تركيا تدشن حاملة طائرات جديدة.. حاجة عسكرية أم دعاية انتخابية؟

عمر رأفت
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

يحاول أردوغان كسب ود مؤيديه في تركيا قبل الانتخابات الرئاسية.


دشنت تركيا، يوم الاثنين 10 إبريل 2023، حاملة للطائرات المسيرة، أطلق عليها أسم تي سي جي أناضولو (TCG Anadolu).

وذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية، أن التدشين يأتي ضمن مساعي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ، في دعم حظوظه للفوز بفترة رئاسية جديدة، قبل شهر تقريبًا من الانتخابات الرئاسية، التي تعقد مايو المقبل.

حاملة طائرات تركية جديدة

قالت بلومبرج إن تلك الحاملة ستزيد من قدرات تركيا في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط ​​، اللذين تتصاعد فيها التوترات بسبب الخلافات الإقليمية مع اليونان وقبرص، مضيفة أن الرئيس التركي يحاول كسب دعم مؤيديه، في ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد.

اقرأ أيضًا| أردوغان يندد باقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى

وقال أردوغان، خلال الحفل المتلفز: “نحن سعداء وفخورون، لكن هذا لا يكفي، إن شاء الله، سننجح أيضًا في بناء حاملة طائرات كاملة، وكنا على اتصال بالعديد من البلدان بشأن هذا المشروع”.

قدرات حاملة الطائرات التركية

أشارت بلومبرج إلى أن الحاملة التركية الجديدة يمكن تزويدها بعشرات طائرات الهليكوبتر، وأحدث جيل من الطائرات من دون طيار بيرقدار، إلى جانب الدبابات والمركبات القتالية المدرعة، وتتمتع بقدرات لوجستية تمكنها من نقل قوة عسكرية بقوام كتيبة على الأقل، إلى مناطق الأزمات المحتملة.

أردوغان

أردوغان

وذكرت وكالة الأنباء التركية الرسمية أن طول تلك الحاملة يبلغ 231 مترًا وعرضها 32 مترًا، وبإمكانها حمل 13 دبابة و27 مركبة برمائية مدرعة، و6 ناقلات جنود، و33 مركبة عسكرية و15 مقطورة، أي بمجموع 94 مركبة.

اقرأ أيضًا| مرشح منشق قد يلقي بطوق نجاة لأردوغان في انتخابات الرئاسة

أردوغان يهاجم السفير الأمريكي

في سياق متصل، أدان أردوغان السفير الأمريكي لدى أنقرة، جيفري فليك، على خلفية لقائه مرشح تحالف المعارضة للرئاسة، كمال كليتشدار أوغلو، قبل الانتخابات.

ونشرت السفارة الأمريكية في أنقرة صورة للقاء فليك مع كيلتشدار أوغلو، الأسبوع الماضي، وأفادت بأنهما تحدثا عن قضايا ذات اهتمام مشترك لبلدانهما.

أردوغان

أردوغان

إجراء دبلوماسي طبيعي

أفادت وكالة الأنباء التركية الرسمية، الاثنين الماضي 3 إبريل 2023، أن أردوغان قال إن مهمة السفير هي التعامل مباشرة مع الرئيس، وأن بلاده بحاجة لتعليم أمريكا درسًا في هذه الانتخابات.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الأمريكية، عن الزميل غير المقيم في المؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية، نيكولاس دانفورث، الذي يركز على تركيا، أن اجتماع فليك مجرد إجراء دبلوماسي طبيعي، مضيفًا: “في هذا اللقاء، تحاول واشنطن إرسال إشارة مفادها بأنها تراقب هذه الانتخابات، وتأخذ الانتخابات الديمقراطية على محمل الجد، وتريد رؤية نتيجة عادلة”.

كليتشدار أوغلو

كليتشدار أوغلو

الرئيس الأمريكي يدعم المعارضة التركية

قال محلل السياسة الخارجية في أنقرة، أيدين سيزر، لموقع ذا ميديا لاين إنه يعتقد أن الاجتماع كان جزءًا من اتصال عادي بين الحكومة الأمريكية وأحزاب المعارضة.

اقرأ أيضًا| كليتشدار أوغلو ضد أردوغان.. استطلاعات لانتخابات الرئاسة التركية

وقبل فوز الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في انتخابات عام 2020، قال لصحيفة نيويورك تايمز إن على الولايات المتحدة التعامل مع المعارضة في تركيا ودعمها، وأضاف: “يمكننا دعم تلك العناصر من القيادة التركية، والاستفادة منها أكثر وتشجيعها، لتكون قادرة على مواجهة أردوغان وهزيمته”، مضيفًا أنه كان يشير إلى العملية الانتخابية.

المعارضة

المعارضة

علاقات متروترة بين أنقرة وواشنطن

شابت العلاقات الأمريكية التركية الكثير من التوترات، بسبب عدة قضايا، بما في ذلك شراء أنقرة نظام دفاع جوي روسي مضاد للصواريخ S-400، ورأى المحللون أن الاتفاق يرمز إلى محاولة تركيا تقليل اعتمادها على الحلفاء الغربيين، والتحرك نحو موقف جيوسياسي أكثر استقلالية.

وردًا على ذلك وكعقاب، جرى طرد أنقرة من برنامج الطائرات المقاتلة F-35، ومع أسطولها القديم من الطائرات العسكرية، وتحاول شراء F-16، لكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن، وقال أيدين سيزر إن طائرات F-35، وهي الأحدث من F-16 ، مهمة على نحو لا يصدق لتركيا.

ماذا إن انتصرت المعارضة

توقع محلل السياسة الخارجية أن يعزز زعيم حزب الشعب الجمهوري العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية، من أجل تحسين اقتصاد البلاد، وسط وضع مالي مزرٍ، شهد ارتفاعًا في معدلات التضخم.

وأضاف أن كليتشدار أوغلو سيتقرب من الجماعات الكردية في تركيا، ما سيكون له تداعيات في سوريا، في حين يعتقد دانفورث أن كلاً من واشنطن وأنقرة ستعملان بجد لبناء علاقات أقوى، ويتوقع التوصل إلى حلول وسط بشأن بعض القضايا الرئيسة.

وقال دانفورث: “إذا انتصرت المعارضة، فسيقابل هذا بكثير من حسن النوايا من واشنطن والعواصم الأوروبية، وأضاف أن حزب الشعب الجمهوري سيستمر على الأرجح في الضغط من أجل سياسات جيوسياسية أكثر استقلالية، لكنها سياسات تعتقد الحكومة أنها في مصلحة تركيا”.

 

ربما يعجبك أيضا