تقرير: رقمنة الخدمات الطبية دمرت العلاقة بين المرضى والأطباء

شيرين صبحي

رؤية

عواصم- تثير الرقمنة المتزايدة للخدمات الصحية والعلاقة بين المرضى والأطباء من خلال شاشات الحواسيب قلقا لدى مراقبين في المجال الصحي ومخاوف من نزع الصفة الإنسانية عن النظام الصحي في العالم.

وتتدخّل الشاشات بشكل مكثف بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، وبين الأطباء والممرضات ومقدمي الرعاية والمتخصصين في العلاج الطبيعي وحاملي النقالات والمتخصصين في التغذية والأخصائيين الاجتماعيين والمديرين التنفيذيين والسكرتيرات، وبين الطاقم الإداري غير الطبي وطاقم التمريض.

وقد ساهم ذلك في تراجع الوقت الفعلي الذي يقضيه المرضى مع مقدمي الخدمات الطبية بصفة تدريجية، وفق ما كشف تقرير لصحيفة ”لوموند“ الفرنسية نشر، اليوم (الأحد).

ويشرح التقرير، إلى أنّ رقمنة الخدمات الصحية أدّى إلى تراجع مدة الاستماع ومدّة الفحص السريري للمرضى، وإلى تراجع الاهتمام بأسئلتهم وقلقهم، وتراجع مراعاة سياق عيشهم الثقافي والاجتماعي والأسري والمهني، مشيرا إلى أنّ معدّل الاستماع الطبي للمرضى قبل ”العصر الرقمي“ لا يتعدى 23 ثانية فقط، بينما يكاد يكون التقاء مقدّمي الرعاية الصحية جسديا في غرف المرضى معدوما.

ويوجه الدكتور بيار فلاديمير إينيزات، في التقرير اتهاما لشاشات الحواسيب والأجهزة الرقمية بتدمير العلاقة بين المتدخلين في القطاع الصحي بدل تسهيلها.

ويوضّح أنّ المشرفين السابقين والمسؤولين التنفيذيين الصحيين الذين أصبحوا ”مديرين“ مطالبون الآن بقضاء وقت طويل على الكمبيوتر للقيام بالتخطيط وإعداد التقارير وما إلى ذلك.

بالإضافة إلى الاجتماعات المستمرة، وهو ما يعزلهم عن فرق الرعاية الصحية، وغالبًا ما تظل عيون مقدمي الرعاية والأطباء والمتدربين والمسعفين مثبتة على هذه الشاشات.

ويتابع الدكتور إينيزات، أنّه ”في بعض الأحيان حلت الاجتماعات متعددة التخصصات حول ملفات الكمبيوتر الخاصة بالمرضى محل الزيارات الميدانية التي كانت لها ميزة الجمع الجسدي بين الفرق الطبية وشبه الطبية بجانب سرير المريض“.

ويضيف أنه ”لحسن الحظ ولت أيام التسجيل والترتيب والتصنيف والاستعانة بمصادر خارجية لأكياس الورق المقوى الخاصة بالمرضى في غرف ضخمة مملوءة بالغبار والتي عادة ما تكون بعيدة عن الأجنحة الطبية.

فقد أتاح تطوير تكنولوجيا المعلومات داخل النظام الصحي أرشفة غير مادية للسجلات الطبية، ما يسمح بإمكانية التتبع وتأمين الملاحظات والوصفات الطبية.

ولم يعد البحث الطبي وتكنولوجيا المعلومات منفصلين فقد أصبح إجراء التجارب العشوائية وتسلسل تحليل السجلات والبيانات الضخمة والمراقبة في الوقت الفعلي للجائحة ممكنة الآن بفضل أجهزة الكمبيوتر القوية“، وفق تعبيره.

ربما يعجبك أيضا