تحليل| أوروبا تبدأ الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. لماذا الآن؟

إسراء عبدالمطلب

دول كثيرة وتحديدًا أوروبية أعلنت عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الآونة الأخيرة.


نقلت وسائل إعلام إسبانية، اليوم الثلاثاء 2 إبريل 2024، عن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيز، قوله خلال جولة في الشرق الأوسط، إن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول شهر يوليو.

ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية وصحيفتي “الباييس” و”لابانجوارديا” عن سانتشيز، خلال جولة في الشرق الأوسط، أنه يتوقع أن تتكشف أحداث في الصراع قبل انتخابات البرلمان الأوروبي في أوائل يونيو، وسلط الضوء على مناقشات جارية في الأمم المتحدة.

رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز

رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز

إسبانيا تعترف بالدولة الفلسطينية

قال سانتشيز للصحفيين المرافقين له في رحلته في وقت متأخر من الاثنين 1 إبريل 2024، في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك خلال اليوم الأول من جولة تشمل الأردن وقطر والسعودية، إنه يتوقع أن تعترف إسبانيا بالدولة الفلسطينية “بحلول يوليو المقبل”، مضيفًا أنه يعتقد أنه سيكون هناك قريبًا “كتلة محركة” داخل الاتحاد الأوروبي، لدفع العديد من الدول الأعضاء إلى تبني نفس الموقف.

وقال سانتشيز خلال اجتماع للمجلس الأوروبي يوم 22 مارس 2024، إنه اتفق مع زعماء كل من أيرلندا ومالطا وسلوفينيا على “اتخاذ الخطوات الأولى” للاعتراف بالدولة الفلسطينية. مضيفًا أنه يتوقع أن يتم الاعتراف “خلال الدورة التشريعية الحالية” التي تستمر 4 سنوات، والتي بدأت العام الماضي.

وردًا على ذلك، أبلغت إسرائيل الدول الأربع أن خططها بمثابة “مكافأة للإرهاب” ومن شأنها أن تقلل من فرص التوصل إلى حل تفاوضي للصراع في غزة. واتفقت الدول العربية والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في إسبانيا، في نوفمبر الماضي، على أن حل الدولتين “هو الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”. ومنذ عام 1988، اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.

هل تعترف أوروبا بدولة فلسطين؟

سبق أن أعلنت بلجيكا أنها قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية من حيث المبدأ، وأنها ستفعل ذلك عندما يحين الوقت المناسب، أما رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، فسبق أن وصف القرار المشترك بين البلدان الأربعة بأنه يمكن اعتباره بمثابة وسيلة ضغط لاتخاذ خطوات ودعم الجهود الرامية إلى استئناف محادثات السلام.

ومن جانب آخر، سبق أن أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، انفتاحها على الاعتراف بدولة فلسطينية “شريطة أن يكون ذلك ثمرة لمفاوضات”، وقالت أن “الدولة الفلسطينية التى يجب إنشاؤها لا بد أن تكون قابلة للحياة، ويجب أن تقوم على أرض متصلة، مع وجود سلطة فلسطينية يجب إعادة تنشيطها”.

حق وليس منة

من جانبه، قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبولحية، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن دول كثيرة وتحديدًا أوروبية أعلنت عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الآونة الأخيرة وذلك على أثر حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني وكأنهم يريدون أن يخففوا من ضغط شعوبهم عليهم بسبب مواقفهم الداعمة لاسرائيل وسياستها على مدار السنين.

وأضاف أبولحية أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يعتبر منة من دولة لشعبنا الفلسطيني وإنما هو حق ولذلك على الدول التي تتملص من هذا الحق إرضاءً لدولة الإحتلال الإسرائيلي أن تكف عن سياستها وأسلوبها هذا والاعتراف بشكل فوري دون البحث عن عوائق أو حجج واهية تؤجل هذا الاعتراف”.

الدكتور جهاد أبولحية

الدكتور جهاد أبولحية

دولة فلسطينية مستقلة

أشار أبولحية إلى أن الجميع بات مقتنع أنه يتعين أن يحصل الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة والمحمية وفقاً للقانون الدولي وفي مقدمة هذه الحقوق هي الدولة المستقلة وتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بذلك وبالتالي يعتبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة في هذا السياق.

وتابع: يتعين أن يكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يقتصر عند دولة ما أو عدد قليل من الدول وإنما يتوجب أن يكون الاعتراف من قبل كل دول العالم التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية وذلك في سبيل الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لاحترام القانون الدولي وقرارات المؤسسات الدولية والعمل على تبني مسار سياسي يصل في نهاية المطاف إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.

ربما يعجبك أيضا