تهريب “جزار معتقل الخيام”.. غضب شعبي في لبنان

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

غضب شعبي عارم في لبنان بعد حكم المحكمة العسكرية اللبناني بعد إسقاط التهم بحق عامر إلياس الفاخوري (56 عاماً)، وهو أحد قادة “جيش لبنان الجنوبي” الموالي لإسرائيل (يحمل الجنسية الأمريكية)، والقائد العسكري لمعتقل “الخيام” وهو متهم في قضية خطف مواطنين واعتقالهم وتعذيبهم أيام الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1998.

القضاء العسكري في لبنان، أسقط تهما عن عامر الفاخوري، وأصدرت حكما يقضي بـ”كف التعقبات عن الموقوف عامر الفاخوري”، وقرر إطلاق سراح الفاخوري فورا، ما لم يكن موقوفا بقضية أخرى، ورغم أن الفاخوري يلاحق بملف آخر أمام قاضي التحقيق بالعاصمة بيروت، بلال حلاوي، في الدعوى المقامة ضده من عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام، بتهم اعتقالهم وحبس حريتهم وتعذيبهم، إلا أنه تهريبه رغم قرار منعه من السفر!.

الفاخوري جزار الخيام

وسجن الخيام هو معتقل يقع على تل مرتفع ضمن بلدة الخيام في موقع حصين يطل على شمال فلسطين من جهة وعلى مرتفعات الجولان السورية من جهة ثانية ويؤمن السيطرة عليهما، ويتكون من خمسة مبان، وكل مبنى يتألف من عشرين غرفة. ولا تتعدى مساحة الغرفة الجماعية المترين طولا والمتر ونصف عرضا، يحشر فيها من خمسة إلى ستة أفراد، والغرفة الانفرادية لا تتعدى التسعين سنتيمترا طولا وعرضا، وفي 23 أيار/مايو 2000 هربت القوة المسيطرة على المعتقل بعد الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ واقتحم الأهالي المعتقل ليطلقوا سراح 142 أسيرا بقوا في المعتقل.

والفاخوري هو من الذين عملوا مع الجهاز 504 الاسرائيلي، وهو ما يعني تماديه في ارتكابه تهمة العمالة في فترة ما قبل وما بعد التحرير. في اثناء انتقاله الى داخل الاراضي المحتلة بقي يعمل مع الجهاز عينه، واستحصل تقديرا لخدماته على هوية وجواز سفر إسرائيليين سمح له بالسفر الى خارج الاراضي المحتلة.

واعتقل الأمن اللبناني الفاخوري، في 13 سبتمبر/ أيلول 2019، خلال محاولته دخول لبنان عبر مطار بيروت، قادمًا من الولايات المتحدة، لاعتقاده بإمكانية سقوط حكم بسجنه 15 عامًا صدر عن محكمة عسكرية، في 1998، أدانته بالعمالة لإسرائيل، وذلك لمرور 20 عامًا على الحكم.

تواطؤ حزب الله اللبناني

قرار المحكمة العسكرية تم بعلم مليشيات “حزب الله” اللبنانية التي تدعي المقاومة والممانعة كذبا وزورا، واشنطن من جانبها مارست ضغوط هائلة على كافة مفاصل الدولة اللبناني خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي، في المحصلة، خرج الفاخوري من لبنان، الحزب استمر في خداع  خاضنته عندما ألمح في بيانه بضرورة استقالة القضاة المسؤولين عن الملف.

السفارة الأمريكية

ووفق وسائل إعلام لبنانية فإن الفاخوري لا يزال في لبنان، وتحديداً في السفارة الأمريكية في عوكر (أرض أجنبية)، كان داخلها حتى الساعة الثانية والربع من بعد ظهر أمس، وتالياً فإن القرار الذي اصدره الأمن العام بمنع سفره وتلاه قرار قضائي بإعادة توقيفه.

مصادر قالت إن الحزب الموالي لإيران يرغب بمنع سفر الفاخوري ومنع خروجه من السفارة الاميركية الا بتسوية تطلبها واشنطن، الامر الذي يعيد شيئا من التوازن الذي اختل في هذه القضية.

الأكيد أن هناك طائرة خاصة ستقله (أو أقلته) إلى خارج لبنان. هناك احتمالان لطريقة إخراجه، إما أن تتولى طائرة هليكوبتر تابعة للسفارة الأميركية عملية نقله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث تكون الطائرة بانتظاره، أو إذا كان تم نقله بطائرة هليكوبتر إلى قبرص، ومن هناك يتولى الأميركيون نقله إلى الولايات المتحدة الأميركية. خصوصاً أن الكثير من الطائرات تأتي مباشرة من القاعدة العسكرية الأميركية في قبرص إلى السفارة الأميركية في عوكر.

منع متأخر عن السفر

أصدر قاضي الأمور المستعجلة في النبطية القاضي أحمد مزهر قراراً بمنع السفر عن العميل عامر الفاخوري.

وذكر القرار أنه “بتاريخ 17/3/2020، تقدّم كل من السادة سهى بشارة وجهاد عواضة ورفاقهما بوكالة المحاميين حسن بزي وهيثم عزو، باستدعاء يرمي إلى منع السيد عامر الياس الفاخوري من السفر خارج الأراضي اللبنانية، وأدلوا بأن المطلوب منع سفره ملاحق بجرائم القتل والتعذيب للمعتقلين في سجن الخيام، عندما كان آمراً للسجن المذكور، وذلك بموجب شكوى أمام قاضي التحقيق الاول في النبطية، نقلت إلى قضاء التحقيق في بيروت لدواع أمنية، ويوجد خشية من سفره خارج الأراضي اللبنانية مما يفقدهم حقهم في ملاحقته مدنياً وجزائياً”.

احتجاجات معتقل رومية

فيما شهد معتقل رومية اللبناني احتجاجات دامية، فور الإعلان عن الإفراج عن العميل الإسرائيلي عامر فاخوري. وكان السجناء قد طالبوا قبل أيام بإقرار قانون للعفو العام نظرا لانتشار فيروس كورونا في لبنان ولكون سجن رومية مكتظ بالسجناء. وقرر السجناء تنظيم إضراب عن الطعام حتى الإفراج عن كافة السجناء.
الحكم على الفاخوري فجر الموقف داخل المعتقل، وقام المعتقلون وغالبيتهم من السنة باضرام النار في السجن محاولين تكسير أبواب الزنزانات وخلعها، مطالبين بمساواتهم بالعملاء.
 

ربما يعجبك أيضا