للحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

زيارة عبداللهيان إلى مسقط.. الأولوية للدبلوماسية والبحث عن مكسب جديد

يوسف بنده

واشنطن مستمرة في إقناع طهران بعدم الرد على إسرائيل، وقد عرضت عليها إجراء مفاوضات مباشرة مع تل أبيب للتوصل إلى تفاهمات وترسيم حدود الصراع بينهما.


أثارت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، إلى مسقط أمس الأحد 7 إبريل 2024، العديد من التكهنات حول دوافعها.

إذ تأتي الزيارة بعد أسبوع من قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، وهو ما يضع التحركات الإيرانية في عين المراقبة، لكن الملاحظ أنها دبلوماسية بجانب تصريحات عسكرية، ما يشير إلى أن طهران لا تريد خسارة مكاسبها الدبلوماسية بسبب الانجرار وراء إسرائيل.

اقرأ أيضًا: عبداللهيان إلى مسقط.. هل تمهد إيران لضربتها إقليميًا؟

photo 2024 04 07 14 52 23 720x470 1

عبداللهيان يلتقي وفد الحوثي في مسقط

حفاظ على المكاسب الدبلوماسية

خلال زيارته إلى سلطنة عمان، التقى عبداللهيان، بكبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية، محمد عبدالسلام، حسبما نشرت وكالة تسنيم الإيرانية، أمس الأحد.

وخلال اللقاء يبدو أن عبداللهيان أراد تبرير الهجمات المتصاعدة ضد السفن الأمريكية والبريطانية في مياه البحر الأحمر، فقال: ” العمل الذي قام به الكيان الصهيوني هجوم إرهابي باستخدام الطائرات والصواريخ الأمريكية الصنع”.

اقرأ أيضًا: واشنطن بين طهران وتل أبيب.. هل تغيّرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

محاسبة المعتدين

يشير قول عبداللهيان: إلى أنه “لا شك في أن الجمهورية الإيرانية، بالإضافة إلى الإجراءات القانونية والدولية المعترف بها ستقوم في إطار القانون الدولي بمحاسبة ومعاقبة المعتدين المجرمين”. ما يدل على أن طهران تبحث عن رد يحافظ على مكاسبها الدولية وفي إطار مظلة ما كفله لها القانون الدولي.

وفي رسالة طمأنة للسعودية التي تصالحت معها إيران، وكانت أكبر مكسب دبلوماسي قد تم في مارس العام 2023، قال عبداللهيان خلال اجتماع مع وفد الحوثي: إن “العلاقات بين إيران والسعودية في تقدم وتتطور، وأعلن دعم بلاده لعملية محادثات السلام في اليمن”، وترتبط هذه المحادثات برعاية السعودية المتضرر الأكبر من الأزمة السياسية والأمنية في اليمن.

اقرأ أيضًاحدود الرد الإيراني على هجوم دمشق.. استمرار حروب الظل بوتيرة أشد

عبداللهيان في مسقط5

عبداللهيان في مسقط

أولوية استكمال الدبلوماسية

خلال لقاء عبداللهيان مع نظيره العماني، طلب بدر البوسعيدي، من إيران خفض التوتر في المنطقة ومعالجة مختلف القضايا والصراعات وتغليب صوت العقل، حسب بيان الخارجية العمانية. وهو ما يشير إلى أولوية الدبلوماسية في الوقت الحالي، خاصة أن سلطنة عمان لطالما لعبت دور وساطة لصالح إيران، مع الولايات المتحدة والسعودية ومصر.

وقد كشفت صحيفة فرهيختكان الإيرانية، اليوم الاثنين 8 إبريل، عن أن زيارة عبداللهيان إلى مسقط جاءت بعد زيارة مؤجلة نتيجة قصف القنصلية الإيرانية، وأوضحت الصحيفة أن عملية إسرائيل في دمشق كان هدفها تعطيل عملية السلام في غزة التي إيران جزء من أطرافها البعيدة عن الطاولة.

اقرأ أيضًامهمة صعبة.. من ينتقم لإيران بعد استهداف قنصليتها؟

وحسب الصحيفة الإيرانية، فإن زيارة عبداللهيان إلى مسقط تناولت العلاقات مع دولة البحرين في إطار موجة المصالحات الإقليمية التي هدفها الانتقال من التهديدات الصلبة إلى نظيرتها الناعمة، ودعم الاستقرار والأمن في المنطقة.

وهذا يعني أن إيران تريد معاقبة إسرائيل بعيدًا عن مصالح جيرانها لاسيما في الخليج، خاصة أن هناك قلق لدى الدول المستضيفة للسفارات الإسرائيلية من استهدافها من قبل إيران.

اقرأ أيضًاقصف القنصلية الإيرانية.. خامنئي يتوعد بالرد وروسيا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل

photo 2024 04 07 22 08 53 720x470 1

عبداللهيان في مسقط

تفاهمات إقليمية

كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الاثنين، عن أن واشنطن مستمرة في إقناع طهران بعدم الرد على إسرائيل، وقد عرضت عليها إجراء مفاوضات مباشرة مع تل أبيب للتوصل إلى تفاهمات وترسيم حدود الصراع بينهما ورسم خطوط حمر جديدة بهدف لجم التصعيد في المنطقة.

وبحسب مصدر الصحيفة، فإن واشنطن ستضمن لطهران إقناع تل أبيب بوقف عملياتها العسكرية في سورية ولبنان، بشرط أن تتخلى إيران عن فكرة الرد مباشرة على إسرائيل، مع انفتاح واشنطن على رد شكلي إيراني يفتح الباب أمام المفاوضات.

عبداللهيان في مسقط3

عبداللهيان في مسقط

عبداللهيان في مسقط

عبداللهيان في مسقط

ربما يعجبك أيضا