«بلينكن» يعرض ميّزات الديمقراطية خلال زيارته إلى السنغال

هدى اسماعيل

رؤية

دكار – تعهّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم (السبت) في ختام جولته الإفريقية الأولى ضخ استثمارات جديدة في السنغال، في مسعى لإبراز الميّزات التي تترافق مع تطبيق الديمقراطية.

واتّبع بلينكن نهجا حذراً في إفريقيا في تعامله مع التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين، عبر إظهاره أنه بإمكان الولايات المتحدة تقديم شراكات من دون الضغط على القادة الأفارقة علناً للتخلي عن علاقاتهم التجارية المتنامية مع العملاق الآسيوي.

وخلال زيارة إلى السنغال، شارك بلينكن في التوقيع على عقود بقيمة مليار دولار مع شركات أمريكية شملت عقداً تكنولوجيا مع أجهزة الأمن العام ومشروعاً للتخفيف من حدة الاختناقات المرورية عبر تطوير الطرقات ، حسبما ذكرت «الأنباء الفرنسية».

كما زار “معهد باستور” حيث وعد بتقديم الدعم لمساعدة الأفارقة على تصنيع لقاحاتهم، في ظل تعهّد الرئيس جو بايدن التبرّع بأكثر من مليار جرعة على مستوى العالم.

وقال بلينكن: “هناك حقيقة بسيطة مفادها أننا لن ننجح من دون قيادات الحكومات الإفريقية والمؤسسات والمواطنين”.

وأضاف “الولايات المتحدة ملتزمة تعزيز شراكاتنا عبر القارة بطرق تخدم مصالح الناس هنا وتخدم مصالحنا”.

وأردف “لدينا اعتقاد راسخ بأننا تأخرّنا كثيراً في بدء التعامل مع الدول الإفريقية والمؤسسات بما يتناسب مع تحوّلها قوى جيوسياسية مؤثرة”.

ولفت في خطاب من نيجيريا الجمعة إلى أن لا حاجة للأفارقة للاختيار بين الشركاء، وهو أمر رحّبت به وزيرة الخارجية السنغالية أيساتا تال سال.

وقالت: “لا يوجد خيار، هناك خيارات فقط. إفريقيا فرصة”.

وتابعت “تقوم دبلوماسيتنا على السيادة لا على استبعاد أحد. لكن لدينا أيضاً أصدقاء تقليديين وشراكات تاريخية ولا نتخلّص من تلك القديمة من أجل الجديدة”.

لطالما كانت السنغال من بين الدول الإفريقية الأكثر استقراراً حيث شهدت عمليات انتقال للسلطة اتّسمت بالسلمية.

لكن مستوى التوتر ارتفع بين حكومة الرئيس ماكي سال والمعارضة هذا العام، فيما اندلعت أعمال شغب في مارس (آذار) بعد توقيف شخصية بارزة في المعارضة.

وقال بلينكن في تصريحاته التي جاءت بعد أيام من آخر عملية اعتقال استهدفت زعيماً للمعارضة “لطالما كانت السنغال نموذجاً للديموقراطية في إفريقيا جنوب الصحراء”.

وأضاف “على غرار جميع الديمقراطيات، بما فيها الولايات المتحدة، لا يمكننا اعتبار المعايير الديمقراطية أمراً مفروغ منه، ولا يمكن للسنغال أيضا ًاعتبارها كذلك”.

وبينما قوبلت إشادات بلينكن وتعهّداته تقديم مساعدات بترحيب في السنغال، أثار تشديد بايدن على تغيّر المناخ ردود فعل متناقضة خلال جولة الوزير التي شملت ثلاث دول في القارة.

وخلال قمة “كوب26” التي عقدت في غلاسكو أخيراً، دعمت إدارة بايدن الدعوات للانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري، المسؤول عن التدهور الشديد في المناخ العالمي.

وتعهّد بلينكن أن تدعم الولايات المتحدة الدول النامية في هذا التحول.

لكن بينما تتحرّك كينيا، أول محطة ضمن جولة بلينكن، بقوة في مجال البيئة، إلا أن كلا من نيجيريا والسنغال يرى في الوقود الأحفوري مصدرا للعائدات، فيما تستعد السنغال لتصبح منتجاً رئيسيا للغاز.

وتساءلت تال سال بشأن الكيفية التي يمكن من خلالها للعالم بأسره أن يتحوّل إلى الطاقات المتجددة مثل الشمس والرياح.

وقالت: “لا أعتقد أن ذلك كاف. علينا اليوم دعم الغاز كطاقة انتقالية ونتوقع دعم وتفهّم الولايات المتحدة”.

ربما يعجبك أيضا