مهمة صعبة.. من ينتقم لإيران بعد استهداف قنصليتها؟

صعوبة الرد على استهداف قنصلية إيران.. حزب الله أمام خيارات صعبة

يوسف بنده

"توقع قيام إيران بمهاجمة سفارة أو قنصلية إسرائيلية - ورغم أن هذا من حقها، إلا أنه عمل محفوف بالمخاطر للغاية".


توعّد المرشد الأعلى في إيران، بمُعاقبة إسرائيل على قصفها للقنصلية الإيرانية في دمشق، وقتلها لعدد من ضباط الحرس الثوري الموجودين في سوريا.

وقال علي خامنئي في بيان، اليوم الثلاثاء 2 أبريل 2024، إنه “سيتم معاقبة النظام الخبيث على أيدي رجالنا الشجعان، وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة وأمثالها إن شاء الله”.

وهو ما يفتح الباب للتساؤلات بشأن مَن سيقوم بالانتقام؟، بينما لا زالت إيران تراهن على سياسة الصبر الاستراتيجي في تعاملها مع أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة، خشية اتساع دائرة الحرب.

اقرأ أيضًا| قصف القنصلية الإيرانية.. خامنئي يتوعد بالرد وروسيا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل

الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بسوريا

الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بسوريا

صعوبة الرد

كتب موقع “زيرنويس” الإيراني، اليوم الثلاثاء 2 إبريل، أن أنصار النظام في الداخل الإيراني يطالبونه بالرد على إسرائيل، لأن ذلك يأتي في إطار قانوني يكفل لإيران حق الرد.

وأوضح تقرير الموقع التحليلي، أن إيران في حال اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني وكبار مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا، أظهرت ردود أفعال براجماتية للغاية، وحاولت عدم اللعب على أرض إسرائيل، وعدم السماح لتل أبيب بفتح أقدام طهران على حرب إقليمية.

وأضاف التحليل: “من هذا المنطلق، فإن توقع قيام إيران بمهاجمة سفارة أو قنصلية إسرائيلية، ورغم أن هذا من حق إيران، إلا أنه عمل محفوف بالمخاطر للغاية، لأن الدولة التي هي مضيفة للسفارة الإسرائيلية مضطرة للرد بأي شكل من الأشكال، وهو ما لا يرغب فيه صناع القرار في طهران”.

اقرأ أيضًا| إسرائيل تتجاوز الخطوط الدبلوماسية.. قصفت قنصلية إيرانية وقتلت جنرالًا كبيرًا

الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بسوريا

الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بسوريا

بحثًا عن حرب

يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عن حرب محدودة في إطار أهداف الأمن القومي الإسرائيلي، بما ينقذ مستقبله السياسي، إذا ما توقفت الحرب في غزة، ومع الضغوط الأمريكية، وافق مسؤولون إسرائيليون، أمس الاثنين 1 أبريل، على أخذ المخاوف الأمريكية بشأن الهجوم المزمع على مدينة رفح في الاعتبار، حسبما نقلت وكالة رويترز.

وهذا الأمر يدفع حكومة الحرب الإسرائيلية إلى خيار الضغط على الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني، وكتبت صحيفة “الراي” الكويتية، أمس الاثنين، أن إسرائيل تندفع في عملياتها ضد المليشيات الموالية لإيران وقواتها في سوريا ولبنان مستفيدة من سياسة “الصبر الاستراتيجي” التي يمارسها حزب الله، لكنها لا تريد اتساع الحرب، بل فقط إعادة نظرية الردع التي فقدتها منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر.

مَن ينتقم؟

ندّد حزب الله بالغارة الجوية الإسرائيلية، مؤكّدًا أنّ “هذه الجريمة لن تمرّ دون أن ينال العدو العقاب والانتقام“، وهو ما يطرح سؤالًا عن مَن سينتقم، خاصة أن إيران تصر على سياسة “الصبر الاستراتيجي”، ولن تنجرف إلى حرب لم تختر توقيتها، وهو ما تستغله إسرائيل.

ويبدو أن عملية الانتقام ستأتي من جانب آخر، مثل الجانب الحوثي في اليمن أو المليشيات الشيعية في العراق أو إفريقيا، فقد قالت صحيفة الديار اللبنانية، اليوم الثلاثاء: إن “هذا التصعيد، محاولة مكشوفة لاستدراج حزب الله الى نسق جديد في الحرب، لا يبدو انه في وارد الانزلاق إليه، كما تقول أوساط مقربة من حزب الله، حيث تتحرك المقاومة وفق أجندة محسوبة بدقة ولا ترغب في «حرق المراحل» أو السماح باستدراجها الى «لعبة» دموية.

حزب الله

حزب الله

القرار 1701

كشفت الصحيفة اللبنانية المُقربة من حزب الله، أن إسرائيل تضغط على الحزب للاستجابة لمطلب الولايات المتحدة بتفعيل القرار الأممي 1701، الذي يلزم قوات حزب الله بالابتعاد عن الحدود مع الأراضي المحتلة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن ما تعرضه الولايات المتحدة هو تطبيق القرار 1701، “بالتدرج”، وهو ما يسعى إليه الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين لقطع الطريق على توسعة الحرب.

ويواجه الداخل اللبناني انقسامًا حادًا بين محوري المقاومة والممانعة، إذ يصر محور حزب الله على شرط وقف التصعيد مع إسرائيل إذا ما توقفت العمليات الإسرائيلية في غزة، بينما المحور المعارض يُطالب الحزب الاستجابة للمطالب الغربية بتنفيذ القرار 1701، لتجنب لبنان شبح الحرب وويلاتها.

ربما يعجبك أيضا