تفسيرات متباينة وقلق متزايد.. ما الذي يحلق في سماء الولايات المتحدة؟

علاء بريك

بين شطحات الخيال العلمي ونظريات المؤامرة والحقائق على الأرض، ما الذي رآه طيارو البحرية الأمريكية؟


في 2019، أجاب الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترَمب، عن سؤال يتعلق بمشاهدة طيارَين تابعين لسلاح البحرية الأمريكية لأجسام طائرة غامضة، بقوله إنه لا يعتقد بوجودها لكن كل شيء ممكن.

وبعد 3 أعوام، عقد الكونجرس أول جلسة استماع علنية لبحث موضوعها عقب 5 عقود على آخر جلسة أوقفها البنتاجون آنذاك، من جانبه وصف الضابط السابق في سلاح الجو التابع للبحرية الأمريكية، ريان جريفس، الجلسة بأنها لم تأتِ بأي جديد.

أجسام مجهولة

في إبريل 2014، تعرض 4 طيارين من البحرية الأمريكية، بينهم جريفس نفسه، إلى حادث نجوا منه بأعجوبة، وكان الأربعة ضمن طائرتين من طراز، F/A-18F، في طلعة تدريبية اعتيادية وبمجرد دخولهما المجال الجوي المحدد كادتا أن تصطدم بجسم طائر غامض، حسبما أورد المحلل في مكتب الأمن الدولي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مَريك فون رينينكامف.

يتابع رينينكامف القول بأنه بعد هذا الحادث وقبله شاهد طيارون عدة أجسامًا طائرة تتحلى بخصائص طيران غير مألوفة قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وعلى الرغم من خطورة حوادث الاصطدام لم يكن لدى الهيئات الرسمية آلية إبلاغ واضحة عن مثل هذه الأجسام الغامضة.

إحباط وقلق

مع غياب آليات الإبلاغ الواضحة، يلجأ الطيارون إلى بروتوكول تنبيهات سلامة الطيران، ما أشاع حالة من الإحباط وسط الطيارين وقادتهم لما تحمله هذه الأجسام الغامضة من تهديد لسلاح الطيران ومخاطر جسيمة على سلامة الطيران بالعموم، وقد حذر البعض من أنها “مسألة وقت ليس إلا قبل اصطدام إحدى طائراتنا بتلك الأجسام”.

بعد 5 سنوات على حادث 2014، تمكنت السلطات الأمريكية أخيرًا من صياغة آلية إبلاغ رسمية عن الأجسام الطائرة الغامضة، وتشير البلاغات الرسمية إلى أن الحكومة الأمريكية تواجه تحديًا صعبًا، فقد أفادت عدة بلاغات قدمها طيارو البحرية الأمريكية بأن ما رأوه لم يروا مثله من قبل. برأي جريفس، فإن 8 سنوات من العطالة الحكومية بعد حادث 2014 ليست مقبولة وتكشف عن حالة من التجاهل”.

تهديد محتمل وتفسيرات متعددة

أصدر إدارة الاستخبارات الوطني الأمريكية بالتعاون مع وزارة الدفاع تقريرًا تمهيديًا بصدد مسألة الأجسام الغامضة في 25 يونيو 2021، يقيّم فيه خطرها على الأمن الوطني الأمريكي، وقد أقر التقرير بأن هذه الأجسام تشكل خطرًا على سلامة الطيران وأنها قد تشكل تحديًا للأمن الوطني الأمريكي.

فيما يتصل بتفسير ظاهرة الأجسام الغامضة، أورد التقرير 5 تفسيرات محتملة من واقع 144 تقريرًا درسها المكتب، وقد كان أول هذه التفسيرات الالتباس، وثانيها ظواهر جوية طبيعية، وثالثها برامج التطوير الصناعي الأمريكي، ورابعها أنظمة أجنبية معادية، أما الخامس فشمل كل ما لم تفسره التفسيرات الأربعة السابقة.

ماذا عن المسيَّرات وأشباهها؟

بحسب رينينكامف، فأحد التفسيرات المطروحة أن هذه الأجسام الغامضة ليست سوى مسيّرات (درونز) أو بالونات حملها الهواء، لكن جريفس يستبعد هذا الاحتمال بقوله: “لا نرى المسيّرات في مناطق التدريب، بل قرب المطارات وفوق البر الأمريكي، لكننا لا نراها في مناطق عملنا البعيدة عدة أميال عن الشاطئ”.

يضيف جريفس أن هذه الأجسام إذا كانت مسيّرات عندئذٍ “إما أنها مزودة بمصدر للطاقة يتيح لها البقاء في الجو لمدة طويلة أو أنها ضمن برنامج يضم مئات أو آلاف المسيّرات تحلق وتهبط بانتظام على نحو لم يسبق لنا أن انتبهنا له، فضلًا عن أن طيراننا بعيدًا عن الشاطئ يخلق عقبة أمام المسيَّرات”، وفيما يتصل بتفسيرها على أنها بالونات فقد استبعده كليًّا.

لماذا الاهتمام بهذا الأمر؟

بحسب تقرير لشبكة “بي بي سي” البريطانية، فإن الرأي العام الأمريكي قد زاد من الضغط على الحكومة الأمريكية للكشف عما تعرفه فيما يتصل بهذه الأجسام الغامضة، فبعض المجموعات المدنية تجادل بأن الحكومة نفسها تعمل على إخفاء الأدلة على وجود كائنات أخرى لا نعلم عنها شيئًا.

من جانبه كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترَمب، قد أشعل الاهتمام بهذا الأمر بتعليقه المثير على المسألة بقوله: “لن أتحدث إليكم عما أعرفه عنها، لا ولن أتحدث بشأنها لعائلتي حتى، لكنها أمر مثير حقًّا”، حسب ما أورد شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية. على صعيد آخر، وعد البنتاجون بمزيد من الشفافية قدر الإمكان فيما يتصل بهذا الموضوع.

ربما يعجبك أيضا