ما أبرز دروس التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

التصعيد المحدود يظل يحمل مخاطر جادة.. دروس من التصعيد الإيراني الإسرائيلي

محمد النحاس
لوحة إعلانية تصور الصواريخ الباليستية الإيرانية، مع نص يقول "الوعد الصادق".. "إسرائيل أضعف من بيت العنكبوت"، في ساحة ولي عصر وسط طهران

هناك درس أساسي يتمثل في أن عدم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يشكل مصدراً رئيسياً للعنف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ولطالما ظل الصراع الفلسطيني يشكل "جرحاً إقليمياً مفتوحاً"فإن نشوب حرب إقليمية يظل احتمالاً مرتفعاً.


هناك جملة من الدروس المُستفادة من التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل في الشرق الأوسط. وكان تبادل الهجمات الجوية مؤخرًا بين تل أبيب وطهران حدثًا بارزًا يرقى بأن يوصف بأنه “نقطة تحول” في الشرق الأوسط. حسب مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية.

وكانت الهجمات بالفعل ذات أهمية تتجاوز الأضرار المادية التي تسببت فيها، ولكن من المهم عدم المبالغة في تقدير مدى التحول عند هذه النقطة، فضلًا عن فهم الدروس التي يحملها هذا الحدث بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة المستقبلية تجاه الشرق الأوسط.

رد مدروس

وفق تحليل المجلة الأمريكية في 26 أبريل 2024، يجب أن يُقرأ القصف الصاروخي الإيراني في 13 أبريل على أنه جزء من رد فعل متدرج على الاستخدام الإسرائيلي المتكرر للعنف، بما في ذلك التخريب والاغتيالات، على الأراضي الإيرانية، وبالنظر إلى حجم وطبيعة الاستفزازات، فإن الرد الإيراني إجمالًا كان منضبطًا.

وحتى الرد الإيراني الأخير كان أكثر تحفظًا مما كان يمكن أن يكون لو كانت إيران تنوي إلحاق أضرار وخسائر كبيرة، لا يمكن أن يكون إسقاط الغالبية العظمى من المقذوفات مفاجأة للقادة الإيرانيين، حيث يدركون -وفق التحليل- قدرات أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المستخدمة بشكل متكرر.

وتحدث الإيرانيون علنًا عن نواياهم. وبدأوا الهجوم بطائرات بدون طيار بطيئة الحركة، مما أتاح لكل من إسرائيل والولايات المتحدة الوقت لتفعيل الدفاعات بنحوٍ فعال.

أمريكا تشجع سلوك إسرائيل

رأت المجلة أن عدم رغبة الولايات المتحدة في قول “لا” لإسرائيل يشجع السلوك الإسرائيلي المتهور والمزعزع للاستقرار في المنطقة.

حسب التحليل، كان السلوك الأكثر الخطورة هو ما فعلته إسرائيل بقطاع غزة، وكان الهجوم على القنصلية  الإيرانية امتدادًا لذلك. 

وينظر إلى الفشل في إعطاء أي أضواء حمراء لصانعي القرار الإسرائيليين على أنه ضوء أخضر ضمني، في حين جعلت المساعدات “السخية” دون شروط صناع القرار يتوقعون أن إسرائيل لن تواجه أي عواقب مهما فعلت.

استخدام القوة

وفق التحليل، فإن التصعيد أظهر أن استخدام القوة العسكرية لتغيير الواقع أمر ناجح، ومن المحتمل أن يتم استخدام هذا التكنيك مرة أخرى.

ويوضح التحليل أن الهدف الأساسي للهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية هو إثارة هجوم مضاد إيراني من شأنه أن يحول الأضواء الدولية بعيدًا عن الهجوم الإسرائيلي الكارثي على قطاع غزة، ويحوّلها إلى ما تفعله دول إقليمية أخرى بإسرائيل، وخاصة إيران، وقد نجح.

وسرعان ما أصبحت التغطيات الإعلامية والنقاشات السياسية بشأن الشرق الأوسط تتركز على الصواريخ الإيرانية التي يتم إطلاقها على إسرائيل.

حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

تعاملت الكثير من هذه التغطيات مع الهجوم الإيراني كما لو أنه صاعقة مفاجئة، وبالكاد ذكرت أنه كان انتقامًا لهجوم إسرائيلي على قنصلية إيرانية.

هناك درس آخر أساسي يتمثل في أن عدم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يشكل مصدرًا رئيسًا للعنف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ولطالما ظل الصراع الفلسطيني يشكل “جرحًا إقليميًا مفتوحًا” فإن نشوب حرب إقليمية يظل احتمالًا مرتفعًا.

ربما يعجبك أيضا