تحديات إدارة الأوضاع.. أمريكا وسط أزمة إسرائيل ولبنان

إسراء عبدالمطلب

منذ اندلاع الأزمة بين إسرائيل ولبنان بعد الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر، تفاقمت التوترات بالمنطقة، وأصبحت الولايات المتحدة تواجه تحديات في إدارة الأوضاع المشتعلة ومحاولة الحفاظ على التوازن بين الدعم العسكري لإسرائيل والدعوات الدولية للتهدئة.

ورغم الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، إلا أن التأثير الأمريكي في قرارات إسرائيل العسكرية بدا محدودًا، مما يثير تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في المنطقة.

أمريكا تفقد السيطرة على إسرائيل

أمريكا تفقد السيطرة على إسرائيل

أمريكا تفقد السيطرة على إسرائيل

حسبما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024، بعد أسبوعين من رفض إسرائيل للمقترح الأمريكي الأوروبي الداعي لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، أصبحت واشنطن متشككة في قدرتها على التأثير على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية.

ودفعت سياسة “كل شيء مطروح على الطاولة” التي تتبناها إسرائيل، الولايات المتحدة للتراجع عن إحياء المقترح، وبدلاً من محاولة إيقاف العمليات، ركزت جهودها على تقييدها فقط.

عجز الولايات المتحدة والانتقادات الدولية

العمليات الإسرائيلية المكثفة في لبنان، والتي خلفت أكثر من 1400 قتيل ومليون نازح في أقل من ثلاثة أسابيع، جعلت الولايات المتحدة تبدو عاجزة عن وقف التصعيد، وبدأت التساؤلات تدور حول ما إذا كانت حكومة بنيامين نتنياهو تتجاهل دعوات إدارة بايدن لضبط النفس، مما أضاف ضغطًا كبيرًا على البيت الأبيض الذي كان يواجه انتقادات بسبب فشله في التفاوض على وقف إطلاق النار مع حماس وإسرائيل.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن النفوذ الأمريكي على العمليات العسكرية الإسرائيلية كان محدودًا، حيث كانت إسرائيل تخطط لهجوم بري أكبر على لبنان قبل تدخل الولايات المتحدة لتقليصه، وقال مسؤول أمريكي لشبكة “سي إن إن”، إن الولايات المتحدة لم تستطع منع إسرائيل من القيام بعملياتها، لكنها تحاول على الأقل توجيه شكلها.

صراع أوسع

أعربت إدارة بايدن عن قلقها المتزايد من أن العمليات الإسرائيلية التي وصفت في البداية بأنها محدودة قد تتطور إلى صراع أوسع وأطول أمدًا، كما أشار مسؤولون إلى أن الولايات المتحدة حاولت منع إسرائيل من تصعيد الانتقام ضد إيران بعد الهجوم الصاروخي الإيراني.

ورغم تعثر الجهود الدبلوماسية، لا تزال الولايات المتحدة تدفع باتجاه التفاوض لوقف إطلاق النار، وشددت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن المحادثات مع الإسرائيليين واللبنانيين وغيرهم لا تزال مستمرة لإيجاد “اللحظة المناسبة” لإعادة النظر في هذه المحادثات.

غياب الحلول الواضحة

بينما أعرب المسؤولون الأمريكيون عن أملهم في أن تتمكن الحكومة اللبنانية من ممارسة المزيد من السيطرة على حزب الله، تبدو الحكومة اللبنانية ضعيفة بسبب فراغ السلطة. وفي هذا السياق، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها بشأن كيفية الرد، مؤكدًا أن “كل شيء مطروح على الطاولة”.

فيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي على بيروت، أعربت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها من تأثير هذه العمليات على المدنيين، ورغم دعم الولايات المتحدة لاستراتيجية إسرائيل ضد حزب الله، فإنها شددت على ضرورة تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان.

الرد الإسرائيلي والمخاوف النووية

على جانب آخر، تستعد إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف أراضيها، ولكن هناك قلق في واشنطن من أن يشمل هذا الرد استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وأكد الرئيس جو بايدن أنه لن يدعم أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، ولكن هناك شكوك حول ما إذا كانت إسرائيل قد أزالت هذا الخيار من طاولة النقاش.

في حين تحضر إسرائيل لعمليات قد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، تبقى الأسئلة حول قدرتها على تنفيذ هذه العمليات دون مساعدة أمريكية. ومع استعدادات إسرائيل لسيناريوهات مماثلة على مدار عقود، يبدو أن التنسيق مع الولايات المتحدة سيظل حاسمًا لضمان نجاح أي عمليات مستقبلية.

وتواجه الولايات المتحدة تحديات متزايدة في المنطقة، حيث تتعقد الأوضاع العسكرية والسياسية، ويبدو أن نفوذها على قرارات إسرائيل محدود. ومع تصاعد القلق من توسع الصراع ليشمل إيران، تبقى الجهود الدبلوماسية هي الخيار الأكثر أمانًا لتجنب صراعات أكبر في المستقبل.

2024

ربما يعجبك أيضا