لماذا اقتحمت شرطة نيويورك جامعة كولومبيا واعتقلت الطلاب المؤيدين لفلسطين؟

اقتادت عناصر الشرطة الطلاب المتظاهرين إلى حافلات الشرطة لتوقيفهم.


اقتحمت شرطة نيويورك حرم جامعة كولومبيا، الأربعاء 1 مايو 2024، لفض اعتصام عدد من الطلاب داخل الحرم لعدة أيام للتعبير عن تأييدهم للفلسطينيين ورفضًا لسياسة إسرائيل ودعم الولايات المتحدة لها.

وجاء اقتحام الشرطة للحرم الجامعي بعدما تلقت طلبًا بهذا الشأن من قبل إدارة الجامعة، وألقت الشرطة الأمريكية القبض على عدد من الطلاب بعد مداهمة المبنى لتفريق المتظاهرين.

الأشخاص الذين يجلسون في النافذة يمسكون بحبل متصل بصندوق حليب. لافتة مرسومة باليد مكتوب عليها "قاعة هند" من نافذة مجاورة. يوجد تمثال برونزي أمام المبنى.

الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا

حسب صحيفة نيويورك تايمز، اقتادت عناصر الشرطة الطلاب المتظاهرين إلى حافلات الشرطة لتوقيفهم. واعتمر عدد من هؤلاء المحتجين الكوفية. وجرت هذه المداهمة بينما كانت حشود تهتف خارج الحركة الجامعي “فلسطين حرة”.

وأظهرت لقطات “دراماتيكية” الشرطة وهي تتسلق سلمًا لدخول المبنى الذي استولى عليه الطلاب لإخراجهم منه. وكانت الجامعة قد طلبت في وقت سابق من الطلاب المغادرة أو مواجهة الطرد، فيما يطالب المتظاهرون الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة.

قاعة هند

دخلت عناصر من الشرطة إلى قاعة هاميلتون، التي تعتبر من المباني الرئيسية الجامعة، واخترقها عدد من طلاب، وأطلقوا عليها قاعة هند، وعلّقوا لافتات إحداها كتب عليها “قاعة هند”، إحياء لذكرى طفلة بعمر 5 سنوات من غزة قُتلت بعد تعرضها لنيران إسرائيلية. بينما كتب على لافتة أخرى “انتفاضة”.

داخل بوابات الحرم الجامعي، انقسمت الشرطة إلى مجموعتين. قامت إحدى المجموعات بتطويق المعسكر الرئيسي في الحديقة الغربية، حيث بقيت أكثر من 100 خيمة، وقاموا بتفتيش كل خيمة بالمصابيح الكهربائية. وتوجهت المجموعة الأخرى نحو قاعة هاملتون. وقالت الشرطة للمارة في الحرم الجامعي: “اذهبوا إلى مساكن الطلبة أو غادروا المبنى”، ومنعت معظمهم من مشاهدة المداهمة.

وخارج الحرم الجامعي، سحب ضباط الشرطة شاحنة بجانب هاميلتون هول ومدوا سلمًا إلى نافذة الطابق الثاني. حوالي الساعة 9:30 مساءً، بدأ طابور مكون من حوالي 30 ضابطًا في عبور السلم والتسلق إلى المبنى عبر النافذة. وفي غضون حوالي 10 دقائق، أحضر الضباط الطالب الأول إلى بوابات الحرم الجامعي، وكانت يدا الطالب مقيدة بأربطة بلاستيكية.

الانتفاضة الطلابية

لم يكن من الواضح ما حدث داخل المبنى، لكن الطلاب الذين تم القبض عليهم خرجوا من الحرم الجامعي وتم تحميلهم في الحافلات دون مقاومة. ووردت تقارير أولية عن بعض أعمال عنف الشرطة ضد الطلاب خارج المبنى مباشرة ولم يتسن التحقق منها على الفور.

وبحلول الساعة العاشرة مساءً تقريبًا، كانت العملية قد انتهت. وأزال الضباط لافتات كتب عليها “الانتفاضة الطلابية” و”فلسطين حرة” كانت معلقة على السطح الخارجي للمبنى.

وأعادت هذه الاحتجاجات إلى الأذهان ذكرى التظاهرات التي عمّت الولايات المتّحدة في نهاية ستينيات القرن الماضي تنديداً بحرب فيتنام. ودخل عشرات بل مئات من عناصر الشرطة الحرم الجامعي، مزوّدين بمعدات مكافحة الشغب. وآزرت العناصر في هذه المهمة آلية عسكرية مزوّدة بمدفع ماء.

أول رد من الجامعة على استدعاء الشرطة

أعربت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، عن أسفها لاستدعاء الشرطة لفض احتجاج سابق. وقالت يوم الثلاثاء 30 إبريل 2024، إنها “ليس لديها خيار” بعد أن احتل المتظاهرون مبنى في الحرم الجامعي.

وقالت شفيق في بيان : “نأسف لأن المتظاهرين اختاروا تصعيد الوضع من خلال أفعالهم. وبعد أن علمت الجامعة بين عشية وضحاها أن قاعة هاملتون قد تم احتلالها وتخريبها وحصارها، لم يكن أمامنا أي خيار آخر. مضيفة أن موظفي السلامة العامة في جامعة كولومبيا أُجبروا على الخروج من المبنى أثناء الاحتلال وأن أحد موظفي مرافق الجامعة تعرض للتهديد. وقالت: “لن نخاطر بسلامة مجتمعنا أو احتمال حدوث مزيد من التصعيد”.

وقالت إن الجامعة قررت بحلول الصباح أن هذا أمر يتعلق بإنفاذ القانون، وقالت، مرددة ما تقوله الشرطة إنها تعتقد أن “المجموعة التي اقتحمت المبنى واحتلته يقودها أفراد لا ينتمون إلى الجامعة”.

ربما يعجبك أيضا