تطبيق «يورو» فتوى.. أداة الإخوان بنشر الكراهية

جاسم محمد

رؤية – جاسم محمد

منذ أن أطلق المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (ECFR)، تطبيق Euro Fatwa، أثار الكثير من المشاكل داخل المجتمعات الأوروبية، بسبب تحريضه على الإرهاب. وحال صدور تطبيق “يورو فتوى” سرعان ما انتقدته الصحافة الأوروبية خاصة الألمانية والبريطانية، بسبب محتواه البغيض، الذي كتبه يوسف القرضاوي، والذي تضمن تصريحات عنيفة معادية للسامية، لكن القرضاوي سرعان ما عم على  إلى إزالة المقدمة، دون التنديد بها واستبدلها بمقدمة أخرى، كتبها الجديد لرئيس المجلس الأوروبي للإفتاء الجديد، عبدالله الجدي.

وأصبح Euro Fatwa واحدًا من أكثر 100 تطبيق يتم تنزيلها بشكل متكرر في جميع أنحاء العالم ، خاصة في أوروبا والغرب، المخاوف ألأوروبية عكستها تقارير الاستخبارات الأوروبية، تحذر فيه من  استقطاب الشباب والبالغين نحو التطرف.وقد أثارت شركة آبل ضجة بعد سماحها بعرض تطبيق خاص بفتاوى  القرضاوي، أحد القيادات جماعة الإخوان، وصاحب الفتاوى المثيرة للجدل سواء ما تعلق بالتفجيرات الانتحارية، أو جواز “الجهاد” في سوريا الذي شجع على التحاق مجموعات من الشباب العربي بجماعات مصنفة إرهابية في سوريا.

واتهمت صحيفة التايمز البريطانية، تطبيق “يورو فتوى” بأنه يساعد في الترويج لأفكار متشددة لمفتي جماعة الإخوان المسلمين المدرجة بقوائم الإرهاب في دول عربية، والتي تثار شكوك قوية في الغرب بشأن دورها في إنتاج الأفكار التي يتبناها الإرهابيون في دول مثل العراق وسوريا وليبيا. وقالت الصحيفة إن متجر آبل “آب ستور” يحتوي على تطبيق للفتوى مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين على الرغم من مخاوف الخبراء من أنه يعتبر أداة للتطرف. وقالت وكالة الأمن الداخلي الألمانية لصحيفة، إن التطبيق يعتبر “لبنة في بناء عملية التطرف”. يذكر انه تم إنشاء هذا التطبيق من قِبل المجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث، وهي مؤسسة أسسها يوسف القرضاوي، ومقرها العاصمة الأيرلندية دبلن، ويحرض على العنف والكراهية.

لطالما جذبت جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط اهتمامًا متباينًا على نطاق واسع، وقد اعتبرها العلماء مصدرًا للإرهاب. حظيت جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا باهتمام أكثر بسبب الشكوك التي تدور حولها، لكن أنشطتها الغامضة أدت إلى تكهنات واسعة حول شخصيتها. ينظر منتقدوها إلى المنظمات الأوروبية على أنها جزء من تنظيم دولي وأنشطة مشبوه وسرية يقودها مركزيا تعزز بناء مجتمعات موازية، وذات ازدواجية.

يعود وجود الإخوان المسلمين في ألمانيا، إلى عام 1960 عندما وطأ وصل حسن البنا ، سعيد رمضان ،  ميونيخ قبل بضع سنوات، بالإضافة إلى المركز الإسلامي الذي ترأسه ، هناك مجموعات أخرى تابعة مثل منظمة التجمع الإسلامي والمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا والجماعة الإسلامية في ألمانيا (ICG) ومقرها ميونيخ. ويعتبر إبراهيم الزيات زعيم الإخوان المسلمين الحالي في ألمانيا هو إبراهيم الزيات. وهو متزوج من ابنة أخت نجم الدين أربكان ، معلم رجب طيب أردوغان وربما يكون أهم شخصية في جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا. ويصادف أنه كان مساهمًا في بنك التقوى الذي يعتقد بدوره أن له علاقات مالية مع القاعدة. شارك في تأسيسها رئيسه وسلفه في ICG، علي غالب حمت – عضو سوري بارز في جماعة الإخوان المسلمين وصل إلى ألمانيا مع سعيد رمضان في الخمسينيات.

