تطورات كورونا في تونس.. إصابة «الغنوشي» وتحذيرات من «وضع كارثي»

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يواصل الفيروس الانتشار وحصد مزيد من الضحايا عبر العالم، حيث تشهد تونس البلد العربي موجة وبائية غير مسبوقة، سجلت معها أعلى نسبة وفيات منذ بداية الجائحة، في وقت تعاني فيه الدولة التونسية أزمة صحية حادة غير مسبوقة بسبب انتشار فيروس كورونا ما أدى إلى وضع «كارثي» في المستشفيات وفق توصيف الناطقة باسم وزارة الصحة، حيث تكافح المنظومة الصحية لمواجهة الجائحة مع امتلاء أقسام العناية الفائقة ونفاد كميات الأكسجين وتعرض الفرق الطبية لإرهاق كبير، جعل التونسيون يبادرون إلى التبرع لدعم المستشفيات التي تُعنى بمرضى “كوفيد-19” والتي تشهد اكتظاظاً بسبب ارتفاع أعداد المرضى.

وضع صعب

فيروس كورونا في تونس أرشيفية 1

من جهته، أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية إيف سوتيران أن تونس تسجل عدد وفيات هو «الأعلى» في المنطقة العربية والقارة الإفريقية وتمر “بوضع صعب” قد يزداد سوءا، وبالتالي، تحتاج البلاد إلى مساعدة ولقاحات.

وأضاف أن تونس «أكثر شفافية في نشر المعطيات من دول أخرى«، و«عدد الوفيات الذي تنشره من دون شك قريب من الواقع». وأكد رئيس مكتب المنظمة في تونس أن «الوضع الصحي خطير، وكلّ المؤشرات حمراء».

وعلّل ذلك بتفشي الفيروس في كل أنحاء البلاد، وهذا “مقلق للغاية”، و”انتشار متحورة دلتا الشديدة العدوى والمتواجدة بكثافة”. وتشهد بعض الولايات التونسية “اليوم وضعا وبائيا مقلقا للغاية. مثل ما حدث في القيروان (وسط) وسليانة (وسط) وباجة (شمال غرب)، بالإضافة إلى تطاوين (جنوب) والقصرين (وسط)”.

إصابة الغنوشي

لأن الفيروس «عادل» لا يفرق بين غني وفقير، أو حاكم ومحكوم، فقد كشف مستشار رئيس البرلمان التونسي، الثلاثاء، عن إصابة رئيس البرلمان راشد الغنوشي بفيروس كورونا المستجد، قبل أن تؤكد الصفحة الرسمية لرئيس حزب النهضة الخبر قائلة «تأكدت إصابة رئيس مجلس نواب الشعب الأستاذ راشد الغنوشي، بفيروس كورونا إثر إجراء تحليل كورونا سريع مساء اليوم الثلاثاء 13 يوليو 2021.»

وجاء في المنشور: «سيواصل رئيس المجلس القيام بأعماله عن بعد وفقا للإجراءات الاستثنائية مع اتخاذ كافة الاحتياطات الوقائية اللازمة واحترام البروتوكول الصحي».

إلى ذلك، طالب الجيش التونسي خريجي التخصصات الطبية وشبه الطبية ممن تنطبق عليهم شروط التجنيد، المسارعة بالتقدم من أجل المشاركة في مواجهة فيروس كورونا القاتل.

في الأزمات يعرف الأشقاء

في الأزمات يُعرف الشقيق الصادق الصدوق الذي لايبتز ولا ينتظر من ما يقدمه إلا صالح شقيقه، إذ انهالت المساعدات على مطار تونس بعدما أعلنت السلطات انهيار المنظومة الصحية في البلاد، لتبادر العديد من الدول العربية على رأسها مصر والسعودية والجزائر والإمارات وقطر وتركيا إلى إمداد تونس بكل التجهيزات الطبية واللقاحات اللازمة لمكافحة كورونا.

مواقف جسدت اللحمة العربية وقت الأزمات، ودفعت الساسة والفنانين إلى التعبير عن سعادتهم بهذه الروح التي تجسد مشاعر الأخوة بين الأشقاء، حيث أعربت الفنانة التونسية، لطيفة، عن شكرها للمملكة العربية السعودية لسرعة استجابتها وإمداد تونس باللقاحات والتجهيزات التي تحتاجها.

مشاهير تونس يبادرون

مبادرة التونسيون، امتدت لتشمل مشاهير الفن والرياضة، إذ عرضت لاعبة التنس ، أنس جابر مضربها للبيع لمساعدة مستشفيات بلادها التي تشهد اكتظاظاً بسبب انتشار “كوفيد-19”.

وقالت جابر، التي حققت إنجازاً غير مسبوق عربيا بوصولها لربع نهائي بطولة ويمبلدون ، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، في مقطع فيديو، إنه «من أجل غرض نبيل… كأي تونسي وتونسية لا أستطيع أن أشاهد بلادي تمر بظروف صعبة». فنان الراب كادوريم قام هو الآخر بحملة لتوزيع مساعدات طبية فى عدد من المناطق التونسية خلفت ردود فعل متباينة بين من أثنى عليها وبين من رآها حملة سياسية مبكرة، خاصة أنه أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد سنة 2024.

أما الممثلة درة زروق فدعت، عبر حسابيها على «إنستجرام» و«فيسبوك»، الدول العربية والشخصيات المالية الكبيرة في تونس إلى مساعدة بلادها لتجاوز الأزمة الصحية الخطيرة التي تمر بها، كما أكدت أنها تبرعت بمبلغ قيمته 50 ألف دينار تونسي (نحو 16 ألف دولار أمريكي)، لـ«صندوق 1818»، وهو صندوق خاص يجمع التبرعات لمجابهة تفشي فيروس كورونا.

جدير بالذكر أن الدول المتقدمة خصصت لنفسها حصصا كبيرة من اللقاحات ولم يتم الإيفاء بوعود بهبات أعلن عنها، في الوقت الذي تلقى 11% فقط من سكان تونس جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، و5% تطعيما كاملا، و”هذا دون المطلوب لتحصيل المناعة الجماعية”، وفق المسؤول.

ربما يعجبك أيضا