كيف ساعدت كوريا الشمالية إيران في هجومها على إسرائيل؟

تاريخ من التعاون الوثيق.. هكذا ساعدت كوريا الشمالية إيران في برنامجها الصاروخي

محمد النحاس

 شهاب - 3 ليس سوى نسخة معدلة عن الصاروخ الكوري الشمالي "نودونج" (NoDong).  ويتراوح مدى صاروخ "شهاب-3" بين 1300 و1500 كيلومتر، لكن "عماد" يبلغ مداه حوالي 1700 كيلومتر، ومداه الأطول يمكنه من استهداف إسرائيل. 


السبت الماضي، كانت إسرائيل على موعد غير سار مع الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، في هجوم هو الأول من نوعه. 

وفي حين كان الهجوم كبيرًا، حيث يربو تعداد ما أطلقته إيران على من مسيّرات وصواريخ باليستية وكروز 300 إجمالًا، إلا أنه كان محدود التأثير وتمكن المُدافع من التصدي بنحو فعال، لكن هناك سؤال آخر يطرحه الواقع: كيف حصلت إيران على التقنية اللازمة لترسانتها الصاروخية؟ 

ما هو صاروخ “العماد”؟

في هجومها غير المسبوق على إسرائيل السبت 13 أبريل 2024، استخدمت إيران نحو 120 صاروخًا باليستيًا، حوالي 50% من إجمالي الصواريخ فشل إطلاقها أو تحطمت من تلقاء نفسها في الجو.

لكن من أين حصل الإيرانيون على التكنولوجيا اللازمة لتجميع أنظمة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى؟

وفق تحليلات الصور والبيانات المتاحة، فإن العديد من الصواريخ الباليستية كانت من طراز “عماد”، وهو نسخة مطورة من شهاب-3، وفق تحليل لبروس إي بيكتول، في مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية. 

“شهاب-3” ليس سوى نسخة معدلة عن الصاروخ الكوري الشمالي “نودونج” (NoDong).  ويتراوح مدى صاروخ “شهاب-3” بين 1300 و1500 كيلومتر، لكن “عماد” يبلغ مداه حوالي 1700 كيلومتر، ومداه الأطول يمكنه من استهداف إسرائيل.

تعاون وثيق

في عام 1993 أجرى الكوريون الشماليون اختبارًا لـ”نودونج” لإيران التي طلبت بعد التجربة، العشرات من هذه الصواريخ وقاذفاتها.

وفي وقت لاحق، بناءً على طلب طهران، بنت كوريا الشمالية منشأة تصنيع لأنظمة نودونج في إيران، والتي تسمى الآن شهاب 3، وما زال الإيرانيون بحاجة إلى الدعم الفني وأجزاء من الصواريخ.

بمجرد أن أصبح الصاروخ جزءًا من الترسانة الإيرانية، دأب الإيرانيون على تطويره حتى نتج عن هذه الجهود “عماد” بمدى أطول وقد أعلنت عنه إيران عام 2015.

رددت إيران أن صاروخ “عماد” قد بلغ مدى يصل إلى 1700 كيلومتر، وباستهدافها إسرائيل ثبت صحة المدى المُعلن. ووفقًا للإيرانيين أيضًا، فإن الصاروخ أكثر دقة مقارنةً بالكثير من الصواريخ الأخرى الموجودة في مخزون طهران؛ الهجوم على إسرائيل أثبت أن ذلك، ليس صحيحًا. 

إيران وكوريا الشمالية

حسب المحلل والعسكري السابق، بروس إي بيكتول، فلا شك في أن الكوريين الشماليين قدموا المساعدة في تطوير مدى الصاروخ، واصفًا بأنه ليس سوى نسخة مطورة من شهاب 3. 

وبما أن شهاب 3 هو نسخة من صواريخ نودونج التي أرسلتها كوريا الشمالية إلى إيران، فهذا يعني أن الإيرانيين نفذوا هجومهم بفضل المساعدة من كوريا الشمالية، وفق التحليل.

وتعززت الشراكة، بين طهران وبيونج يانج -النظامان المعارضان للولايات المتحدة-  في أعقاب سقوط الشاه في أواخر السبعينيات، وبحلول الحرب الإيرانية العراقية أصبحت كوريا الشمالية موردًا كبيرًا للأسلحة إلى إيران.

سجل حافل من التعاون

بحسب النائب السابق لممثل الولايات المتحدة في المحادثات السداسية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية، جوزيف ديتراني، فإن “برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا التي تقدمها كوريا الشمالية”.

وأكد في حديثه لإذاعة صوت أمريكا أن هذه المساعدة “تعودة إلى الثمانينيات، مرورًا بالتسعينيات ووصولاً لأوائل القرن الحادي والعشرين”، غير أن هناك دلائل على أن المساعدة لم تقف عند هذا الحد، وفي عام 2016 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على إيران بسبب نشاط تعاون في الأنظمة الصواريخ مع كوريا الشمالية. 

وقد انسحبت الولايات المتحدة، في عهد ترامب، عام 2018 من خطة العمل الشاملة المشتركة، ليتسارع التعاون العسكري بين إيران وكوريا الشمالية، كما جرى توثيق التعاون المستمر بين بيونج يانج وطهران من قِبل لجنة من خبراء الأمم المتحدة في 2021، وفقًا لمجلة “ناشونال إنترست”.

ربما يعجبك أيضا