تساهل دولي.. هكذا وجدت الأسلحة الإيرانية طريقها للأسواق العالمية

محمد النحاس
أسلحة إيرانية

مع سعي إدارة بايدن لاحتواء أو تقليل الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة من قبل إيران ووكلائها ضد إسرائيل، يجب أن ندرك أن الشرق الأوسط تغمره بالفعل الصواريخ الإيرانية كما أنها لا تقف عند هذا الحد.

مؤخرًا، زعمت دولة الاحتلال أن إطلاق قذيفة مدفعية إيرانية من جانب حزب الله اللبناني أدى إلى مقتل 12 طفلًا في شمال إسرائيل، ما أدى إلى تصعيد خطير، حيث قتل الإسرائيليون نائب الأمين العام لحزب الله، في حين يسعى الحزب الآن للانتقام.

هجوم الحوثي

هذه الضربة تلتها هجوم تاريخي لأول طائرة مسيّرة بعيدة المدى من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن ضد تل أبيب، ما أسفر عن مقتل شخص واحد. 

المسيّرة كانت مصنوعة في إيران وأكملت مسارًا بطول 2600 كيلومتر حتى وصلت إلى تل أبيب، وفق مقال لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية، نشرته في 13 أغسطس 2024.

إيران في سوق السلاح العالمي

بينما تعتبر الأنظمة الهجومية بعيدة المدى المنتشرة في المواقع الأمامية جزءًا أساسيًا من استراتيجية “حلقة النار” الإيرانية ضد إسرائيل، فإن هذه ليست المشكلة الوحيدة في انتشار الأسلحة التي تتعامل معها الإدارة الأمريكية.

تستفيد إيران من بيئة دولية أكثر تساهلًا لتوسيع سجلها في انتشار الأسلحة إلى الفاعلين غير الدوليين لتصبح بائعًا للأسلحة للدول.

ويمكن لإيران جذب اهتمام الدول من خلال تسليط الضوء على دور أنظمتها منخفضة التكلفة، مثل الطائرات المسيرة، التي لعبت دورًا في ساحات المعارك.

الحرب الروسية الأوكرانية

على سبيل المثال، فإن الطائرة المسيّرة “شاهد-136” والتي تُعرف أيضًا باسم “جيرين-2″، كان لها دور كبير في حرب روسيا مع أوكرانيا.

أطلقت موسكو حوالي 4600 مسيّرة في أول عامين من النزاع، كما ظهرت نفس الطائرة في هجوم إيران ضد إسرائيل في 13 أبريل، وبعيدًا عن أوكرانيا وإسرائيل، شوهدت المسيّرات الإيرانية في قارتين أخريين على الأقل.

إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية

في فنزويلا، تشير التقارير إلى أن طهران ساعدت كاراكاس في إنتاج الطائرات المسيّرة المحلية منذ 2012، واليوم، تستخدم القوات المسلحة الفنزويلية طائرة “مهاجر-2” الإيرانية، المعروفة باسم “أنسو-100″، بالإضافة إلى “أنسو-200” الأحدث، التي تشبه إلى حد كبير “شاهد-171” الإيرانية. 

طائرة مسيرة

طائرة مسيرة

في إثيوبيا، لعبت المسيّرات الإيرانية دورًا كبيرًا في الحرب في منطقة تيجراي الشمالية، حيث نشرت القوات الإثيوبية طائرات “مهاجر-6”. وبالمثل، في الحرب الأهلية السودانية، ساعدت طائرات “مهاجر-6” الإيرانية القوات المسلحة السودانية في إعاقة تقدم قوات الدعم السريع.

ليس من المفاجئ إذن، حسب المقال، أن يتم إدراج المسيّرات في اتفاقية الأسلحة بقيمة 500 مليون دولار بين إيران وأرمينيا، وفي حين نفت يريفان وطهران رسميًا الصفقة، من المحتمل أن يكون رفض إيران مدفوعًا باعتبارات محلية، وهي محاولة دبلوماسية للتلاعب بباکو.

رغبة في النمو

في يوليو الماضي، تحدث نائب إيراني عن زيادة كبيرة في صادرات الأسلحة خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيرًا إلى أن الإنتاج نما بمقدار مرتين ونصف بينما ارتفعت الصادرات في نفس الفترة. 

وأبرزت وكالة “تسنيم” المرتبطة بالحرس الثوري، أن طهران تهدف إلى أخذ مكان تركيا في سوق الطائرات المسيّرة العالمية بحلول 2028، ساعية للاستحواذ على ربع هذا السوق، بما يُعادل حوالي 6.5 مليار دولار. وبعيدًا عن تزويد المسيّرات، سهّلت طهران أيضًا بناء القدرات للدول المهتمة بإنتاج المسيّرات المُصممة في إيران. 

وافتتحت إيران مصنعًا لإنتاج المسيّرات في طاجيكستان في 2022 لطائرة “أبابيل-2″، بينما يظل وضع هذه المنشأة غير واضح، فإن روسيا تسارع في المنطقة الاقتصادية الخاصة “ألابوغا” لتشغيل طائرة “جيرين-2”.

المعارض العسكرية

هناك طريقة أخرى قد تسعى إيران من خلالها لتوليد الاهتمام بأسلحتها، وهي من خلال زيادة حضورها في المعارض العسكرية.

في عام 2024، عرضت طهران أنظمتها العسكرية في أكشاك بمعارض الدفاع في ماليزيا وقطر والعراق، كما كانت موسكو وبلغراد قد عرضتا أيضًا إنتاج مُصنعي الأسلحة الإيرانيين في معارض عسكرية العام السابق.

الموقف الدولي

باستثناء العقوبات الأمريكية والأوروبية، لا تواجه إيران اليوم أي قيود دولية على الانخراط في التجارة العالمية للأسلحة. 

وقد نتج ذلك عن انتهاء الحظر على الأسلحة واختبارات الصواريخ وانتقالها في أكتوبر 2020 و2023، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي ثبت اتفاق النووي الإيراني لعام 2015. 

هذا الحظر لم يمنع إيران من حضور معارض الأسلحة الإقليمية، ولا من إجراء اختبارات صواريخ أو نقل أسلحة، إلا أنه خلق سابقة دولية لاتخاذ إجراءات متعددة الأطراف ضد طهران ووسّع التحالف لإنفاذ العقوبات، وعندما توقفت هذه العقوبات، عززت إيران تلك الأنشطة.

ربما يعجبك أيضا