ألمانيا توقف نشاط خبراء «الجماعات الإسلاموية».. تجاهل أم سذاجة سياسية؟

رنا أسامة

شجب النائب بالبرلمان الألماني عن الاتحاد المسيحي المعارض، كريسوف دي فيريس، القرار باعتباره تتويجًا مؤقتًا لسياسة النظر في الاتجاه المعاكس، وتجاهلًا للإسلاموية كظاهرة تهدد الديمقراطية.


أفادت صحيفة بيلد الألمانية بإنهاء عمل مجموعة الخبراء حول الجماعات الإسلاموية، التي أنشأتها وزارة الداخلية الاتحادية في ألمانيا في يونيو 2021.

وفي تقرير نشرته الصحيفة، يوم الأحد 4 سبتمبر 2022، قال أعضاء بالمجموعة، لوكالة الأنباء الألمانية، إن ممثلين عن إدارة الأمن العام بوزارة الداخلية الاتحادية أبلغوهم في مؤتمر عبر الفيديو، بأنه لم توجد الآن مصلحة من استمرار الأنشطة المشتركة للمجموعة.

قرار مفزع

تأسست المجموعة بقرار من وزير الداخلية الألماني السابق، هورست زيهوفر، من أجل دراسة وبحث أنشطة التنظيمات المرتبطة بالتيار الراديكالي الإسلامي، وفي مقدمتها الإخوان المسلمين.

ووصف عالم الاجتماع الألماني، رود كوبمانز، قرار إنهاء عملها بأنه مفزع، فيما لم تقدم وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية أي معلومات عن أسباب ذلك القرار.

توجه سياسي

في حين أن عمل لجنة الخبراء حول الجماعات الإسلاموية كان مخصصًا لمدة عام واحد فقط، وأوضح الخبير المتخصص في القانون الدستوري، كيريل ألكسندر شوارتز، فإنه يعتقد أن القرار مدفوع بتوجه سياسي، وفق الصحيفة.

واستبعد شوارتز، وهو عضو بالمجموعة، أن يكون القرار مرتبطًا بأسباب مادية، لأن الخبراء لم يتلقوا أي أموال نظير مشاركتهم في معظم اجتماعات اللجنة الافتراضية بسبب جائحة فيروس كورونا.

تجاهل للإسلاموية

شجب النائب بالبرلمان الألماني عن الاتحاد المسيحي المعارض، كريسوف دي فيريس، القرار باعتباره تتويجًا مؤقتًا لسياسة النظر في الاتجاه المعاكس، وتجاهل للإسلاموية كظاهرة تهدد الديمقراطية.

وقال نائب رئيس الاتحاد المسيحي، كارستن لينيمان، في تصريح صحفي مقتضب: “لا يسع المرء إلا أن يأمل ألا يوجد وقع لهذه السذاجة على أراضينا يومًا ما”، حسب ما أوردت الصحيفة.

تمييز وتطرف

انتقدت ريبيكا شونينباخ، الخبيرة في الجماعات الإسلاموية، القرار، لا سيما أنه كان من المفترض أن تعنى المجموعة بتحليل الاستراتيجيات التي يتبناها المتطرفين الإسلاميين وتقديم اقتراحات لمواجهتها.

وقالت لـ”بيلد”، إن الحكومة الألمانية ملتزمة بمحاربة أشكال التمييز كافة، لكن لسوء الحظ، فإن وزارة الداخلية الألمانية، برئاسة نانسي فيسر، تغاضت عن حقيقة أن السيدات المسلمات، خصوصًا، يتعرضن لتمييز من متطرفين إسلاميين. ولإحباط مثل هذا التمييز، أوصت الحكومة الفيدرالية الألمانية باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء المتطرفين، حسب المجلة.

كبح جماح الجماعات الإسلاموية

ذكرت لجنة خبراء الجماعات الإسلاموية، في أحد تقاريرها غير المعلنة، أنه على الرغم من الجهود والتدابير الوقائية العديدة، فلا يمكن كبح تلك الجماعات، خاصة بين الشباب.

لذلك، من الضروري بذل مزيد من الجهود البحثية في هذا النطاق. وهذا يشمل، من بين أمور أخرى، تطوير أدوات مسح للبحث الكمي والنوعي في تلك الجماعات وأفكارها، وفقًا للصحيفة الألمانية “بيلد”.

ربما يعجبك أيضا