تحليل| على الغرب التعامل بجديّة مع مسألة الطاقة

هل بإمكان الولايات المتحدة أن تُقدّم بديلًا للطاقة الروسية؟

محمد النحاس

خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023 وحدها، صدّرت الولايات المتحدة كميات من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا أكثر من أي وقت مضى، ويتدفق الآن ما يقرب من ثلثي صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، الأمر الذي يسمح لنا بالتوقف عن الاعتماد على الغاز الروسي وفي الوقت نفسه الاستمرار في ضمان أمن الإمدادات.


ذكر مقال نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن قرار الاعتماد على الغاز الروسي كان خطأ فادحًا، وحل هذه المشكلة يكمن في “العرض والطلب”.

وإذا أخذنا الطلب أولًا، فقد أنفق الاتحاد الأوروبي المليارات على تحوّل الطاقة والجهود المبذولة لدعم الوقود المتجدد والطاقة النظيفة، ورغم التكاليف الباهظة، فليس هناك أي احتمال لأن يتراجع الطلب الأوروبي على الغاز، فسوف تستمر التكنولوجيا والصناعة والبنية التحتية والمجتمعات في الاعتماد على الوقود التقليدي، وفق المقال.

الاعتماد على حليف قوي

وفق مقال “ناشونال إنترست”، الحل الوحيد يتلخص في تأمين إمدادات كبيرة من الغاز “غير الروسي” إلى أوروبا، وفق المقال، فإن الحل الأمثل أن يكمن في أن يأتي من “حليف قوي”، عن طريق الإبحار عبر المحيط الأطلسي (الولايات المتحدة).

خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، صدّرت الولايات المتحدة كميات من الغاز الطبيعي المُسال إلى أوروبا أكثر من أي وقت مضى، ويتدفق الآن ما يقرب من ثلثي صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، الأمر الذي يسمح لنا بالتوقف عن الاعتماد على الغاز الروسي وفي الوقت نفسه الاستمرار في ضمان أمن الإمدادات.

تراجع صادرات الغاز الروسي

انخفضت حصة الغاز الروسي من 41% في أوروبا 2021 إلى 8% في 2023، وهو نجاح كبير، كما أن الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة أقل تلويثًا من الغاز الروسي، ويمكن توسيع إمداداته بشكل كبير مع قيام الولايات المتحدة ببناء المزيد من المحطات المخصصة للغاز الطبيعي المسال.

ووفق المقال، سوف تتمتع أوروبا بالأمن والقدرة على التنبؤ في ما يتعلق بإمدادات الطاقة لعقود قادمة، تمامًا كما ستحصل الولايات المتحدة على عائدات ضخمة من الطاقة الجديدة وازدهار فرص العمل في ولاياتها الجنوبية، حيث تتركز محطات الغاز الطبيعي المسال.

تقويض مساعي بوتين

كان انعدام أمن الطاقة في قطاع التصنيع يشكل دومًا أهمية مركزية في “لعبة بوتين الإمبرياليّة الجديدة” الرامية إلى تقسيم أوروبا واستعادة نفوذه، على حد وصف المقال، الذي يشدد هنا على ضرورة أن يكون أمن الطاقة في قلب الوحدة الجماعيّة للغرب، وهو أمر من شأنه أن يعزز الروابط بين ضفتي الأطلسي (أوروبا الولايات المتحدة).

وفق المقال، فإن البنية الأساسية لتعزيز هذه الروابط قائمة بالفعل كما أن الإرادة السياسية آخذة في النمو، وستكون المكاسب الاقتصادية والسياسية كبيرة، كما أنّ “الصمود الجماعي” سيكون له العائد الأكبر، ويشدد المقال على ضرورة الالتزام ببنود معاهدة واشنطن، وخاصة فيما يتصل بالتعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة.

ربما يعجبك أيضا