تحذيرات أمريكية من حملات قطرية “خفية” في واشنطن

محمود رشدي

رؤية

واشنطن- حذر مسؤولون استخباراتيون سابقون وخبراء من حملات خفية تنفذها الدوحة للتأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدين أنها لا تدّخر أي جهد أو مال لفرض نفوذها.

وأفاد موقع “واشنطن فري بيكون” الأمريكي أن قطر دولة صغيرة تشارك في عمليات سرية للتجسس الإلكتروني على الأراضي الأمريكية، وتنفق ملايين الدولارات من أجل بسط نفوذها على مسؤولي البيت الأبيض، كجزء من حملة مستمرة لتغيير المشهد السياسي الأمريكي.

وأشار إلى أن عمليات تمدد نفوذ قطر مكنتها من حشد نفوذ سياسي في جميع أنحاء أوروبا، وفي واشنطن العاصمة، حيث يقال إن بعضاً من أقوى الدبلوماسيين والمطلعين على الشؤون السياسية يعملون لصالح الدوحة.

وفيما تمول قطر منذ سنوات مراكز أبحاث بارزة لها علاقة بالبيت الأبيض مثل معهد “بروكينغز”، لم ينكشف تأثير نشاطاتها على العملية السياسية بشكل كامل حتى العام الماضي، عندما تبين أن الدوحة مولت هجمات سيبرانية على حوالي 1500 شخص، بما في ذلك المطلعون على نهج السياسة الأمريكية.

عبث بالمناهج الدراسية

ولم تتوقف قطر عند تمويل الشركات المعنية بالتأثير، ولكنها ذهبت إلى العبث في المناهج الدراسية العامة الأمريكية وبرامج التدريب لقوات الشرطة المحلية، كما كشف فريق من الخبراء خلال مؤتمر عام عن جهود قطر لكسب وسطاء القوة الدوليين.

تجسس على الأعداء والحلفاء

وقال الباحث رونالد ساندي، وهو محلل كبير سابق في المخابرات العسكرية الهولندية، التي كانت واحدة من الأجهزة التي حاولت قطر اختراقها: “قطر تجسست على الأعداء والحلفاء على حد سواء، وهذا يتضمن فضيحة كبيرة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، الذي تلقى بعض أعضائه السابقين رشاوى لتمكين قطر من استضافة كأس العالم 2022”.

وقال ساندي: “عموماً، يريد القطريون السيطرة ويرغبون في معرفة ما يقوم به معارضوهم، وهو ما يفسر ارتباط العديد من المسؤولين القطريين بعمليات إعلامية وحملات أخرى غير مشروعة تتعلق بفضيحة الفيفا”.

دعم الإرهاب

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه منذ مقاطعة الدول العربية الأربع لقطر، أصبحت البلاد أقرب إلى إيران وتحتفظ بعلاقاتها مع العديد من الجماعات الإرهابية، بما فيها حركة حماس وميليشيا حزب الله.

وفي الوقت نفسه، تتمتع قطر بعلاقات عسكرية وثيقة مع الولايات المتحدة وتستضيف قاعدة العديد الجوية، التي تعتبر مهمة لعمليات مكافحة الإرهاب الأميركية.

وأضاف “فري بيكون”: “سحبت هذه الروابط قطر في اتجاهات متعددة، وعززت مخاوف مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين من أن الدوحة تتسبب بأضرار أكثر من المنافع”.

قطر تعرف جميع الأشرار

وقال جيم هانسون، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة الأمريكية، ويعمل الآن رئيساً لمجموعة الدراسات الأمنية أن “السبب في كونهم متعاونين جداً في عمليات مكافحة الإرهاب هو أنهم يعرفون جميع الإرهابيين لأنهم يمولونهم. إنهم يتمتعون بعلاقات مع جميع الأشرار، ويستخدموننا كغطاء لنفوذهم الخبيث لدى الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم”.

ربما يعجبك أيضا