بعد وفاته في سجن روسي.. محطات بارزة في حياة أليكسي نافالني

من المولد إلى الوفاة.. أبرز المحطات في حياة المعارض أليكسي نافالني

محمد النحاس

في يناير 2021، عاد نافالني إلى روسيا ليتم اعتقاله بمجرد دخوله البلاد بتهمة انتهاك شروط الإفراج المشروط أثناء دخوله المستشفى في ألمانيا والتي فُرضت نتيجة إدانته عام 2014.


أفادت وكالة أنباء رويترز، اليوم الجمعة الموافق 16 فبراير 2024، بوفاة السياسي المعارض المسجون أليكسي نافالني، نقلًا عن السلطات الروسية.   

نافالني البالغ من العمر 47 عامًا، هو المعارض الأبرز في البلاد ضد نظام الرئيس فلاديمير، وكان يقضي حكما بالسجن 19 عامًا، وقد نُقل في ديسمبر الماضي لسجن ناءٍ في المنطقة القطبية الشمالية، والتي تعد أعلى مستوى أمني في السجون الروسية. 

ملابسات الوفاة

أما عن ملابسات الوفاة، فبحسب سلطات السجون لمنطقة ياما في القطب الشمالي، فقد أحس السجين نافالني بحالة من التوعك بعد نزهة، ومن ثم غاب عن الوعي بشكل شبه فوري، ومن جانبها تدرس السلطات المعنية في الوقت الحالي أسباب الوفاة، وقد أفادت بأن “إجراءات الإنعاش كافة، قد اتخذت لكن لم تأت بنتائج إيجابية”، وقد جرى إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوفاة المعارض البارز، حسب ما أفاد الكرملين.

وعلّق الكرملين على وفاة نافالني، بالقول إن “مصلحة السجون تجري كافة الفحوص فيما يتعلق بوفاته”، وأضاف أنه “لا توجد معلومات عن سبب وفاته”، وأفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف إن الأمر متروك للأطباء لمعرفة سبب موت المعارض أليكسي نافالني المفاجئ في السجن.

وصرح بيسكوف: “على حد علمنا، ووفقًا لجميع القواعد، تقوم مصلحة السجون بإجراء فحوصات وتوضيحات”، وفي ما يتعلق بتقارير تفيد بأن الموت كان بسبب جلطة في الدم، أجاب بيسكوف: “لا أعرف.. يجب أن يكتشف الأطباء ذلك”. 

نشأة نافالني

أما عن نشأته، فقد ولد نافالني في 4 يونيو 1976 في منطقة بايتن بموسكو، وتخرج في جامعة “الصداقة بين الشعوب”  في موسكو عام بعد دراسة القانون عام 1998.

كما درس أليكسي مجال الأوراق المالية والبورصات في الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي، وتخرج في عام 2001، لينشط في مجال مكافحة الفساد، وقبل ذلك بعام واحد أي عام 2000 انضم نافالني إلى الحزب الديمقراطي الروسي المتحد، بعد الإعلان عن قانون جديد من شأنه رفع العتبة الانتخابية لانتخابات مجلس الدوما (النواب). 

نشاطه المعارض

عمله في المجال العام كان حافلًا، إذ بالإضافة إلى كونه محاميًا بارزًا وناشطًا في مكافحة الفساد، أصبح نافالني عضوًا في مجلس تنسيق المعارضة الروسية، ونظم احتجاجات معارضة للسلطة.

وترشح المعارض المعروف على نطاق واسع، لمناصب سياسية للدعوة إلى إصلاحات ضد الفساد في روسيا، وترأس حزب روسيا المستقبل وقد جرى الإقرار من قبل منظمة العفو الدولية باعتباره سجين رأي، كما سُمح له بالترشح في انتخابات عمدة موسكو 2013، وجاء في المركز الثاني بنسبة 27% من الأصوات.

دخوله السجن

في عام 2014، وتحديدًا في شهر ديسمبر، اتهم المعارض الروسي بقضية اختلاس، إلا أن حقوقيون اعتبروها أن لها دوافع سياسية، وأنها ترمي لمنعه من الترشح للانتخابات، وبالفعل فقد رفضت لجنة الانتخابات المركزية الروسية ترشحه، في حملته الرئاسية عام 2018، دخل نافالني إلى المستشفى في حالة خطيرة بعد تسممه بغاز أعصاب نوفيتشوك، وتم إجلاؤه طبيًا إلى برلين للعلاج وخرج بعد شهر.

في يناير 2021، عاد نافالني إلى روسيا ليتم اعتقاله بمجرد دخوله البلاد بتهمة انتهاك شروط الإفراج المشروط أثناء دخوله المستشفى في ألمانيا، والتي فُرضت نتيجة إدانته عام 2014.

بحلول فبراير 2021، جرى استبدال عقوبته مع وقف التنفيذ بالسجن لمدة تزيد على عامين ونصف، تلقي نافالني حكمًا جديدًا بالسجن 9 سنوات في 2022 بعد إدانته بالاختلاس وازدراء المحكمة في 2022، وفي أغسطس 2023 تم إدانته بتهم التطرف، ليضاف 19 عامًا جديدة إلى أحكامه.

ردود أفعال غاضبة

جاءت ردود الأفعال الغربية على وفاة المعارض الروسي غاضبة، فقد اعتبر البيت الأبيض، أن وفاة نافالني “مأساة فظيعة في حال تأكدت”، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إن تاريخ الكرملين “الطويل والقذر” في إيذاء معارضيه “يثير أسئلة حقيقية وواضحة حول ما حدث”.

ومن جانبه، أشاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالمعارض الراحل معتبرًا أن الخبر “فظيع”، ووصف المستشار الألماني أولاف شولتز وفاة نافالني بـ”المحزنة جدًا”، ومن جهته، كتب وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، عبر منصة إكس: “مقاومة نافالني لنظام القمع كلفته حياته”.

واعتبرت الخارجية النرويجية أن على موسكو “مسؤولية كبيرة: عن وفاة نافالني، من جانبه قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن روسيا “المسؤولة الوحيدة” عن وفاة نافالني، وأما رئيس لاتفيا، إدغارز رينكيفيتش، فقد ذهب أبعد من ذلك متهمًا الكرملين بـ”اعتيال نافالني”، وصرح: “نافالني قُتل بطريقة وحشية على يد الكرملين، وذلك يُظهِر الطبيعة الحقيقية للنظام الحالي في روسيا”.

الخارجية الروسية ترد

قالت وزارة الخارجية الروسية، إن استنتاجات الغرب بشأن وفاة السياسي المعارض أليكسي نافالني، كانت جاهزة مُسبقًا.

وطالبت وزارة الخارجية، الولايات المتحدة بالتحلي بضبط النفس بشأن وفاة نافالني، وانتظار نتائج تقرير الطبيب الشرعي.

ربما يعجبك أيضا