بيروت تسابق الوقت لإنقاذ الأبنية التراثية قبل الأمطار

إبراهيم جابر

رؤية

بيروت – قال المدير العام للآثار في لبنان سركيس خوري إن بيروت في سباق مع الوقت لإنقاذ الأبنية التراثية التي تضررت بانفجار المرفأ المروّع، قبل الأمطار التي يمكنها أن تخلف أضراراً إضافية.

وقال خوري في مؤتمر صحافي في متحف سرسق في بيروت، إثر اجتماع مع ممثلي ثلاث منظمات عالمية تُعنى بحماية التراث: “لدينا مئة مبنى تراثي يتعين تغطيتها قبل هطول الأمطار”، نقلا عن “الألمانية”.

ويحتاج 45 مبنى، وفق قوله، إلى “تدعيم كامل بسبب خطر الانهيار و55 مبنى إلى تدعيم جزئي”، مضيفاً “إذا لم نفعل ذلك، سنواجه الكثير من الأضرار التي ستلحق الأسقف المطلية والمباني التي يمكن أن تنهار”.

وأضاف “نحن في سباق مع الوقت، إنها مسألة أيام قليلة أو بضعة أسابيع على الأكثر، للقيام بكل هذا، سيكون أمراً صعباً للغاية”.

وتسبب انفجار ضخم في مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) في مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 بجروح. وألحق أضراراً جسيمة بآلاف الأبنية، بعضها ذو طابع تراثي  خاصةً في الأحياء المجاورة للمرفأ.

وتدفقت إثر الانفجار المساعدات إلى لبنان من جهات عدة. وتعمل منظمات ومتطوعون في توزيع المساعدات وأعمال الترميم البسيطة، مثل إصلاح نوافذ أو أبواب أو جدران أطاح بها عصف الانفجار.

وقدّر سركيس حاجة لبنان إلى 300 مليون دولار لترميم تراث بيروت.

ووقع رئيس التحالف الدولي لحماية التراث الثقافي في مناطق النزاع فاليري فريلان اتفاقاً في بيروت، تضمن تمويلاً أولياً بخمسة ملايين دولار لدعم جهود حماية الأبنية التراثية.

وقال: “علينا أن نعمل سريعاً لحماية هذه الأبنية التراثية لأن موسم الأمطار بات قاب قوسين”.

وكان متحف سرسق في منطقة الأشرفية من المعالم التي تضررت من الانفجار. وأفادت مديرة المتحف زينة عريضة بأن كلفة ترميم المتحف ومجموعاته الفنية تبلغ 3 ملايين دولار، وفق تقديرات أولية.

وقالت إن بين 180 عملاً كانت قيد العرض في الطوابق الأكثر تضرراً في المتحف، تضرر خمسون عملاً، ثمانية منها بشكل كبير.

وتحدّث إدوار بيطار، الذي يرأس مبادرة “ليف لوف ليبانون” المنظمة غير الحكومية التي تتولى جهود التنسيق بين منظمات دولية ومتطوعين، عن بعض العوائق اللوجستية التي تعترض الترميم.

وقال: “نواجه اليوم مشكلة انعدام الجير. فالبيوت التراثية كلّها مبنية من الحجر الرملي الذي يحتاج إلى الجير غير الموجود في لبنان، ويجب استيراده من إيطاليا أو فرنسا”.

وأفاد بمحادثات مع شركات صناعية وانشائية كبرى في الخارج لاستكشاف إمكانية إرسال المادة المطلوبة إلى لبنان. واذا لم يتوفر ذلك، كيفية توفير الدعم المالي لشرائها.
وأوضح بيطار “إذا لم نعمل على إصلاح هذه المنازل بالجير، فسيصار إلى ترميمها بالاسمنت وسنُفسد كل إرثنا المعماري”.

ربما يعجبك أيضا