بيلاروسيا.. لوكاشينكو يؤدي اليمين رغم التظاهرات ضده

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

أدى رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو اليمين لفترة رئاسية سادسة، اليوم الأربعاء، متجاهلاً مطالبات بأن يرفع قبضته عن السلطة التي يتولاها منذ 26 عاماً، وذلك بعد انتخابات تقول المعارضة وحكومات أجنبية عدة إنها مزورة.

تأتي المراسم، التي عادة ما يجري الإعلان عنها بشكل مسبق باعتبارها حدثاً رئيسياً في البلاد، بعد انتخابات متنازع على نتيجتها جرت في التاسع من أغسطس الماضي وأعلن لوكاشينكو تحقيق فوز ساحق فيها.

الرئيس يؤدي اليمين

أدى الرئيس بيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الذي يواجه حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ إجراء الانتخابات الرئاسية، اليمين لولاية رئاسية سادسة، وفق ما أفادت وكالة “بيلتا” الرسمية في ختام مراسم أُقيمت بشكل سرّي.

وأفادت الوكالة بأن “ألكسندر لوكاشنكو أدى اليمين باللغة البيلاروسية، ووقع بعدها وثيقة أداء اليمين ثمّ سلّمته رئيسة اللجنة الانتخابية شهادة رئيس جمهورية بيلاروس”.

وأضافت وكالة “بيلتا” أن الرئيس لوكاشينكو تحدث عن “فخره” في خطابه تنصيبه أمام مسؤولين كبار تم اختيارهم بعناية فائقة. وقال “نحن لم ننتخب رئيساً فحسب، إنما دافعنا عن قيمنا والحياة بسلام والسيادة والاستقلال”.

ووعد لوكاشنكو الذي يتّهم الغرب بتدبير الاحتجاجات، بتنفيذ إصلاحات دستورية للردّ على الأزمة السياسية لكنه رفض إجراء حوار مع منتقدي النظام الذي يقوده منذ 1994.

ويواجه لوكاشنكو منذ الانتخابات الرئاسية في التاسع من آب/أغسطس احتجاجات غير مسبوقة للتنديد بإعادة انتخابه في اقتراع تخللته عمليات تزوير وفق قولهم، وذلك رغم قمع الحركة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في أواخر أغسطس أن بلاده تقر بشرعية الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنها المرة الأولى التي يعرض فيها الكرملين وجهة نظره بشأن التظاهرات الضخمة التي هزت بيلاروسيا.

احتجاجات معارضة

ألوف خرجوا في شوارع عاصمة روسيا البيضاء، اليوم الأربعاء، احتجاجا على التنصيب المفاجئ للرئيس الكسندر لوكاشينكو في وقت سابق اليوم.

سار المحتجون في شوارع مينسك، رافعين أعلام المعارضة، بينما كانت السيارات المارة تطلق أبواقها تضامنا معهم.

وتشهد روسيا البيضاء احتجاجات منذ الانتخابات التي أُجريت الشهر الماضي وأعلن فيها لوكاشينكو فوزه بشكل ساحق، غير أن معارضيه يقولون إنها زُورت.  

تطور الاحتجاجات

خلال الصدامات التي أعقبت الانتخابات- جرت في أغسطس التي أعلن الرئيس لوكاشينكو فوزه بها، لكن معارضيه يقولون إنها مزورة، ظهرت تفاصيل حول وحشية الشرطة المزعومة، حيث تعرض المعتقلون للضرب المبرح وأجبروا على تحمل الاكتظاظ الشديد في السجون.

الكثيرون منهم سعوا للحصول على مساعدة طبية ونشروا صور إصاباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تم إطلاق سراحهم.

هذا الوضع أسفر عن موجة جديدة من المظاهرات. فقد تجمع أصدقاء وأقارب في مراكز الاحتجاز مطالبين بمعرفة الأخبار عن المعتقلين، وقامت نساء يرتدين الأبيض ويحملن الورود بشبك الأيدي والمشي في مسيرات عبر الشوارع.

وفي المؤسسات الكبرى المملوكة للدولة في أنحاء البلاد، طلب العمال إجوبة من المدراء والمسؤولين المحليين حول المخالفات الانتخابية ومعاملة المحتجين. والبعض منهم دعا إلى الإضراب وانضموا إلى المحتجين.

في 17 أغسطس / الجاري، توقف موظفو التلفزيون الحكومي عن العمل وخرجوا من أماكن عملهم، وانضموا إلى الاحتجاجات ضد إعادة انتخاب لوكاشينكو. وفي وقت سابق، حصلت العديد من الاستقالات رفيعة المستوى في التلفزيون. وفي السابق كانت القناة التلفزيونية تتبع خط الحكومة فيما يتعلق بالانتخابات والاحتجاجات.

وقوبل لوكاشينكو بصيحات الاستهجان من قبل العمال المضربين لدى زيارته لأحد مصانع الجرارات الزراعية.

وقد استقال عدد من المسؤولين، بالإضافة إلى ضباط شرطة حاليين وسابقين. وأعلن سفير بيلاروسيا لدى سلوفاكيا إيغور ليشينيا عن تضامنه مع المحتجين. وقام مدير أحد نوادي كرة القدم البارزة في بيلاروسيا برمي زيه القديم للشرطة في صندوق النفايات تعبيراً عن اشمئزازه مما يجري كما أعلن اللاعب الدولي لكرة القدم إيليا شكورين أنه لن يلعب في فريق بلاده حتى يتنحى الرئيس عن منصبه.
 

 

ربما يعجبك أيضا