تحذيرات دولية للبنان من عودة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

خالد شتات

رؤية – مي فارس

بعد إعلان وقف النار بين جبهة النصرة وحزب الله، يطغى على المشهد السياسي الحديث عن التحضيرات العسكرية الجارية لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع والتي يفترض أن يتولاها الجيش اللبناني.

وبدأت الاستعدادات فعلاً لتنفيذ البنود العملية الخاصة بانسحاب مسلحي “النصرة” وأعداد من النازحين السوريين معهم من جرود عرسال إلى إدلب، مع بدء العد العكسي لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع إذا تبين ان تنظيم “داعش” لن يفاوض للانسحاب أسوة بـ”النصرة”.

وبينما يتصرف الجيش وقيادته كأن المعركة حاصلة حتماً، أفادت صحيفة “النهار” ان الساعة الصفر لبدء انسحاب مسلحي “النصرة” من المواقع التي حوصروا فيها حددت في الخامسة صباح اليوم السبت وان نقطة التجمع الكبيرة للانسحاب ستكون في وادي حميد ومنها تنطلق قوافل المسلحين والنازحين في اتجاه معبر جوسية المقفل منذ سنوات ومنه الى الداخل السوري.

وينص الاتفاق على انسحاب المسلحين ومن يشاء معهم من النازحين المدنيين واطلاق أسرى “حزب الله” لدى “النصرة”.

واستمرت أمس عمليات تسجيل الراغبين في الرحيل إلى ادلب مع المجموعة المسلحة من “النصرة” التي تقدر مع قائدها أبو مالك التلي بنحو 120 مسلحاً، واللافت أن عدد المدنيين الراغبين في الرحيل وصل في شكل غير متوقع إلى نحو ثلاثة آلاف شخص عملت لجنة رسمية مكلفة الترتيبات اللوجستية على تأمين عدد كبير من الباصات اللازمة لنقلهم. وبعد ظهر امس دخلت “لجنة هيئة تحريرالشام” بلدة عرسال وتولى أحد أعضائها “ابو الخير” التحدث مع اللاجئين وتسجيل أسماء الراغبين من المدنيين في الخروج إلى إدلب. وكان عقد اجتماع داخل مسجد أبو طاقية في البلدة حضره رؤساء مخيمات عرسال التي تتجاوز 100 مخيم وعدد كبير من اللاجئين المهتمين بالعودة إلى إدلب.

وستواكب اللجنة الدولية للصليب عملية نقل اللاجئين المدنيين والمسلحين الذين سمح لهم باخذ سلاحهم الفردي وسينقلون على خمس دفعات وعند وصول كل دفعة إلى منطقة تسيطر عليها “جبهة فتح الشام” في الأراضي السورية يسلم أسير من أسرى “حزب الله” الخمسة لدى “جبهة فتح الشام” ويرجح أن تسلك القوافل طريق عرسال – فليطا – قارة – حمص – حماه وادلب.

في المقابل، تفقد رئيس أركان الجيش اللواء الركن حاتم مالك أمس الوحدات العسكرية المنتشرة في مناطق القاع ورأس بعلبك وعرسال وعاين التحضيرات الميدانية الجارية. وقد تكثفت الاستعدادات للمعركة كانها حاصلة كما تؤكد مصادر معنية، علما أن تحديد الساعة الصفر لا يبدو سريعاً فيما لا تزال امكانات التفاوض غامضة وشرطها الرئيسي الذي تضعه الدولة كشف مصير العسكريين المخطوفين لدى “داعش”.

وعلى صعيد ما جرى في جرود عرسال، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري “أن ثمة مراحل لإنهاء دور الإرهابيين في الجرود، خصوصاً ان المساحات التي يسيطر عليها تنظيم ” داعش”، تزيد ضعفين عن المنطقة التي كانت تسيطر عليها” جبهة النصرة”.

وردد بري أمام زواره “ان دور الجيش أصبح أكبر بلا شك بعد معارك جرود عرسال التي كانت حساسة وخطرة بسبب قربها من مخيمات اللاجئين التي عمل الإرهابيون للإختباء فيها الأمر الذي كان يصعب عملية إخراجهم”.
ويفترض بري أن “دور الجيش ومهماته أصبح أكبر مع داعش”.

وبدا أن الكلام عن معركة سيخوضها الجيش اللبناني ضد “داعش” في جرود القاع ورأس بعلبك من الجهة اللبنانية تثير تساؤلات وتحمل هواجس عن إقحام الجيش في معركة قد تمتد الى الداخل السوري ويشارك فيها” الحزب  من الجهة السورية إذا بدا أن المواجهات صعبة، أو اذا كان اتخذ قرار نهائي بالمعركة التي لم تتضح ملامحها وسيناريواتها حتى الآن.

تظهر الى العلن وفق مصادر سياسية تساؤلات السياسية عن أسباب اتخاذ الجيش قراره بالقتال وتنظيف الجرود، ولماذا لم يتخذ هذا القرار في المعركة مع “النصرة”؟ باعتبار أن المواجهة كانت مباشرة في جرود عرسال اللبنانية.وإذ يأتي تأكيد قيادة الجيش على أن المعركة مع “داعش” هي جزء من الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب، إلا أن الأمور قد تذهب في اتجاه آخر، عندما يشارك “حزب الله” في المعركة حتماً من الجهة السورية، أو من الجهة التي سيطر عليها بين حدود التنظيمين الإرهابيين، “داعش” و”النصرة”، علماً أن الساعة الصفر لم تحدد بعد، وهي قد تأخذ وقتاً، لا سيما بعد الانتهاء من تسوية التبادل في جرود عرسال بين “النصرة” و”حزب الله”. وقد تأخذ الأمور منحى آخر، فتتجه الى التسوية أيضاً بإخراج “داعش” من الجرود على رغم أن الأمر أكثر صعوبة، حيث لا يعرف إلى أي منطقة سيتم ارسال مسلحيه بعد الهزائم التي تعرض لها في مختلف مناطق سوريا.

وتلفت المصادر الى ضرورة ترقب التطورات في منطقة الجرود التي يحشد فيها الجيش، وسط الحديث عن ضغوط دولية جديدة على لبنان، تحذره من العودة الى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، خصوصاً وأن المعركة المقبلة اذا حصلت، لن يكون “حزب الله” خارجها. وهو ما يعني تأكيد التنسيق والمشاركة أو “التلاحم” بين الجيش والمقاومة، وما يتركه ذلك من تداعيات على الوضع اللبناني برمته.

ربما يعجبك أيضا