تعذيب الحيوانات.. الوجه القاسي لصناعة الجمال العالمية

أماني ربيع

طالت الملياردير الأمريكي أيلون ماسك اتهامات بتعذيب الحيوانات، مؤخرا، لكنه ليس الوحيد المتهم، ففي عالم الأزياء والجمال حاصرت تهم انتهاك حقوق الحيوانات كثير من رموز الموضة والأناقة.

شركة “نيورالينك” التي يملكها ماسك تورطت في اتهامات بتعذيب الحيوانات، بعد تجارب أجرتها على مجموعة من القرود خلال أبحاثها على  شرائح دماغية مستقبلية، ستسمح بالمشي مجددًا للمصابين بالشلل، التهمة نفسها واجهتها كبرى شركات الموضة والجمال سواء لتحسين منتجاتها أو لإنتاج قطع الأزياء يرتديها مشاهير العالم من فراء الحيوانات، ليُظهر مجموعات حقوق الحيوان الوجه القاسي لصناعة الجمال وتنطلق حملاتهم المستمرة منذ عقود في التأثير والضغط على المشاهير والعلامات التجارية لوقف نشاطهم والاتجاه إلى البدائل الممكنة.

شركات الموضة والجمال الأكثر اتهامًا

قطاع التجميل والأزياء يعد من أبرز المجالات التي طالتها انتقادات واسعة بسبب استخدامها الحيوانات سواء لتحسين منتجاتها أو لإنتاج قطع الأزياء التي يرتديها مشاهير العالم من فراء الحيوانات.

وفي أبريل 2021، طُرح فيلم أنيميشن قصير بعنوان “save ralph”، يعكس معاناة الحيوانات مع استغلال شركات التجميل للحيوانات، وخاصةً الأرانب لإجراء الاختبارات والتجارب عليها قبل خروج مساحيق التجميل المختلفة إلى النور.

معاناة الحيوانات وبداية التصحيح

أظهر الفيلم شدة العذاب الذي تعانيه الحيوانات البريئة من أجل تصنيع منتج تضيفه المرأة لحقيبة ماكياجها، وتعاون عدد من صناع السينما في هوليود مع جمعية الرفق بالحيوان الدولية لإنتاج الفيلم الذي أطلق بعد لغات لمنع استخدام الحيوانات في التجارب، ما يعرضها للمعاناة والموت، ويختلف تأثير التجارب من حيوان لآخر، فتبدأ بتهيج الجلد والعمى والشلل ونزيف داخلي وتلف في الأعضاء، وتصل إلى الموت.

حظر التجارب على الحيوانات

وفقا لمنظمة بيتا المعنية بحقوق الحيوان، يُقتل أكثر من 100 مليون حيوان سنويا بينها “الكلاب وخنازير غينيا والقرود والأسماك والطيور”، في مختبرات الولايات المتحدة لدروس علم الأحياء والتدريب الطبي والاختبارات الكيميائية والعقاقير والأغذية ومستحضرات التجميل، بسبب إدخال مواد كيميائية في الحنجرة والعين وعلى الجلد بعد حلق الشعر، لتوثيق رد فعلها لضمان الاستخدام الآمن للبشر، فضلًا عن إجراء اختبارات الجرعات المميتة، وإجبار الحيوانات على ابتلاع كميات من مواد كيميائية لمعرفة مقدار الجرعة التي تسبب الوفاة.

في عام 2013 حظر الاتحاد الأوروبي استخدام الحيوانات في تجارب مستحضرات التجميل، وحظرت نحو 40 دولة حول العالم هذه الاختبارات رسميا ومنها “الهند وتايوان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وجواتيمالا وأستراليا و10 ولايات في البرازيل، وتركيا والنرويج وأيسلندا وسويسرا وفي الولايات المتحدة في ولايات منها كاليفورنيا وإلينوي ونيفادا وفيرجينيا”.

