بين بايدن وترامب.. من المرشح المُفضل للصين؟

تحليل: الصين لديها أسباب لتفضيل عودة ترامب إلى البيت الأبيض

آية سيد
بين بايدن وترامب.. من المرشح المفضل للصين؟

الصين لا تأمل في فوز الرئيس الذي سيُسبب لها الضرر الأقل، وإنما الذي سيخلق المزيد من المخاطر على الاستقرار الغربي.


فاز الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، بالانتخابات التمهيدية لحزبيهما في أغلب الولايات الأمريكية، في ما يُعرف بانتخابات “الثلاثاء الكبير“.

وتشير هذه النتائج إلى أن بايدن وترامب سيتنافسان مجددًا في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، ورغم التوقعات بأن ترامب يشكل تهديدًا للزعيم الصيني، شي جين بينج، بسبب تهديداته المتكررة لبكين، يرى عدد من الخبراء أن الصين لديها أسبابها كي تفضل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

لا فرق بين الاثنين

طرح تحليل نشره موقع “بيزنس إنسايدر”، اليوم الأربعاء 6 مارس 2024، النظرية السائدة بين خبراء الشأن الصيني، ومفادها أنه في ظل تدهور العلاقات الصينية الأمريكية، من المُستبعد أن يحسن أي من المرشحين الوضع العالمي لبكين، التي تطمح للحاق بالولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يستمر بايدن وترامب في عدائهما تجاه الصين، بعد أن حظر بايدن صادرات التكنولوجيا الأمريكية، وهدد ترامب مؤخرًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية.

الثلاثاء الكبير

معلومات عن الثلاثاء الكبير

من المُفضل لدى بكين؟

تذهب النظرية التي طرحها التحليل إلى أن الصين لا تأمل في فوز الرئيس الذي سيُسبب لها الضرر الأقل، وإنما الذي سيخلق المزيد من المخاطر على الاستقرار الغربي، وحسب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ماكاو، بان تشينجشين، توجد “فجوة سياسية ضئيلة” بين إدارتي بايدن وترامب عندما يتعلق الأمر بالصين.

وقال بان: “قد لا ترتاح الصين لأسلوب ترامب الطنان، لكنها قد تجد صعوبة أكبر في التعامل مع إدارة بايدن الثانية لأنه مُناصر للعالمية، ويستطيع حشد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بفاعلية لتحقيق التوازن ضد الصين”.

تقويض التحالفات

في ظل عدم القدرة على التنبؤ بأفعال أنصار حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، سيجعل ترامب حلفاء الولايات المتحدة قلقين بسبب تاريخه في الانفصال عن الاتفاقيات والجهود المشتركة، أو قد ينتهي الأمر بالتخلي عن تلك الاتفاقيات والجهود المشتركة، وفق التحليل.

وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الصين في جامعة جنوب كاليفورنيا، ستانلي روزين: “المسألة هي ما إذا كانت الصين ستفضل بايدن الذي يمكن التنبؤ به لكن سيعزز تحالفات أمريكا، أم ترامب الذي سيدمر التحالفات، وهو ما ستحبه الصين، لكن سيكون غير قابل للتنبؤ”.

كيف تستفيد الصين؟

أشار التحليل إلى أن الدول أو الصناعات التي تفقد الثقة في الولايات المتحدة ستخلق فرصًا للصين كي تمارس نفوذها، وحسب ما كتبت الزميلة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أجاثا ديماريس، في تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في فبراير الماضي، فإن إحدى الطرق التي قد تستفيد بها بكين هي بناء نسختها من نظام “سويفت” المالي.

«صواريخ معيوبة».. الاستخبارات الأمريكية تكشف سبب حملة تطهير الجيش الصيني

الرئيس الصيني شي جين بينج

ولفتت ديماريس إلى أنه إذا عاد ترامب إلى السلطة، قد تجرّب الدول البديل الصيني كوسيلة للتحوط ضد الضبابية العالمية، وتذكرت الباحثة كيف فرضت إدارة ترامب فجأة عقوبات على شركة الألومنيوم الروسية “روسال” في 2018، ما تسبب في حالة من الذعر في السوق.

وإضافة إلى هذا، تذمر ترامب من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، ما دفع البعض للاعتقاد بأنه قد لا ينفذ عقوبات إدارة بايدن على روسيا، الشريك التجاري الرئيس للصين.

تقديم المصالح

خلّص التحليل إلى أنه أيًا كانت الطريقة التي تراهن بها بكين، فمن الصعب تحديد من هو خيارها المفضل بين الرجلين، فعلى عكس الولايات المتحدة، تُظهر الصين للعالم بقوة أنها ليست لديها مصلحة في التدخل في شؤون الدول الأخرى، رغم أنها تزيد نفوذها في الخارج.

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الوطنية بسنغافورة، إيان جا تشونج، إن الصينيين “سيتعاملون مع أي رئيس أمريكي حسب الحاجة من أجل النهوض بمصالح الصين”، لافتًا إلى أن الأمر “لا علاقة له بالمشاعر”.

ربما يعجبك أيضا