بعد وصول «رئيسي».. هل يتدخل الناتو لتحجيم صواريخ إيران؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

مع وصول الرئيس الديموقراطي، جو بايدن، إلى البيت الأبيض، تحسنت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية؛ ويبدو أن بايدن يعتزم الاستفادة من الدور التقليدي للاتحاد الأوروبي ودرعه العسكري “الناتو” في دعم التحركات الأمريكية في العالم ومنحها الغطاء الدولي. وهو ما يستلزم التقارب بين كافة دول حلف شمال الأطلسي بما فيهم تركيا، التي شهدت علاقات متوترة مع الولايات المتحدة الأمريكية إبان ولاية الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”. والهدف من التقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الحلف الأطلسي، هو الاستعداد لاستراتيجية أمريكا الجديدة؛ “التوجه نحو أسيا”. ولذلك لابد من إدارة الملفات مع إيران وروسيا والصين بحكمة، بما يساعد الدولة الرأسمالية/أمريكا على تحقيق خططها تجاه المنطقة الصاعدة اقتصاديًا في أسيا.

فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 13 يونيو/حزيران الجاري، أن أهمية حلف الناتو حيوية بالنسبة لقدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن نفسها. وأشار إلى أن إدارته “لا تنظر إلى الناتو على أنه نوع من الابتزاز” بيد الولايات المتحدة التي تستغله لكسب فوائد لها، موضحا: “نعتقد أن للناتو أهمية حيوية بالنسبة لقدرتنا على ضمان الأمن الأمريكي حتى نهاية هذا القرن”.

وبذلك، يكون “بايدن” قد ربط بين مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية ومستقبل المجموعة الأطلسية؛ بما في ذلك مواجهة تهديدات الصواريخ الروسية، إلى جانب الصواريخ الإيرانية.

تحذير أوروبي

في 14 يونيو/حزيران الجاري، أعلنت دول الحلف الأطلسي تحذيرًا لإيران؛ عبر عن التنسيق والتقارب بين المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، فقد دعا قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيانهم الختامي، إيران إلى وقف كل أنشطة الصواريخ الباليستية، واتفق القادة على تعزيز دفاعهم المشترك «ضد كل التهديدات من كل الجهات»، وفقا لوكالة «رويترز».

وجاء في البيان الختامي الصادر عن الحلف، عقب اجتماع قادة الدول الأعضاء في بروكسل، “نحن ملتزمون بضمان عدم تطوير إيران لسلاح نووي”.

وأدان البيان ما وصفه بـ “دعم إيران بالوكالة للقوات والجهات المسلحة غير الحكومية، بما في ذلك من خلال التمويل والتدريب وانتشار تكنولوجيا الصواريخ والأسلحة”، داعيا طهران إلى “وقف جميع أنشطة الصواريخ الباليستية غير المتوافقة مع قرار مجلس الأمن رقم 2231، والامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار، والقيام بدور بناء في تعزيز الاستقرار والسلام الإقليميين”.

وقد ردت إيران بشكل شبه رسمي، على المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الذي توجه إلى حلف الناتو ومجموعة الدول السبع، قائلا: “بدلا من إلقاء المحاضرات على الآخرين، التزموا بالقانون الدولي”، حسب حسابه الشخصي على منصة “تويتر”.

ويبدو أن التحذير الأوروبي هو رسالة تحذير ذات معنى؛ لأنها جاءت قبل فوز المرشح المحافظ المتشدد، إبراهيم رئيسي. والذي تخشى الدول الغربية من تأثير وصوله لرئاسة الحكومة على مسار المفاوضات النووية في فيينا. كما تخشى الدول الغربية من اتجاه إيران إلى مزيد من التشدد بما يشعل حربًا إقليمية تتورط فيها إسرائيل.

بعد فوز “رئيسي”

وفي أول تعليق يصدر عن بروكسل، بعد فوز المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية، أعلن الاتحاد الأوربي أنه مستعد للعمل مع الحكومة الإيرانية الجديدة.

وتعبيرًا عن مخاوفه من توقف المفاوضات النووية؛ شدد على ضمان استمرار العمل الدبلوماسي المكثف لإحياء الاتفاق النووي.

تهديد إسرائيلي

يبدو أن هناك قلق كبير ينتاب القادة في إسرائيل من صول “رئيسي” إلى مقعد الرئاسة، فحسب تقرير لقناة 12 الإسرائيلية، يقدر المسؤولون الإسرائيليون أن إحياء الاتفاق النووي لن يتم توقيعه قبل وصول إبراهيم رئيسي إلى السلطة في أغسطس/آب المقبل، وأن المسؤولين الأمنيين يعتقدون أن آراء إبراهيم رئيسي بشأن السياسة الخارجية والبرنامج النووي تعكس وجهات نظر علي خامنئي.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير -لم يذكر اسمه للقناة 12 الإسرائيلية- إنه لا يوجد خيار الآن سوى التخطيط لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، يائير لبيد، إن الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، ملتزم بطموحات النظام النووية وحملة النظام الإيراني العالمية للاغتيال.

وكتب لبيد أيضًا -في تغريدة له، تعليقاً على انتخاب إبراهيم رئيسي- “الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية، المعروف بجلاد طهران، متطرف ومسؤول عن مقتل آلاف الإيرانيين”.

وشدد وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد على أن انتخاب رئيسي يجب أن يتبعه إصرار فوري من المجتمع الدولي على الوقف الفوري لبرنامج إيران النووي وإنهاء طموحات إيران المدمرة في المنطقة.

ويبدو أن إسرائيل تبدي قلقها من “رئيسي؛ حتى يمارس المجتمع الدولي والقوى الغربية على إيران؛ بما يضمن حماية واستقرار أمن إسرائيل؛ إذا ما توصلت القوى الدولية لاتفاق ملزم مع إيران، بعد الانتهاء من اجتماعات فيينا.

وتجري هذه الأيام، الجولة السادسة من مباحثات “خطة العمل الشاملة” في فيينا بين إيران والمجموعة الأوروبية، حيث تأتي هذه المفاوضات في إطار ما تسمّيه الإدارة الأميركية “استراتيجية الدبلوماسية القصوى” في إدارة الأزمات الخارجية، ومنها الأزمة النووية مع إيران. وما زالت هذه المفاوضات لم تؤت ثمارها بعد، وتأمل الإدارة الأمريكية في التوصل لاتفاق مع إيران قبل رحيل الرئيس المعتدل الحالي، حسن روحاني.

ربما يعجبك أيضا