاومة، وسوريا أيضاً جزء من العملية.

ولذلك فإن زيارة عبد اللهيان تهدف إلى تنسيق مواقف البلدين والاستعداد للرد على إسرائيل التي انتهكت وحدة أراضي سوريا والمواثيق الدولية التي تحذر ضرب السفارات.

اقرأ أيضًامهمة صعبة.. من ينتقم لإيران بعد استهداف قنصليتها؟

افتتاح القنصلية الايرانية في دمشق

افتتاح القنصلية الايرانية الجديدة في دمشق

عكس أهداف إسرائيل

أوضحت تقرير تحليلي لصحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن إيران تسعى للتحرك في الاتجاه المعاكس لإسرائيل، فإن الانخراط في حرب جديدة واسعة النطاق لن يكن في مصلحتها، خاصة أنها لا تريد اتساع الحرب في غزة منذ بدايتها.

وأضاف تقرير الصحيفة، أن إيران تتجنب التعرض للأهداف الأمريكية، حتى تتجنب غضب واشنطن إذا ما تمت عملية الانتقام الإيراني من إسرائيل.

اقرأ أيضًاواشنطن بين طهران وتل أبيب.. هل تغيّرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

ربما يعجبك أيضا