منتجات آمنة

 أكثر من 2000 ماركة من منتجات التجميل أطلقت منتجاتها تحت شعار “خالية من القسوة” ومنها “وGarnier وDove وHerbal Essences وH&M”، وتستخدم الشركات في منتجاتها مكونات لها تاريخ من الاستخدام الآمن.

في مجال الأزياء، توقفت دار كالفن كلاين عن استخدام الفرو عام 1994، بعد اقتحام نشطاء من PETA “بيتا” الأمريكية المعنية بحقوق الحيوانات، مكاتب الشركة، وعرضوا عليه خلال اجتماع مهم فيديو يوضح كيفية ذبح الحيوانات للحصول على فرائها، وفي عام 2006، قدم مصمم الأزياء الفرنسي رالف لورين عرض أزياء خاليًا من الفرو، تبعه تومي هيلفجر عام 2007، بعد ضغوط من “بيتا” أيضًا.

حملة خالٍ من الفراء

خلال السنوات الأخيرة تزايد الضغط على العلامات التجارية لمنعها من استغلال الحيوانات بشكل قاس، وبدأت العديد من دور الأزياء العالمية بالفعل، في الابتعاد عن استخدام الفراء الطبيعي، وتوقفت عن استخدام فراء الحيوانات في مجموعاتها، وقال الرئيس التنفيذي لـ”فالنتينو” جاكوبو فينتوريني في بيان: إنهم يبحثون عن مواد بدليلة من أجل المزيد من العناية بالبيئة خلال السنوات المقبلة.

وأصبحت مجموعة H&M وInditex التي تملك محلات زارا وAmerican Apparel و توب شوب و زالاندو، وNet-a-Porter و Selfridges وLiberty جزء من برنامج التجزئة الحر للفراء الذي ينص على حظر استخدام الفرو في ملابسهم.

فراء كايلي

عارضة الأزياء كايلي جينر تعرضت لهجوم من نشطاء في حقوق الحيوان في أثناء خروجها من أحد المتاجر في منطقة “بيفرلي هيلز” في كاليفورنيا، بسبب تواجدها في محل متخصص في بيع الفراء الطبيعي، لتفاجأ بصراخ نشطاء المجتمع المدني: “عار عليك، أنت وحش”، وتعرضت كايلي جينر لانتقادات كثيرة بسبب ارتدائها للفراء، لكن النشطاء توعدوا بالاستمرار في انتقادها حتى تتخلى عن ارتداء الفراء الطبيعي، مثلما فعلت شقيقتها كيم كارداشيان التي لجأت الاستخدام الفراء الصناعي.

وفي سبتمبر 2021، ساومت المغنية بيلي إيليش دار أزياء أوسكار دي لارنتا على عرض تصاميمها على السجادة الحمراء في حفل “ميت جالا”، مقابل الالتزام بتعهد “خال من الفراء“، وساهمت حملات مجموعات حقوق الإنسان في التأثير والضغط على العلامات التجارية للتخلي عن فراء الحيوانات في الموضة، رغم استغراق الأمر وقتًا طويلًا، إلا أن العديد من المشاهير والعلامات الشهيرة استجابت في تطور ملحوظ.

استمرار الحملات واستجابات جديدة

التحركات أتت ثمارها فحظرت شركة “كيرنج” للأزياء الفاخرة استخدام فراء الحيوانات في جميع علاماتها التجارية بحلول خريف وشتاء عام 2022، وأعلنت دار فالنتينو الإيطالية في مايو 2021، توقف شركتها “فالنتينو بولر” عن استخدام الفراء الطبيعي اعتبارًا من هذا العام، ودار “دولتشي أند جابانا” الإيطالية ، أعلنت مؤخرًا توقفها عن استخدام فراء الحيوانات في منتجاتها، وانتقالها إلى خيارات الفراء الصناعي الصديق للبيئة.

ومن علامات الأزياء الشهيرة التي حظرت الفراء ايضا برادا وأرماني وجوتشي وفيرساتشي وفورلا وبربري ودونا كاران ودي كي إن واي ومايكل كورس والمصمم الفرنسي جان بول جوتيي.

ربما يعجبك أيضا