بينهم ميسي.. زاهي حواس يعلن عن مقابر ثرية في سقارة

نادية عبد الباري

أعلن عالم الآثار المصري، زاهي حواس العثور على مقابر فرعونية تعود إلي عصر الدولة المصرية القديمة، تشير إلي وجود جبانة ضخمة بها العديد من المقابر المهمة.


عالم الآثار المصري الشهير، زاهي حواس أعلن عثوره على مقابر فرعونية، وهو حدث اهتمت به صحف إقليمية وعالمية كبيرة.

وهذا الاكتشاف ليس كغيره، ولكنه يعد نقلة للمهتمين بالحضارة المصرية القديمة، فالمقابر المكتشفة تعود إلي عصر الدولة المصرية القديمة، وتشير إلي وجود جبانة ضخمة بها العديد من المقابر المهمة.

جبانة فرعونية جديدة في منطقة سقارة

“لا يمكن التعبير عن الاكتشاف على أنه كنز أو طفرة، فنحن نعلم جيدًا أن أرضنا لا تزال مليئة بالكنوز المتوارية، ولم تزخر بها الأرض بعد”. هكذا بدأ الدكتور زاهي حواس حديثه لشبكة رؤية الإخبارية عن أهمية اكتشاف تلك الجبانة، والتي تحوي واحدة من أهم المقابر، وهي للمدعو “خنوم جد إف”، وكان يعمل مفتشًا على الموظفين ومشرفًا على النبلاء.

221c40ab aaa3 4581 bed8 087b420becb0

وأوضح حواس أن مقابر كبار الموظفين لا تقل أهمية عن مقابر الملوك، خاصة أنها تمتلئ بالأسرار المكتوبة عن الأسر التي عمل معها، فيشبه السجل الوظيفي بكل تعاملاته قبل الوفاة، فضلًا عن الكنوز التي تدفن معه، والتي تكون مكافأة عن عمله وإخلاصه طوال سنوات عمره، والجبانة تحوي أيضًا كاهن المجموعة الهرمية للملك “أوناس”.

كنوز فرعونية من الأسرة السادسة

المقبرة ذاتها ضمت آخر ملوك الأسرة الخامسة، وكانت ملونة، ما يؤكد أنها ملكية، وبالتفصيل يذكر الدكتور زاهي حواس ما تضمه الجبانة من مقابر، فتوجد واحدة للمدعو “مري” وهو يحمل ألقابًا عديدة مثل كاتم الأسرار، ومساعد قائد القصر العظيم.

وتوجد جبانة أخرى لكاهن المجموعة الهرمية للملك “ببي الأول” من الأسرة الخامسة، ووجدت بمنطقة جسر المدير في جبانة سقارة. ومعظم ما وجد داخل الجبانة من اكتشافات أثرية يعود إلى عصر الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة، وخارج المقابر الخاصة بالخدم والملوك، فعُثِر على 9 تماثيل من الحجر الجيري الملون.

وتمثل هذه التماثيل الخدم، بالإضافة إلى تماثيل منفردة بين المقابر، وهو ما يؤكد أن الجبانة لم تصل إليها أيدي اللصوص من قبل، ولكن لم يعثر على أي نقوش تشير إلى أسماء أصحاب هذه التماثيل، كما أوضح حواس.

مقبرة ميسي

يؤكد حواس أن كل شيء في تلك الجبانة كان مصممًا بدقة، وهو ما عهدوه على مقتنيات الفراعنة، فمثلًا وجدت بعثة الحفائر المصرية بابًا وهميًّا بجوار موقع التماثيل، يشير إلى أن صاحبه يدعى ميسي، وأن التماثيل تعود إلى عصر الأسرة الخامسة، ما يؤكد أن التماثيل التسعة مجهولة الاسم تخص “ميسي”.

وعلى الجانب الآخر من الجبانة وجدت تمثالًا لشخص يظهر واقفًا وبجواره زوجته تمسك بقدمه. ووفقًا لما أوضحه حواس، عُثر على بئر يصل عمقها إلى نحو 15 مترًا وفي أسفله وجدت بعثة الحفائر حجرة داخلها تابوت مغلق من الحجر الجيري لم يمس منذ نحو 4300 عام، عند فتح غطاء التابوت وجدوا مومياء لرجل مغطاة برقائق الذهب.

1 1591734

زاهي حواس في سقارة

 

وتعد هذه أكمل وأقدم مومياء غير ملكية، يعثر عليها حتى الآن، وعرفوا أن اسمه “حكا شبس”، وعثر حول التابوت علي العديد من الأواني الحجرية.

منطقة سقارة حاضنة للكنور

أكمل حواس بأنه على مقربة من البئر الأولى، وجدت البعثة بئرًا يصل عمقها إلى نحو 10 أمتار، تيضم مجموعة تماثيل خشبية، فضلًا عن 3 تماثيل حجرية تمثل شخصًا واحدًا للقاضي والكاتب “فتك”، وبجواره مائدة قرابين وأمامهم تابوت داخلة المومياء الخاصة به.

327564248 691060132753843 3007413504974356446 n

وتعقيبًا على مكتشفات بعثة الحفائر المصرية، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفي وزيري، أن البعثة عملت شهورًا حتى عثرت على مجموعة تماثيل رائعة، تعود إلى عصر الدولة القديمة، والتركيز على منطقة سقارة في الفترة الأخيرة هو أمر متعمد من القائمين على الآثار في مصر.

وأوضح وزيري لـ”رؤية” أن منطقة سقارة في العقدين الماضيين قد استخرج من باطنها العديد من التماثيل المهمة، وهو استكمال لما جرى في القرن الماضي، لكن لم يعثر على تماثيل بهذا الحجم إلا في هذا الموسم، فضلًا عن العديد من التمائم وأدوات التجميل وتماثيل المعبود، الإله، “بتاح سوكر” وتماثيل على هيئة معبودات، إضافة إلى أوان فخارية ونذرية.

ربما يعجبك أيضا