واشنطن بين طهران وتل أبيب.. هل تغيّرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

اتصالات بين واشنطن وطهران قبل ضرب تل أبيب.. تغيير في قواعد اللعبة

يوسف بنده

"تشير المعلومات لدى الولايات المتحدة إلى أن طهران تستعد لهجوم مباشر، عبر مجموعة من الطائرة المسيرة الإنتحارية (شاهد) وعدد من صواريخ كروز الباليستسة".


هي معركة انتخابية ومصير أمريكا أولًا قبل مصير إسرائيل.. هكذا يمكن وصف الجو المشحون بين الولايات المتحدة والدولة العبرية.

فقد حملت مكالمة الـ30 دقيقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أجواءً مشحونة بالتوتر، خاصة أن الإدارة الأمريكية طالبت بتغيير طريقة الحرب في قطاع غزة، بما يمهد لإنهاء الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية.

اقرأ أيضًا| حدود الرد الإيراني على هجوم دمشق.. استمرار حروب الظل بوتيرة أشد

استهداف قنصلية إيران في دمشق 1 1

مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق

معركة انتخابية

لدى إدارة بايدن الديمقراطية مخاوف من سلوك نتنياهو المتمرد، الذي أضر بمصير بايدن خلال معركته الانتخابية في الولايات المتحدة، وحسب تقرير شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الأحد 7 إبريل، فإن بايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض هدد نتنياهو في مكالمتهما الأخيرة بعواقب وخيمة إذا لم تغيّر إسرائيل طريقة حربها في غزة.

وحسب تقرير الشبكة الأمريكية، موقف بايدن من دعم إسرائيل استراتيجي، لكنه حذر نتنياهو من أن واشنطن ستعيد النظر في طريقة دعمها لتل أبيب إن لم تتحسن ظروف المدنيين في غزة، ما يعني أن بايدن يهدد بإبطاء إمدادات الأسلحة، وهذا السلوك لم تشهده إسرائيل سابقًا من حليفتها الأمريكية، ما يشير إلى وجود محاولة من واشنطن لترويض حليفها الإسرائيلي.

اقرأ أيضًاقصف القنصلية الإيرانية.. خامنئي يتوعد بالرد وروسيا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل

القوة-العسكرية-بين-إيران-وإسرائيل-في-2024

القوة-العسكرية-بين-إيران-وإسرائيل-في-2024

رسائل متبادلة

تشير المراسلات المعلنة والسرية المتبادلة بين واشنطن وطهران إلى أن الإدارة الأمريكية تحافظ على محادثاتها مع إيران، وكذلك تستغل طهران الرغبة الأمريكية في إدارة مصالحها الإقليمية، ما يدل على أن قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط قد تجاوزت مسألة العداء والقطيعة.

وعقب الهجوم الذي شنته إسرائيل على مقر السفارة الإيرانية في دمشق، الاثنين 1 إبريل، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، إنه قد بعث برسالة جادة إلى واشنطن.

والجمعة الماضية 5 إبريل، نشر مساعد الرئيس الإيراني للشئون السياسية، محمد جمشيدي، على منصة إكس، أن “طهران قد طلبت من واشنطن عدم السقوط في فخ نتنياهو، وعدم التدخل في الرد على قصف القنصلية الإيرانية، وقد طلبت واشنطن من طهران عدم ضرب أهداف أمريكية”.

اقرأ أيضًامهمة صعبة.. من ينتقم لإيران بعد استهداف قنصليتها؟

استهداف قنصلية إيران في دمشق 1

صور ضحايا الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق

ضربة منتظرة

إن كانت مهمة الرد الإيراني صعبة على الضربة الإسرائيلية، لكن استعانة طهران بحلفائها من الفصائل المُسلحة في المنطقة يجعل الأمر لا يبدو مستحيلًا، لكنه يرتبط بحسابات ما بعد الضربة وموقف الولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب تقرير “إن بي سي” الأمريكية، الجمعة الماضي، فإن المعلومات لدى الولايات المتحدة تشير إلى أن طهران تستعد لهجوم مباشر، عبر مجموعة من الطائرة المسيّرة الإنتحارية (شاهد)، وعدد من صواريخ كروز الباليستية.

ربما يعجبك أيضا