تتواصل شبكة الجماعة في أوروبا مع الإخوان المسلمين التركي والسوري، ترتبط الجماعات الفرنسية ارتباطًا مباشرًا بالأحزاب السياسية الرئيسية في الجزائر وتونس ودول شمال أفريقيا وحتى غرب أفريقيا. ويبدو أن جماعة الإسلام السياسي ـ الإخوان تعمل من خلال تسلسل هرمي واضح .

ماذا يعني نشر وإدخال “تطبيق يورو “فتوى، المثير للجدل  في فضاء عابر للحدود داخل أوروبا؟ وأي نوع من المشروع هو على وجه التحديد مشروع  الإخوان”أسلمة أوروبا”، الذي يتم استخدامه بشكل متزايد اليوم عبر القارة من قبل مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية ، بما في ذلك العديد من المسلمين؟ في وقت تهيمن عليه متغيرات أطروحة صراع الحضارات ، المشروع يثير الشكوك .

حذر كبير مديري مشروع مكافحة التطرف (CEP) الدكتور هانز جاكوب شندلر شركات التكنولوجيا الكبرى لعدم قدرتها على مكافحة التطرف على الإنترنت بشكل مستدام ، بما في ذلك التطبيقات الخطيرة مثل Euro Fatwa.. قال الدكتور شندلر: “لقد فشل التنظيم الذاتي بشكل واضح ويجب تعزيز اللوائح الحالية، طالما لا يوجد إطار تنظيمي أكثر صرامة، بما في ذلك الغرامات الكبيرة، والمزيد من الشفافية في الصناعة، ستظل مشكلات مثل تطبيق Euro Fatwa بدون حل”. 

سلط  مشروع مكافحة الإرهاب CEP، الضوء على حضور القرضاوي على وسائل التواصل الاجتماعي  ووثق البرنامج 15 فردًا ومنظمة متطرفة على صلة بالقرضاوي. وقد أعلن القرضاوي أن “خطف وقتل الأمريكيين في العراق واجب [ديني]” ودافع عن التفجيرات الانتحارية بأنها “عمليات استشهادية بطولية”. كما دعا القرضاوي المسلمين حول العالم إلى أن يصبحوا مقاتلين أجانب في سوريا ودعم “الجهاد حتى الموت” ضد إسرائيل. وما زالت جماعة الإخوان ومرشدها القرضاوي تقدم الدعم ألأيديولوجي والمادي للجماعات الإرهابية.

ويعتبر التطبيق واحد من التهديدات التي تواجه أوروبا، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه. جماعة الإخوان، هي التنظيم الأكثر خطورة الذي يعمل في جميع أنحاء أوروبا مع “حماية أوروبية”، بسبب عدم مراجعة أنشطة الجماعة من قبل الحكومات والبرلمانات الأوروبية. التطبيق يعتبر مثالا على الأدوات التي كان يستخدمها بما في ذلك الجمعيات الخيرية والمدارس الدينية والشركات.  خلصت مراجعة الحكومة البريطانية لعام 2015 لجماعة الإخوان المسلمين إلى أن “جوانب أيديولوجية وتكتيكات الإخوان المسلمين، في هذا البلد وفي الخارج، تتعارض مع قيم  بريطانيا – أوروبا وتتعارض مع مصالحها الوطنية وأمنها القومي”.

تزايدت مخاطر جماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة، في أعقاب هجوم أرينا الإرهابي عام 2017 مع الانتحاري سلمان عبيدي، والذي نزح نحو التطرف العنيف والإرهاب،  في مسجد تديره جماعة الإخوان المسلمين.  لقد نجحت الجماعات المتطرفة التكيف بسرعة مع الظروف والمتغيرات. وتستفد كثيرا من وسائل التواصل الاجتماعي. لقد حان الوقت لمراجعة جادة لنشاط الإخوان المسلمين داخل أوروبا. تحتاج الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، للنظر في التهديد القائمة والمستقبلية. لقد حان الوقت لأن تأخذ الحكومات الأوروبية قضية الإخوان المسلمين على محمل الجد بإجراء مراجعة إلى أنشطة جماعة الإخوان والى المجالس والمراكز المالية والاجتماعية والدينية التي تنشط خلفها.

ربما يعجبك أيضا